أفغانستان: جهود جديدة للإفراج عن 150 مدنيا تحتجزهم طالبان

مقتل اثنين من رجال الشرطة ومدني في تفجيرين بقندهار وتوقع مزيد من العنف قبل فصل الشتاء

TT

أعلن مسؤولون ان الحكومة الافغانية تضاعف جهودها للافراج عن 150 عاملا، خطفهم ناشطون من طالبان في غرب افغانستان لتجنب تدخل عسكري. وقال محمد يونس رسولي معاون حاكم ولاية فرح، ان الزعماء القبليين سيجتمعون مساء امس في مدينة فرح قرب المكان الذي خطف فيه الاحد الموظفون الذين يعملون في شركة بناء متعاقدة مع الجيش. وقال «نحاول الاتصال بهم لتسوية الازمة وتجنب عملية عسكرية». وتشتبه السلطات بان طالبان خطفت العمال، لكن هذا الامر لم يؤكد. ووقعت عملية الخطف في منطقة بالا بولوك حيث كانت الحركة ناشطة في الماضي. وخطف العمال عندما كانوا في ثلاث حافلات متجهة الى هراة. وقال رسولي نقلا عن معلومات تلقتها الحكومة ان الرهائن قسموا الى مجموعات ويعتقلون في بالا بولوك معقل طالبان، على بعد حوالى 50 كلم شمال شرقي فرح.

واضاف «نحاول تسوية الوضع بالتفاوض. ووعدت طالبان بالافراج عن جميع الرهائن قبل يومين، لكنها لم تف بوعدها». وبحسب الشرطة المفاوضات مستمرة في شرق البلاد بعد خطف اربعة رجال في مسجد اول من امس. وفي 19 يوليو (تموز) 2007 خطفت طالبان 23 انجيليا كوريا جنوبيا في جنوب البلاد، وطالبت بالافراج عن 23 من عناصرها من السجون الافغانية، وهذا ما رفضته كابل. وقتل الخاطفون رجلين من المجموعة في نهاية يوليو وافرجوا عن امرأتين مريضتين منتصف اغسطس (اب). وفي نهاية أغسطس افرج عن باقي الرهائن، اثر اتفاق مع وفد من سيول. من جهة اخرى، ذكر مسؤولون امس في كابل، أن تفجيرين وقعا على جانب طريق استهدفا قوات شرطة أفغانية في إقليم قندهار قتلا ضابطي شرطة ومدني بينما اعتقل من يشتبه أنه من قيادي طالبان في إقليم آخر جنوب البلاد. وقال مطيع الله خان كاتيه قائد الشرطة الاقليمية، إن اثنين من ضباط الشرطة قتلا الليلة الماضية عندما اصطدمت مركبتهما بقنبلة زرعت على جانب طريق في منطقة سبين بولداك. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم في بيان نشر في موقعها على الانترنت، لكنها قالت إن أربعة رجال من قوات شرطة الحدود قتلوا. وأضاف كاتيه أن قنبلة أخرى زرعت على جانب طريق جرى تفجيرها عن بعد، امس في قندهار استهدفت حافلة مكتظة بمتدربين من رجال شرطة. وتابع أن القنبلة أخطأت هدفها لكنها قتلت أحد المدنيين من المارة. وصرح إسماعيل جاهانجير المتحدث باسم حاكم إقليم غزني بأنه في حادث آخر اعتقلت الشرطة قياديا من طالبان أمس، في منطقة أندار بالاقليم. وأضاف أن الملا محمد أنوس شريف هو قيادي بارز للمتشددين في الاقليم، وهو مسؤول عن هجمات على القوات الافغانية وقوات التحالف في المنطقة. وقتل أكثر من أربعة آلاف شخص معظمهم من المتشددين في الصراع بأفغانستان حتى الان هذا العام. الى ذلك توقع وزير الدفاع الافغاني الجنرال عبد الرحيم ورداك اول من امس، ان تشن حركة طالبان هجمات جديدة قبل حلول فصل الشتاء في افغانستان، وجدد دعواته الى تشكيل قوة مشتركة بين كابل واسلام اباد والتحالف عند الحدود الافغانية الباكستانية. وعلى خط مواز وامام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، حث الرئيس الافغاني حميد كرزاي الاسرة الدولية على «مضاعفة الجهود» للمساعدة على تشكيل قوات امنية افغانية قادرة على تحمل المزيد من المسؤوليات في التصدي للارهاب. وقال الوزير الافغاني في كلمة القاها في مركز ابحاث مؤسسة «هيريتيج فاونديشن» بواشنطن «اعتقد اننا شهدنا هذه السنة اسوأ المعارك لكننا نتوقع جهدا جديدا من العدو قبل الشتاء». واضاف «ازداد عدد عناصر طالبان والمقاتلين الاجانب في افغانستان اكثر من السنوات الماضية، انهم يتحركون في مزيد من المقاطعات». واكد «اننا نحارب عدوا اقوى بكثير وافضل تجهيزا من قبل» متحدثا عن «تطورات مهمة من جانب العدو، واستعداد مميز وتدريب افضل واكثر موارد وتجهيزات وتكتيكات جديدة». وقال ورداك ان «التصدي لعدو من هذا القبيل يقتضي ردا استراتيجيا شاملا» مكررا رغبته في انشاء قوة مشتركة بين افغانستان وباكستان والتحالف الدولي لمكافحة طالبان عند الحدود الافغانية الباكستانية. واقترح ان «يشمل ذلك التعاون عند الحدود تعزيز علاقات روتينية بين جيوشنا وفرقنا الامنية والشرطة»، وذلك في حين اكدت واشنطن وكابول ان طالبان و«القاعدة» استعادتا قواهما في المناطق القبلية بشمال غربي باكستان. الا ان الوزير الافغاني اقر بأن المشروع ما زال «في مرحلته الاولى» مؤكدا ان «ذلك سيأخذ وقتا» ورفض القول اذا كانت اسلام اباد موافقة. وخلص الى القول ان تلك القوة المشتركة «ستمكن الاطراف من تفتيش طرفي الحدود وانهاء الشبهات الحالية» بين كابول وباكستان. ومن ناحيته، طالب الرئيس الافغاني الذي سيلتقي نظيره الباكستاني آصف علي زرداري في الامم المتحدة، بمساعدة اضافية لتشكيل جيش قادر على تحمل مسؤولية الامن في البلاد، حيث ينتشر حوالي سبعين الف جندي اجنبي. وقال «ادعو الاسرة الدولية على مضاعفة الجهود كي يتاح لقوات الامن الافغانية والجيش والشرطة، المشاركة بشكل اكبر في الحرب على الارهاب وفي حماية شعبنا». واكد ان «افغنة العمليات العسكرية امر ضروري، للرد وبطريقة مناسبة على مشكلة الضحايا المدنيين» في وقت تتهم فيه القوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي باستمرار، بارتكاب عمليات قتل وحشية بحق المدنيين الافغان.