رئيس جنوب أفريقيا الجديد موتلانتي يقسم اليمين ويتسلم مهامه لمدة عام واحد

موغابي يصف رحيل مبيكي بالكارثي ويقول إن النبأ مروع

TT

انتخب برلمان جنوب افريقيا أمس كجاليما موتلانتي، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم، رئيسا مؤقتا للبلاد، خلفا لثابو مبيكي الذي استقال من منصبه قبل عام على انهاء ولايته الثانية، ليصبح بذلك ثالث رئيس دولة منذ انتهاء حكم الاقلية البيضاء عام 1994، بعد نيلسون مانديلا وثابو مبيكي. ولن يخدم موتلانتي الا عاما واحدا من ولايته، ومن المتوقع ان يخلفه رئيس الحزب الحاكم جاكوب زوما العام المقبل، بعد اجراء الانتخابات العامة، في حال فاز حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم في الانتخابات.

وصوت البرلمان في اقتراع سري بأغلبية ساحقة لانتخاب موتلانتي، الذي اختاره الحزب الحاكم خلفا لمبيكي، بأغلبية ساحقة، ونهض أعضاء مجلس النواب وبدأوا بالتصفيق لموتلانتي لحظة اعلان النتائج، في ما يعكس وحدة الحزب، على الرغم من الخلافات بين معسكر زوما ومبيكي. وأعلن رئيس المحكمة الدستورية بيوس لانغا ان من بين الـ360 صوتا كانت هناك 41 ورقة ملغاة و50 صوتا لصالح مرشح التحالف الديمقراطي المعارض جوي سيريمان. وبعد وقت قصير من انتخابه، قال الرئيس الجديد قبل أن يقسم اليمين الدستوري: «أنا أشعر بفخر كبير على الثقة التي منحني اياها أعضاء المجلس». ومن المتوقع ان يسمي موتلانتي رئيس مجلس النواب باليكا مبيتي نائبا للرئيس. وتغيب الرئيس السابق مبيكي عن جلسة القسم وانتخاب الرئيس الجديد رغم دعوته، وتغيب أيضا الوزراء الذين استقالوا من مناصبهم تضامنا مع مبيكي. وقال مسؤول في مكتب البروتوكول في البرلمان: «وجهت الدعوة الى مبيكي لكنه امتنع».

ولم يعرف على الفور متى سيعين موتلانتي الحكومة الجديدة وان كان المستثمرون يراقبون عن كثب ما اذا كان سيعاد تعيين وزير المالية تريفور مانويل، الذي يتمتع باحترام كبير، خصوصا أن استقالته تسببت بصدمة في الاسواق التي استردت عافيتها جزئيا عندما أعلن استعداده لتولي وزارة المالية في عهد الرئيس الجديد.

وكان مبيكي قد استقال من منصبه يوم الاحد الماضي بعد ان سحب حزب المؤتمر الوطني تأييده، عندما أشار قاض الى انه تدخل في قضية كسب غير مشروع ضد زوما. وتنحى نحو ثلث اعضاء حكومة جنوب افريقيا بعد يومين بدافع من الولاء لمبيكي، الذي تولى الرئاسة في اطول فترة نمو تشهدها جنوب افريقيا. ويمثل رحيل مبيكي ذروة معركة طويلة ومريرة مع زوما، الذي اطاح به من زعامة حزب المؤتمر الوطني الافريقي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وكان من أول المتأسفين على رحيل مبيكي في افريقيا، رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، الذي قال ان استقالته كارثية. ونقلت صحيفة «هيرالد» الحكومية التي تصدر في زيمبابوي، قول موغابي فور تلقيه الخبر: «إنه لنبأ مروع ألا يكون الرئيس ثابو مبيكي رئيسا لجنوب افريقيا بعد الآن». وأضاف «لكن هذا سلوك شعب جنوب أفريقيا».

وكان موغابي يتحدث إلى صحافيين من وسائل إعلام حكومية من زيمبابوي في نيويورك حيث كان يستعد لالقاء كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة.

وتعرض مبيكي لانتقادات كثيرة بسبب تعاطيه مع أزمة زيمبابوي الاخيرة، ودعمه لرئيسها روبرت موغابي، الذي خسر في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية لصالح خصمه مورغان تسفانجيراي ثم أرغمه على التراجع عن خوض الدورة الثانية منها، ثم أعلن نفسه رئيسا بولاية جديدة. ووجهت اتهاما صريحة لمبيكي بأنه انتهج خطا متساهلا مع موغابي خلال ترؤسه وساطة بين المعارضة والسلطة اثر ازمة الانتخابات. الا ان جهود الوساطة التي قام بها نجحت في التوصل الى اتفاق لاقتسام السلطة لانهاء الازمة السياسية في زيمبابوي منذ أسبوعين.