أزمة الحليب الملوث في الصين تتوسع والاتحاد الأوروبي يتجه لحظر منتجاته

بعد الحظر الذي فرضته الهند وكوريا الجنوبية وتايلند وفيتنام

TT

توسعت آثار أزمة الحليب الملوث، الذي اكتشف في الصين، وأدى الى مقتل أربعة أطفال، وادخال 53 ألف آخرين الى المستشفيات، اذ أعلنت المفوضية الاوروبية أمس، ان الاتحاد الاوروبي ينوي فرض حظر تام على منتجات الاطفال الواردة من الصين، التي تحتوي حليبا مجففا، وذلك بعد الهند وتايلند وكوريا الجنوبية، وعدد من البلدان الآسيوية.

ومن المتوقع اتخاذ ثلاثة اجراءات في هذه المرحلة على ان تقر اليوم في بروكسل. ويتوقع فرض رقابة على كل المنتجات الغذائية الواردة من الصين، التي تتضمن اكثر من 15 في المائة من الحليب المجفف مثل البسكويت أو الشوكولا على سبيل المثال، وكذلك رقابة على المنتجات من هذا النوع الموجودة أصلا في الأسواق الأوروبية. وقالت اندرولا فاسيليو المتحدثة باسم المفوض الاوروبي للصحة وحماية المستهلكين، ان المفوضية تنوي ايضا «فرض حظر كامل على المنتجات الواردة من الصين المخصصة للاطفال، والتي تتضمن اي نسبة كانت من الحليب» و«ذلك للتأكد من أن مثل هذه المنتجات لا تستورد بأي شكل من الأشكال».

يشار الى أن مشتقات الحليب تخضع اساسا لحظر منذ عام 2002 في دول الاتحاد الاوروبي، الذي يعتبر ان عمليات المراقبة في الصين غير كافية. ومنذ ظهور فضيحة الحليب الملوث بالملايين في الصين، تم تعزيز الرقابة الجمركية في أوروبا في الأيام الأخيرة وذلك لإفشال عمليات احتيال للتوريد وللتثبت من ان جزيئات الحليب الصيني، غير موجودة في منتجات غذائية مستوردة اخرى.

وتأتي الإجراءات التي أعلنت أمس، اثر نشر موقف الهيئة الاوروبية لسلامة المواد الغذائية، التي اعتبرت ان الاطفال الذين يستهلكون بشكل كبير منتجات ملوثة بشكل عال (حلوى او بسكويت او شوكوتة) يمكن ان تتأثر صحتهم. اما الاطفال الذين يستهلكون «بشكل معتدل» منتجات تتضمن حليبا صينيا ملوثا في اوروبا، فإنهم غير معرضين لأي خطر، بحسب الهيئة الاوروبية التي كانت طلبت المفوضية الاوروبية رأيها في الأمر. وقالت الهيئة ان خطر ذلك على البالغين، معدوم.

وكانت كبرى شركات البسكويت البريطانية «تيسكو»، قد أعلنت قبل يومين، انها علقت «في اجراء احتياطي» بيع الحلوى ذات المنشأ الصيني في «عدد محدود من المتاجر» التي تباع فيها. وجاء هذا بعد ان أصدرت منظمة الصحة العالمية وصندوق رعاية الطفولة، بيانا مشتركا قال ان التلوث المتعمد لأغذية الأطفال والصغار أمر «مؤسف للغاية». لكن المنظمتين قالتا ان خطة بكين لإجراء تعديل جذري في قواعد سلامة الغذاء سيساعد في منع تكرار هذا الحادث. وجاء في البيان: «نحن على ثقة بأن اجراءات سريعة وحاسمة تتخذ من جانب هيئات سلامة الغذاء في الصين لإجراء تحقيق كامل في هذا الحادث».

وأضاف البيان: «نتوقع ايضا انه بعد اجراء التحقيق، وفي اطار اهتمام الحكومة الصينية المتزايد بسلامة الغذاء، ستفرض لوائح افضل على اغذية الاطفال الرضع والصغار». وحثت منظمة الصحة العالمية وصندوق رعاية الطفولة، الامهات على اللجوء الى الرضاعة الطبيعية من ثدي الام.

وأعلنت الهند حظرا على الحليب ومنتجات الالبان الصينية أمس الخميس، حيث سيبقى الحظر ساريا لمدة ثلاثة اشهر. واحتجزت تايلند منتجات الالبان الصينية في المخازن بينما أوقفت فيتام ونيبال مبيعات كل منتجات الالبان الصينية وستتوسع الآن في اختبار مثل هذه الواردات. وفي ميانمار التي تخضع لحكم الجيش قالت السلطات، انها ستدمر اطعمة الاطفال الرضع الواردة من الصين. وفي اوروبا وقبل الاجراء الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي حظرت فرنسا استيراد جميع السلع الغذائية التي تحتوي على منتجات البان صينية.