نائب في حماس لـ «الشرق الأوسط» : نعم مصر مارست الخداع والنفاق في اتفاق التهدئة

القاهرة تعتبر التصريحات محاولة من الحركة لإعلاء سقف مطالبها قبل لقاء 8 أكتوبر

TT

أكد الدكتور يونس الاسطل، احد قادة حماس في جنوب قطاع غزة، واحد نوابها عن منطقة خان يونس، ما نقله موقع «فلسطين اليوم» على لسانه بان مصر تمارس «الخداع والنفاق» مع حماس.

وردت مصر على تصريحاته هذه بالقول إن حماس تحاول من خلالها تعلية سقف مطالبها. وقال مصدر مصري مطلع «هذا النائب أباح في تصريحات سابقة دم المصريين واليوم يهاجم مصر ونحن لن نلتفت إلى مثل هذا الصغائر.. ما يهمنا هو المصلحة العليا للشعب الفلسطيني». وأضاف المصدر «حركة حماس تحاول سواء من خلال تصريحات الأسطل أو غيره تعلية سقف مطالبها والتشدد قبل اللقاء الذي سيعقد في القاهرة في 8 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل مع الوزير عمر سليمان».

وردا على سؤال عن الاسباب وراء اطلاق مثل هذه التهمة على مصر، قال الاسطل لـ«الشرق الاوسط» انه كان يرد على سؤال عن اسباب تعثر التهدئة مع اسرائيل. واضاف «قلت ان نقض العهود من طبيعة اليهود، هذا من ناحية. من ناحية اخرى فان مصر اتفقت مع اسرائيل على شيء وابلغتنا شيئا اخر.. خلاصته ان مصر خدعتنا. فقد اتفقت مع اليهود على ان يكون الافراج عن (الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد) شليط ضمن اتفاق التهدئة، وهذا ما رفضناه. بعدها باسبوع ابلغنا المصريون ان اسرائيل وافقت على ان تكون التهدئة مقابل رفع الحصار وفتح المعابر على ان تكون على ثلاث مراحل. وقبلنا بذلك على ان تكون مدته محددة بستة اشهر على ان ينسحب على الضفة الغربية لاحقا. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يونيو (حزيران) الماضي، لكنهم بعد فترة دعوا حماس الى التفاوض حول ملف الاسرى قبل إكمال المراحل الثلاث ليظهر كما لو ان الافراج عن شليط كان جزءا من اتفاق التهدئة، وقلنا لهم انه لا بد اولا من رفع الحصار وفتح المعابر قبل الخوض في موضوع شليط، وفي هذا الموقف مخادعة». وردا على سؤال ان كان موقفه هذا يعكس مواقف العديد من كوادر وقواعد حماس قال الاسطل «هذا هو موقفي الشخصي» وقال ان ما قاله ليس «زلة لسان» وانه مستعد لقوله في اوسع الفضائيات انتشارا. واضاف ان «مصر مصرة على اغلاق معبر رفح بل إحكام إغلاقه إلا في حالات انسانية نادرة وبعد ضغوط كبيرة. ويمكن القول ان معبر رفح مغلق على نحو اكثر احكاما من المعابر الصهيونية».

وقال الاسطل لموقع «فلسطين اليوم»: «بغض النظر عن مدى التزام الصهاينة بالتهدئة، فإنها تهدئة مؤقتة لالتقاط الأنفاس، ذلك أن اليهود ينقضون عهدهم في كل مرة.. وعندئذٍ يعطوننا الذرائع لاستئناف المقاومة». ومضى قائلا: «وقد لا نحتاج إلى المزيد من المجابهة لفرض تهدئة حقيقية إذ سيفاجأ الصهاينة بألوان جديدة من المقاومة تجعلهم يتباكون على تحقيق التهدئة بشروطها الحالية».

وفي ذات السياق قالت مصادر مسؤولة في حماس لـ«الشرق الاوسط» انه «لولا هذا الحصار كان خربت (العلاقة) من زمانش. واكد المصدر ان قيادة حماس لديها يقين بان مصر لن تنجح في انجاز اي صفقة، او اتفاق، «لا في الحوار ولا في شليط ولا في فتح معبر رفح».

وبرغم ان وفد حماس سيصل الى القاهرة في 8 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، لاجراء حوارات ثنائية، إلا ان الحركة تعتقد بان الاداء المصري لاستكشاف مواقف الفصائل غير مجد. وقال المصدر «الطريقة المصرية كلام فاضي» واضاف «مصر تريد القول انها موجودة فقط، وبعد ذلك ستشكر وتثمن وتعلن ان الفصائل غير جاهزة للحوار، وان المشكلة ليست في مصر، بل في الفصائل، ومن ثم ينبري الكتاب المصريون بمهاجمة الفصائل وحماس تحديدا». واعتبر المصدر مصر «وسيطا غير نزيه. وسيط للضغط على حماس». وقال ان «خط مصر هو خط ابو مازن واسرائيل». وبحسبه، فقد ابلغ المصريون قادة حماس بذلك خلال الاجتماعات المغلقة وقالوا لهم «مش راح نخرج عن هذا الخط وهناك اتفاقات ملزمة». ويتهم المصدر مصر بانها اضعف من ان يعتبرها الاسرائيليون طرفا يحسب له حساب. وقال «القوة هنا في غزة عند حماس وليس في مصر ولو كان الاسرائيليون قادرين على الوصول الى شليط فانهم لن يلتفتوا الى مصر ابدا ولن يحسبوا لها حسابا» واضاف «مصر سعيدة اصلا بالوجود الاسرائيلي عندها على حساب ملف شليط».