«معاريف»: مصر تبلور صفقة إقليمية شاملة لحل الانقسام الداخلي وقضية شليط

هنية متشائم إزاء فرص نجاح الجهود الهادفة للمصالحة الوطنية

TT

كشفت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر أمس الخميس النقاب عن أن مصر شرعت مؤخراً في بلورة صفقة «رزمة إقليمية» كبيرة لترتيب الأوضاع في قطاع غزة تهدف الى إنهاء حالة الانقسام ورفع الحصار عن القطاع واطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، بالتعاون مع دول عربية أخرى. واستناداً الى مصدر إسرائيلي قالت انه على اتصال مع المسؤولين المصريين، قالت الصحيفة إن الصفقة المقترحة تنص على اعادة توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعادة فتح معبر رفح ورفع الحصار عن القطاع واتمام صفقة تبادل أسرى يتم بموجبها اطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين، الى جانب تمديد العمل بالتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وبدأت مصر بالعمل على بلورة صفقة رزمة اقليمية كبيرة لترتيب الوضع في قطاع غزة. وتنص الصفقة على ارسال قوات من دول عربية مثل مصر والأردن ودولة معتدلة أخرى بغرض الإشراف على التسوية المتبلورة وترتيبات اعادة العمل في المعابر. واشارت الصحيفة الى أنه رغم أن المسؤولين الإسرائيليين لا يعلقون آمالاً كبيرة على الصفقة المقترحة، إلا أنه أعاد للأذهان التشاؤم الإسرائيلي ازاء فرص التوصل لتهدئة مع حركة حماس، حيث تبين أن هذا التشاؤم في غير محله. وقال أيمن طه، القيادي في حماس، إن حركته لم تطلع على أي تصور مصري بهذا الشأن. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال طه إن أي شخصية من حماس لم تلتق المسؤولين المصريين في الآونة الأخيرة، وأن وفداً يمثل الحركة سيتوجه للقاهرة بعد العيد للاطلاع على ما يقترح المصريون من صيغ لحل الانقسام الداخلي والمشاكل الناجمة عنه. وفي هذا السياق أبدى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية تشاؤمه ازاء فرص نجاح الجهود الرامية لدفع الحوار. وفي كلمة ألقاها في حفل افطار في مدينة خان يونس جنوب القطاع، قال، إن ما يجرى على الأرض بغزة والضفة الغربية يؤشر على أن طريق الحوار غير سالك ويواجه تحديات كبيرة. وتساءل «ما ثمرة الدعوة للحوار وهناك تفجيرات وإضرابات ومنع لدخول جوازات السفر والتفكير بإعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً». وشدد هنية على أن حماس لن تذهب للحوار «في ظل أوضاع كهذه، ويجب تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الحوار. فكيف نذهب للحوار، في وقت تمتد فيه يد لتطعن من الخلف». وأشار هنية الى أن الحصار المفروض على قطاع غزة يوشك على الانهيار، مؤكداً أنه لن تتحقق أهداف الذين فرضوا الحصار و«تطلعاتهم المشبوهة».

وحول الاوضاع في الضفة قال هنية إن أبناء الحركة الإسلامية والمقاومين والمواطنين في الضفة يتعرضون «لاعتداءات مزدوجة من الاحتلال الإسرائيلي وأبناء جلدتنا». من ناحية ثانية كشفت «معاريف» النقاب عن أن اسرائيل وافقت على اطلاق سراح 80 أسيرا آخر وردت اسماؤهم في القائمة التي بلورتها حماس ليصل عدد الأسرى الذين توافق اسرائيل على اطلاق سراحهم ووردت اسماؤهم في قائمة حماس الى 150 معتقلا. ويذكر أن حركة حماس قد وضعت ثلاثة شروط لاستئناف المفاوضات حول قضية شليط، وهي: قبول إسرائيل المسبق بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين تطالب بالإفراج عنهم، واعادة فتح معبر رفح وفك الحصار بشكل كامل، وقيام مصر بإطلاق سراح جميع نشطاء الحركة المعتقلين في السجون المصرية.