«الشاباك»: الجدار العازل وراء هجمات الفلسطينيين في القدس

منظمة حقوقية: الجنود الإسرائيليون ينكلون بأطفال في مدينة الخليل

TT

في استنتاج يتناقض مع موقفه السابق، قال جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) إن جدار الفصل الذي تشيده إسرائيل في عمق الضفة الغربية زاد من دافعية الفلسطينيين الى تنفيذ عمليات داخل القدس. وفي بيان صادر عنه، ونقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية امس، أكد «الشاباك» الذي كان يدعو الى تكثيف عمليات القمع ضد الفلسطينيين أن حلاً سياسياً هو الكفيل بمعالجة مثل هذه العمليات. وحسب «الشاباك» فإن الفلسطينيين من خلال تنفيذ العمليات في القدس يهدفون لتأكيد أنهم لا يمكن أن يفرطوا في المدينة المقدسة وأنهم لا يمكن أن يسلموا باستبعادها من جدول اعمال المفاوضات. واضاف البيان ان «الوعي بالجدار يخلق انفصالا طويل المدى بين القدس والضفة الغربية، وإن بعض الهجمات الفلسطينية جاءت نتيجة رغبة الفلسطينيين في ضمان ألا تختفي القدس من على جدول الأعمال السياسي». وعن الدوافع وراء هذه الهجمات، قال «الشاباك» إنه «لم يجد صلة بين السائقين والفصائل الفلسطينية». واضاف «في السابق كان أشخاص من شرق القدس يعملون أساسا كوحدات دعم للهجمات بموجب تعليمات من شبكات خارجية في قطاع غزة والضفة الغربية، لكنه في الأشهر القليلة الماضية رصدنا تغييرا حيث ينفذ أشخاص من القدس هجمات بدون توجيه من الخارج».

يذكر أن 13 مستوطناً قتلوا وجرح العشرات في 5 عمليات نفذها مقاومون فلسطينيون في القدس منذ بداية العام الجاري، احداها عملية عسكرية نفذها فلسطيني ضد مدرسة دينية قتل خلالها 9 من المتدينين المتشددين، واخرى عند باب الاسباط وقتل فيها شخص وثلاث عمليات دهس قتل فيها 3 اسرائيليين اضافة الى عشرات الجرحى. الى ذلك كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية تعنى بمراقبة حقوق الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية النقاب عن قيام جنود إسرائيليين بالتنكيل بالأطفال الفلسطينيين في مدينة الخليل، اقصى جنوب الضفة الغربية. وأكدت ناشطات من منظمة «محسوم ووتش» الإسرائيلية التي تراقب سلوك جنود الاحتلال على الحواجز في الضفة الغربية أنهن وثقن بالكاميرات قيام جنود من لواء المشاة جولاني بإجبار طفل فلسطيني على الرقص وغناء أغنية تمجد «شعب إسرائيل».

واشارت الناشطات اللواتي نقلت شهاداتهن صحيفة «معاريف» في عددها الصادر امس الى أن الجنود الذين يتمركزون عند أحد الحواجز في حي تل رميدة الذي يستوطن فيه عدد من اليهود المتشددين الى جانب اهله الفلسطينيين، يجبرون أطفال المدارس الفلسطينيين على الوقوف في طوابير طويلة على طول خط أحمر رسمه الجنود، الذين يقومون بفحص الأطفال طفلاً طفلاً ويجبرونهم على فتح حقائبهم المدرسية. واكدت الناشطات أن الجنود يعاقبون الأطفال الذين يحيدون عن الخط، أو إذا ضحك أحدهم أثناء وجوده في الطابور الاضطراري. ولفتت الناشطات الى حقيقة أن الأطفال يتعرضون للتفيش على حاجز عسكري آخر بعد أن يجتازوا رحلة «الإذلال» على الحاجز الأول. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري اسرائيلي قوله تعقيباًُ على تقرير «محسوم ووتش»: «هذا يبدو سيئا جدا عندما يطلب جندي اسرائيلي من تلاميذ صغار فتح حقائبهم». ونقلت الصحيفة عن عنات شبير، الناشطة في المنظمة، أن ما يقوم به الجنود ضد الأطفال يصيب المرء بالصدمة، منوهة الى أن امرأة فلسطينية حامل، أجهض حملها في اغسطس (اب) الماضي بعد أن ظلت تنزف على حاجز عسكري اقامة الجنود الاسرائيليون جنوب مدينة نابلس وسط الضفة الغربية. وحملت شبير الحكومة والجيش الإسرائيلي المسؤولية عن سلوك الجنود ضد الاطفال بسبب إذعانهما للمستوطنين.