متطرفون يحاولون قتل مؤرخ إسرائيلي معارض للاستيطان

دعا مرة إلى إرسال الدبابات لتدمير المستوطنات

TT

أصيب المؤرخ الاسرائيلي، زئيف شتيرنهال، المعروف بمواقفه المعارضة للاستيطان في الاراضي الفلسطينية، بجروح طفيفة في انفجار قنبلة امام منزله في القدس الغربية. وتعتقد الشرطة ان منفذي الهجوم يمينيون متطرفون مرتبطون بالمنظمات الاستيطانية. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية، انه «بعد التحقيق الاولي تعتقد الشرطة أنه استهدف بسبب أفكاره».

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان منشورات تركت في مكان الانفجار تعرض جائزة قيمتها مليون شيقل (294 ألف دولار) لمن يقتل أي عضو في حركة «السلام الآن» التي تعارض بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 . وقالت الشرطة الاسرائيلية ان شتيرنهال، 73 عاما، استاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، اصيب بجروح طفيفة في ساقه اليمنى عندما كان يغلق سياج منزله، ونقل الى مستشفى في القدس.

وأثارت الحادثة جدلا في اسرائيل وأعادت الى الاذهان إقدام الشاب ايغال عمير، اليهودي اليميني المتطرف، على قتل رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 لمجرد عرضه الانسحاب من اجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في اجتماع مع نواب حزب العمل الذي يترأسه، امس، «يجب ألا نسمح لاولئك القابعين في الزوايا المظلمة في المجتمع الاسرائيلي بمضايقة اشخاص لهم آراء واضحة وعاقلة مثل زئيف شتيرنهال».

ويعتبر شترينهال المولود في بولندا عام 1935، خبيرا في قضايا الفاشية وجذورها العقائدية، ويلقي محاضرات حول السلام وضد الاستيطان والمستوطنين، وينشر مقالات باستمرار في صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، وتبنى مواقف ضد اليهود المتشددين في اسرائيل، ودعا مرة الى ارسال دبابات لتدمير المستوطنات. كما اثار جدلا غير مرة بتبنيه مواقف لمّح فيها الى تأييده قتل مستوطنين. وقال في احد مقالاته ان «الفلسطينيين برهنوا على بعد نظر، وباتوا يركزون تحركاتهم ضد المستوطنين بدلا من مهاجمة النساء والاطفال». وحصل شترينهال على «جائزة اسرائيل»، أعلى مكافأة مدنية في اسرائيل، في عام 2008، وهو ما اغضب اليمين المتطرف. وأدان مسؤولون اسرائيليون بينهم وزيرة التربية السابقة شولاميت الوني (حزب ميرتس اليساري) الاعتداء على شتيرنهال. وقالت للاذاعة الاسرائيلية العامة، «لا شك انه اعتداء ارتكبه متطرفون من المستوطنين يلقى نشاطهم في الاراضي الفلسطينية دعم وزراء، ومساعدة من الجيش».