الرابطة المارونية تواصل مساعيها من أجل المصالحة المسيحية ـ المسيحية

الجميل: الخلافات تجاوزت إطار المنطق ويجب أن تتوقف > عدوان: «القوات» ستعطي أي مسعى كل الفرص المتاحة

TT

يواصل وفد الرابطة المارونية برئاسة جوزيف طربيه لقاءاته مع المرجعيات والقيادات المسيحية الدينية والسياسية في اطار السعي إلى الجمع بين الفرقاء السياسيين المتنازعين في مصالحات تقر بالاختلاف في وجهات النظر وتحول دون تطوره إلى صدامات وتوترات تهز الاستقرار الهش القائم حالياً في لبنان.

وفي هذا الاطار، زار وفد الرابطة أمس رئيس الجمهورية الاسبق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل. وجرى البحث في المساعي التي تقوم بها الرابطة لـ «تنقية الاجواء في الساحة المسيحية من أجل المصالحات». وعقب اللقاء، قال طربيه: «قابلنا الرئيس الجميل في إطار الجولة والمبادرة التي نقوم بها على القيادات المسيحية استكمالا للمشهد الوطني الذي شهدناه في الأيام الأخيرة، وهو مشهد التفاهمات والمصالحات. .. ولقينا تجاوباً كاملاً من الرئيس الجميل. وهو أيضاً يتعاطى مع هذا الموضوع بمقاربة يقوم بها. وسنكون متعاونين في المستقبل للوصول فعلاً الى اساس لهذه التفاهمات يتيح تطبيع العلاقات السياسية بين القيادات المسيحية تمهيداً لطاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية التي لا بد أن تعالج القضايا الوطنية الكبرى التي من شأنها أن تعيد سير العمل السياسي والدستوري الى طبيعته في لبنان».

من جهته، قال الجميل: «لا يمكن أن يبقى الجو المسيحي على ما هو عليه. فالخلافات التي تحصل في هذا الشكل والتي تجاوزت إطار المنطق يجب أن تتوقف. نعلم ان البلد يدفع ثمنا هو خيرة شبابه الذين يستشهدون ولا نعرف من أجل اي قضية. وكل الجهود يجب أن تنصب لمعالجة هذا الوضع والوصول الى الحد الأدنى من التواصل. والتوافق يؤدي الى إعادة التواصل بين كل القيادات المسيحية، فلا تتحول الخلافات السياسية عداوات شخصية». وأضاف: «قمنا أخيرا في الحزب بمبادرة وشكلنا وفدا من المكتب السياسي يهتم أساسا بموضوع التواصل المسيحي ـ المسيحي. وزار الوفد بنشعي والتقى الوزير (السابق) سليمان فرنجية عشية حادثة بصرما، لأننا تخوفنا من حصول حوادث كهذه. وكان الاجتماع مثمرا. ونتمنى أن نكمل هذه المهمة ونتوصل الى نوع من القواسم المشتركة وتصور مشترك مع القيادات الأخرى حول الحد الأدنى المتاح اليوم لحلحلة الساحة المسيحية أسوة بما يحصل بين أطراف آخرين على الساحة اللبنانية». وتابع: «يقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بجهود مهمة. وطرح علينا في اللقاء الأخير إمكان عقد إجتماع في القصر الجمهوري بين بعض القيادات المسيحية، ربما على هامش مؤتمر الحوار. ونحن رحبنا بمبادرة فخامة الرئيس التي يمكن أن تشكل خطوة أولى. وأي لقاءات تتم في الوقت الحاضر أكانت ثنائية أو بشكل أشمل، مرحب بها على أن تكون برعاية غبطة البطريرك نصر الله صفير الذي هاجسه وقف التدهور في العلاقات الشخصية بين القيادات المسيحية وخصوصا المارونية. ونحن نحاول أن ندعم مساعي فخامة الرئيس وغبطة البطريرك لنحقق الحد الأدنى من التقدم على هذا الصعيد، خصوصا أنه عشية استحقاقات إقليمية وسياسية مهمة وعشية الانتخابات، من المفروض أن نوجد مناخات هدوء خوفا من أي انعكاسات سيئة».

وتعليقاً على اللقاء بين «حزب الله» ورئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري أول من أمس، قال الجميل: «يحز في قلبنا أن يتواصل كل الاطراف الآخرين مع بعضهم البعض إلا نحن. هذا أمر سيئ. ونتمنى لكل الاطراف، لتيار المستقبل وحزب الله أن يتوصلا الى حلول يتداركا من خلالها تكرار حوادث 7 أيار الماضي وكل التشنج والاقتتال».

الى ذلك، قال نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان: «لم يعد مسموحا اليوم ان تكون هناك خلافات مسيحية ـ مسيحية. وعلينا التمييز تماما بين الاختلاف في الرأي الذي هو امر مشروع وطبيعي في كل مجتمع وبين ان نبقى واقفين عند خلافاتنا التي هي اصلا باتت ويجب ان تكون من الماضي». وأضاف: «نحن كقوات لبنانية سنعطي أي مسعى بهذا الاتجاه كل الفرص المتاحة. وسنسهل الامور بالحد الاقصى. وهذا ليس موقفا جديدا من قبلنا بل موقف أخذناه سابقا». وعن اشتراط المعارضة المسيحية حصر رعاية المصالحة برئاسة الجمهورية، قال: «هناك مسألة تاريخية عند المسؤولين، وهي لا تنتقص من احد بل تزيد. فالامر الطبيعي عند المسيحيين ان كل المصالحات واللقاءات التي تجمع بين قياداتهم تكون في بكركي. هذه موجودة تاريخيا لان بكركي كانت ولا تزال للجميع. ونأمل، حفاظا على تراثنا وتاريخنا المسيحي، ان تستمر هذه القصة».

من جهة أخرى، تناولت اللجنة التنفيذية لحزب «الكتلة الوطنية اللبنانية» ردود الفعل على خطاب رئيس الهيئة التنفيذية «القوات اللبنانية» سمير جعجع الاحد الماضي لجهة تقديمه الاعتذار عن ارتكابات الحرب الاهلية. وجاء في بيان للكتلة عقب اجتماع لجنتها أمس برئاسة عميد الحزب كارلوس إده: «ان من رفض الاعتذار كانت معظم اسبابه سياسية. ففي حين تجري المصالحات والقبلات بين القادة، جاء من يطلب المغفرة من المجتمع ومن اللبنانيين، وهم من تعرض للاذى خلال حروب لبنان وما زالوا حتى يومنا هذا. وان رفض البعض الاعتذار كان لاسباب انتخابية. فبقبول الاعتذار لن يعود هناك شيء يتاجرون به امام جمهورهم ولن يعود في استطاعتهم زرع الكراهية، استراتيجيتهم الوحيدة من اجل الفوز في الانتخابات النيابية». وأضاف البيان: «ان خطاب الدكتور سمير جعجع كان فريدا وايجابيا لانه، بعكس الذين شاركوا في حروب لبنان، هو الوحيد الذي عوقب والوحيد الذي اجرى مراجعة ونقدا ذاتيا وقدم اعتذارا علنيا امام الآلاف من انصاره وامام الشعب. ان الشعب اللبناني يطلب اعتذارا من كل الذين شاركوا في حروب لبنان حتى الاحداث الاخيرة في بيروت. فلا يدعي احد البراءة». ولفت حزب الكتلة الوطنية الى أن النائب ميشال عون «الذي رد سلبا على اعتذار الدكتور جعجع سامح سورية التي اعدمت مئات الجنود اللبنانيين الذين دافعوا عن لبنان وعنه في ضهر الوحش، من دون اي اعتذار حتى. وسامح حلفاءها على ما اقترفوه بحق لبنان بتغيير موقفه السياسي بانعطافة كاملة من دون اي شرح للمجتمع ولانصاره. انه ذلك المسيحي الذي لا يستطيع ان يقبل اعتذارا او ان يقدم واحدا للمجتمع اللبناني لان اسلوبه الوحيد هو زرع الحقد في النفوس».