أربيل تتهم القوات العراقية بقتل عنصر في «الأسايش».. وبغداد تنفي

اللواء خلف لـ «الشرق الأوسط»: مسلح أطلق النار بعد إفراجنا عن كردي اعتقلناه لتحرشه بفتاة

جندي عراقي يتفحص الأوراق الثبوتية لسائق أثناء مروره بنقطة تفتيش بجلولاء أمس (تصوير: كامران نجم)
TT

تضاربت الانباء امس حول اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات الامن الكردية (الاسايش) والشرطة العراقية في بلدة جلولاء 130 كلم شمال شرقي بغداد، أسفرت عن مقتل ضابط كردي برتبة ملازم وأحد أفراد الشرطة العراقية المشكلة حديثا في البلدة.

ففيما أكد مسؤولون اكراد وعراقيون اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين داخل أحد المقرات الحزبية الكردية، قالت وزارة الداخلية العراقية ان مسلحا أطلق النار على الطرفين وانه تم اعتقاله.

ووفقا للرواية الكردية، فان «ضابطا في الاسايش ويدعى ضياء محمد من اهالي بلدة السعدية المجاورة لخانقين ضمن محافظة ديالى، كان قد تشاجر في وقت سابق من صباح اليوم (أمس) مع احد ضباط الشرطة العراقية اثناء وجودهما في سوق البلدة»، بحسب مصدر امني.

وأضاف المصدر لـ«الشرق الاوسط» ان الشجار تطور ليصل الى مقر تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي اليه الضابط الكردي «وهناك اندلعت اشتباكات مسلحة بين افراد الاسايش وعدد من افراد الشرطة العراقية الذين تبادلوا اطلاق النار ببنادق الكلاشنيكوف بالقرب من مركز شرطة جلولاء، مما ادى الى مصرع ضابط في الاسايش واحد افراد الشرطة وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين بجراح نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج».

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان «المشكلة اندلعت بسبب الشجار العادي بين افراد من الطرفين وليست لها أبعاد سياسية ولا تمت بصلة الى التطورات والتوترات الاخيرة التي حدثت في مناطق جلولاء وخانقين وقره تبة ضمن محافظة ديالى، مؤكدا أن المشكلة قد تتفاقم ما لم يتم تطويقها تطويقا عاجلا».

من جهته، قال جبار ياور، وهو متحدث باسم قوات البيشمركة الامنية الكردية، مقتل أحد أفراد قوات البيشمركة وعضو في الشرطة الوطنية العراقية في الاشتباكات التي اندلعت بعد نزاع في مقر حزب كردي ببلدة جلولاء. ووفقا لوكالة رويترز، فقد أكد مصدر رفيع في شرطة ديالى هذه الرواية.

يذكر أن جلولاء بلدة صغيرة تابعة لقضاء خانقين وتبعد عنها مسافة 30 كلم جنوبا ويقطنها اكثر من 50 ألف نسمة، وهم خليط غير متجانس من الكرد الذين يشكلون الاغلبية والعرب والتركمان، وكانت البلدة قد تعرضت في عهد النظام السابق الى سياسات التعريب والتهجير القسري لسكانها الكرد والتركمان اسوة بكركوك وخانقين ومندلي والمناطق الكردية الاخرى ضمن محافظة ديالى والتي تسمى اليوم بالمناطق المتنازع عليها بين بغداد واقليم كردستان.

وكانت البلدة قد شهدت قبل أسابيع قليلة توترات أمنية وسياسية نتيجة دخول قوات من الجيش العراقي إليها ومطالبتها الاحزاب الكردية بإخلاء المباني الحكومية التي تشغلها هناك.

إلا ان اتفاقا بين بغداد والإقليم بشأن ما سمي حينها بأزمة خانقين المماثلة، قضى ببقاء قوات الجيش والبيشمركة خارج خانقين وجلولاء مع الابقاء على قوات مشتركة من الشرطة العراقية والاسايش الكردية في تلك البلدات لحفظ الامن فيها حتى يتم ايجاد قانون لأوضاعها في المستقبل.

غير ان المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء الركن عبد الكريم خلف، نفى لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات ووصفها بأنها «ملفقة».

وقال اللواء خلف إن «كل ما حدث هو أن دورية للشرطة اعتقلت أحد الشباب حيث قام بالتحرش بإحدى الفتيات أمام الناس، واقتيد للمركز وجرى التحقيق معه وتبين من خلال التحقيق أن هذا الشاب كردي لكنه ليس عضوا في حزب كردي ولا حتى بارزا كما أشيع».

وأضاف اللواء خلف انه «بعد انتهاء التحقيق وخلال خروج الضباط من المركز قام احد المسلحين بإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي من دون معرفة الأسباب وتم الرد عليه واعتقل، وهذا كل ما حدث وهو حادث جنائي عادي لا علاقة له لا بقوات البيشمركة ولا أي حزب آخر».