قراصنة الصومال يطلبون 35 مليون دولار مقابل سفينة الأسلحة الأوكرانية

مخاوف من اقتيادها إلى منطقة يسيطر عليها إسلاميون والقاهرة تعلن تحرير سفينة مصرية مختطفة

TT

طالب القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون سفينة أوكرانية محملة بشحنة من الدبابات والأسلحة والذخيرة مبلغ 35 مليون دولار، للإفراج عن السفينة وطاقمها، بينما افاد مسؤول في بونت لاند بان القراصنة يقتادون السفينة الى مرفأ يسيطر عليه اسلاميون صوماليون، وهو ما اثار مخاوف دولية. وقال سكان ان طائرات عسكرية شوهدت تحلق في سماء المنطقة.

وحذر متحدث باسم القراصنة، الذين يحتجزون السفينة، من عواقب وخيمة في حالة محاولة أي جهة صومالية أو أجنبية مهاجمة السفينة لإطلاق سراحها بالقوة. وتحمل السفينة الأكرانية على متنها 38 دبابة من نوع تي 72 روسية الصنع، إضافة الى منصات إطلاق الصواريخ وأسلحة أخرى وذخائر. وهذه هي المرة الأولى التي يجد فيها القراصنة أنفسهم وسط صيد ثمين لم يحلموا به، فالرحلة البحرية المسلحة التي كان الهدف منها اختطاف إحدى السفن التجارية العابرة لخليج عدن تحولت الى الاستيلاء على ترسانة أسلحة لجيش نظامي. فعلى متن السفينة الأكرانية «فاينا» 38 دبابة عسكرية من طراز تي 72، إضافة الى عدد غير محدد من ناقلات الجنود المصفحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ، واسلحة أخرى متنوعة وأيضا كمية ضخمة من الذخيرة الحية. وقد حدا ذلك بالقراصنة الصوماليين الى رفع مستوى الفدية اللازمة لإطلاق سراح السفينة وطاقمها الى 35 مليون دولار أميركي، وهو أعلى رقم يطالب به القراصنة الصوماليون لإطلاق سراح سفينة واحدة، حتى الآن. في غضون ذلك تتعقب سفينة حربية أميركية وأخرى روسية أرسلت الى السواحل الصومالية، آثار السفينة الأوكرانية المختطفة، وتفيد آخر المعلومات بأن القراصنة اقتادوا السفينة الى منطقة حراطيري الواقعة على بعد نحو 450 كم الي الشمال من العاصمة مقديشو، ويعتلي القراصنة ظهر السفينة، فيما ترافقها قوارب سريعة عليها عشرات القراصنة المدججين بالسلاح. وقد أكدت الحكومة الكينية ملكيتها لشحنة الأسلحة التي على متن السفينة الأكرانية المختطفة، التي كانت في طريقها الى ميناء ممباسا بشرق كينيا. وقال بيلي محمود قابوساد مستشار رئاسة بونت لاند، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بشمال شرق الصومال لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي من مقديشو، «ان القراصنة يتجهون الى (مرفأ) هوبيو ونحو هراديري. وهم يسعون على ما يبدو الى افراغ بعض الاسلحة الخفيفة من الحمولة».

واضاف مستشار رئاسة بونت لاند، المنطقة التي يتوجه اليها القراصنة مع المراكب التي يخطفونها، «نحن قلقون جدا من هذا الحادث الذي سيزيد من انعدام الأمن إن لم يتم التوصل الى تسوية. وبحسب معلوماتنا فان القراصنة نشروا مزيدا من المسلحين في المنطقة ويستعدون للرد في حال اي هجوم».

ويهدد القراصنة بأنه في حالة تجاهل مطلبهم فإنهم سيقومون بمصادرة الأسلحة التي على ظهر السفينة وتفريغ الشحنة منها، وهو أمر يثير قلقا في الصومال، حيث من المحتمل أن تقع هذه الأسلحة في أيدي الميليشيات القبلية المتصارعة أو في أيدي الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة. نجح جهاز المخابرات العامة المصري فى إطلاق سراح السفينة المصرية التي اختطفت يوم السادس من شهر سبتمبر (ايلول) الحالي من قبل بعض القراصنة من أمام السواحل الصومالية وعليها طاقم مؤلف من 25 بحارا مصريا.

من جهة اخرى قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية (أ.ش.أ)، انه تم تحرير سفينة مصرية كان قراصنة صوماليون قد اختطفوها، وان السفينة توجد حاليا في المياه الدولية في رحلة العودة وعليها طاقمها بالكامل. وقالت الوكالة، «إن جهاز المخابرات العامة المصري برئاسة الوزير عمر سليمان نجح في إطلاق سراح السفينة المختطفة بعد جهود استمرت عشرين يوما، من خلال مفاوضات أجراها رجال جهاز المخابرات مع مجموعة الخاطفين منذ بداية الأزمة، وحتى تم إطلاق سراح السفينة وكامل طاقمها اعتبارا من الساعة السادسة وعشر دقائق من مساء اول من أمس.. الجمعة».

وحسب الوكالة فقد أسفرت المفاوضات التي أجراها رجال المخابرات العامة عن موافقة الخاطفين على جميع الشروط التي وضعت من قبل المخابرات المصرية، وتم تنفيذ الخطة بنجاح، وفى سرية تامة ولم توضح الوكالة طبيعة هذه الشروط.

في الوقت ذاته اعلنت سلطات منطقة بونت ان القراصنة افرجوا أمس، مقابل مليوني دولار (3.1 مليون يورو) عن سفينة شحن يابانية كانت خطفت في العشرين من يوليو (تمو). وكان على متن سفينة ستيلا ماريس عشرون بحارا معظمهم من الفلبينيين.

وصرح عبد القادر موسى يوسف مساعد وزير بونت لاند للموانئ ان «القراصنة افرجوا عن سفينة يابانية بعد ان تلقوا مليوني دولار وان السفينة غادرت قرية كرد الساحلية حيث كانت محتجزة».

يذكر ان المنطقة المقابلة للساحل الصومالي اصبحت اخطر مكان في العالم للملاحة، مما رفع رسوم التأمين في الممر الملاحي المهم المار من اسيا الى اوروبا عبر البحر الأحمر وقناة السويس. وتستخدم هذا الممر 22 الف سفينة سنويا، بما في ذلك ناقلات نفط تحمل 4% من استهلاك العالم من الخام يوميا. والبديل عن هذا الممر هو دوران السفن حول رأس الرجاء الصالح على بعد الاف الاميال بما يرفع تكلفة الشحن بين 20 الفا 30 الف دولار يوميا. وتعرضت 61 سفينة لهجمات القراصنة الصوماليين هذا العام في منطقة خليج عدن 17 منها هذا الشهر فقط. واختطف القراصنة 25 سفينة يحتجز القراصنة 25 منها حاليا بينها 14 ناقلة نفط و300 من طواقم هذه السفن ويطالبون بمليون دولار أو أكثر مقابل كل سفينة. وقال مسؤولون صوماليون ان عدد القراصنة يزيد مع الايام ولديهم ألف مسلح الان واصبحت لديهم شبكة معقدة على الساحل الصومالي ويستخدمون سفينة لارسال قوارب عليها مسلحون لمهاجمة السفن حتى على بعد 300 ميل من الساحل الصومالي، وحاولوا الاسبوع الماضي مهاجمة سفينة امداد للبحرية الاميركية اطلقت عليهم طلقات تحذيرية فتراجعوا. وحسب وكالة انترفاكس الروسية فان 3 قوارب عليها قراصنة هاجمت السفينة الاوكرانية.

وقال باتريك مارشيسو قبطان اليخت الفرنسي الفاخر لو بونان، الذي اختطف في ابريل (نيسان) الماضي مع 30 من طاقمه في خليج عدن، ان عملية الاختطاف تأخذ عادة 15 دقيقة، وان الخاطفين شبان صوماليون صغار يمضغون بشكل مستمر نهارا وليلا القات. وقال انهم ابلغوهم لدى الاختطاف بانهم اسلاميون معتدلون لا يريدون سوى الاموال. ودفع مالك اليخت مليون دولار لاطلاقه.

وقال مسؤولون ان دبابات تي 72 على متن السفينة الاوكرانية، التي كانت متجهة الى كينيا يبلغ وزن كل واحدة منها 80 الف رطل ومن المستبعد ان يتمكن القراصنة من انزالها لانها تحتاج الى معدات خاصة، ولكن المخاوف هي من استيلائهم على الاسلحة الصغيرة على متن السفينة. وتلاحق البحرية الاميركية سفينة الشحن الاوكرانية لاعتراضها.

علي صعيد آخر في الصومال قتل 9 أشخاص وأصيب نحو 20 آخرين في قصف استهدف سوق البكارو أكبر الأسواق في العاصمة، وجاء ذلك في تبادل للقصف بين مقاتلي تنظيم الشباب، وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي العاملة في مقديشو، وقد قصف مقاتلو الشباب المطار لدى هبوط طائرة عسكرية تابعة للاتحاد الأفريقي لمنعها من الهبوط ، وردت القوات الأفريقية بقصف منطقة البكارو التي يقع فيها السوق، مما أدى الى سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى. ونفى المتحدث باسم قوات حفظ السلام الأفريقية الميجور بريجي باهوكو استهداف المدنيين في سوق البكارو، وقال إننا نستهدف فقط مطلقي الصواريخ. وكان تنظيم الشباب قد أعلن في 16 من الشهر الجاري إغلاق أجواء مقديشو وإسقاط أي طائرة تحاول الهبوط في مطار العاصمة، الأمر الذي أدى الى تعليق شركات الطيران المحلية والأجنبية رحلاتها الي مقديشو خوفا من استهداف طائراتها، وقد هبطت 4 طائرات فقط في مطار العاصمة منذ ذلك التاريخ وكلها استهدفت بالصواريخ من قبل مقاتلي تنظيم الشباب.