بريطانيا: حزب المحافظين يبدأ مؤتمره السنوي اليوم ويحاول استغلال تقدمه على حزب العمال

كاميرون يلقي كلمته في اليوم الأخير للمؤتمر بصفته «رئيس الوزراء المقبل»

ديفيد كاميرون وزوجته سامنثا يصلان إلى برمنغهام أمس رويترز)
TT

يبدأ حزب المحافظين البريطاني مؤتمره السنوي العام اليوم في مدينة برمنغهام وسط بريطانيا، بعد أسبوع من عقد حزب العمال الحاكم لمؤتمره السنوي في مانشستر والذي استطاع من بعده أن يحقق تقدما طفيفا في استطلاعات الرأي. ونشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، استطلاعا للرأي أظهر أن حزب العمال استطاع ان يقلص الفارق بين وبين حزب المحافظين وحصل على تأييد 32 في المائة من المشاركين في الاستطلاع مقابل 41 في المائة للمحافظين، بزيادة نسبتها ثلاثة في المائة مقارنة بآخر استطلاع، علما ان الفارق كان قد وصل الى 20 نقطة في وقت سابق. وعلى الرغم من أن خطاب رئيس الوزراء غوردن براون قد ساعده على تحقيق حزبه تقدما بسيطا، إلا ان حزب المحافظين لا يزال في الطليعة. وقبل عام بالتحديد، عقد المحافظون الذين يعتمدون اللون الازرق كشعار لهم، مؤتمرهم السنوي في بلاكبول (شمال غربي بريطانيا) في أجواء غير مختلفة بتاتا. فحينها كان براون يتقدم استطلاعات الرأي وتسري شائعات كثيرة حول انتخابات مبكرة تخلى عنها رئيس الوزراء في نهاية المطاف.

أما اليوم فقد تغيرت المعادلة. فجميع استطلاعات الرأي تظهر أنه في حال إجراء انتخابات تشريعية اليوم سيجتاح مد ازرق البلاد. ويتوقع ان يتوجه ديفيد كامرون، رئيس حزب المحافظين ومهندس «تحديث» الحزب، بصفته «رئيس الوزراء المقبل» الى اعضاء حزبه يوم الاربعاء المقبل، اليوم الاخير من المؤتمر ليعدهم بالفوز بعد طول انتظار في الانتخابات العامة لاول مرة منذ عام 1992.

لكن احتلال الصدارة في استطلاعات الرأي ليس دائما الموقع الافضل. وقال مستشار لكاميرون اوردت تصريحه الصحف «الامر شبيه بحمل إناء زهور من سلالة مينغ» الصينية الشهيرة.

ويدرك المحافظون ان جزءا من شعبية زعيمهم عائدة اكثر الى رفض الرأي العام لبراون منه الى حماسة مفاجئة تجاه المحافظين. ومع وصوله الى مشارف السلطة على كاميرون أن يثبت انه حاكم جيد وليس مجرد مخاطب جيد، خصوصا وأن براون كان قد وجه اليهم انتقادات خلال المؤتمر من دون أن يسميه، وقال ان «الوقت ليس مؤات لوصول مبتدئ الى الحكم»؛ في إشارة الى الوضع الاقتصادي الصعب. وكاميرون هو سياسي شاب يبلغ من العمر 41 عاما. وفي مواجهة الازمة الاقتصادية يمكن لبراون ان يعتد بعشر سنوات امضاها في وزارة المال، اما خبرة كاميرون فتقتصر على سبع سنوات امضاها مسؤول اتصالات في مجموعة اعلامية وسبع سنوات كنائب. وقالت غابي هينسليف المعلقة السياسية في صحيفة «الغارديان»: «ينبغي على ديفيد كاميرون ان يثبت قدراته كرجل دولة من دون ان يفقد من سحره وتفاؤله. وواقع انه ليس غوردون براون». ويزيد من صعوبة المسألة ان تفاقم الازمة المالية اعاد الاقتصاد الى اعلى سلم الاهتمامات. وقال البروفسور باتريك دانليفي من «لندن سكول اوف ايكونوميكس»: إنه بين فبراير (شباط) واغسطس (آب) زاد عدد الاشخاص الذين يضعون الاقتصاد او ارتفاع الاسعار بين مصادر القلق الثلاثة الرئيسة لديهم، بثلاثة اضعاف من 30 في المائة الى 90 في المائة تقريبا. اما مسألة الهجرة التي تشكل الموضوع الرئيس للمحافظين فقد تراجعت كثيرا في التصنيف من 40 الى 25 في المائة.

واعتبر فريزر نلسون خبير الشؤون السياسية في مجلة «سبيكتيتور» المقربة من كاميرون ان نهج كاميرون: «يرتكز على فرضية ان النمو سيستمر والمسألة هي بمعرفة كيفية توزيع ثماره بين النفقات العامة والتخفيض الضريبي. لكن يبدو هذا فارغا نسبيا في الوقت الراهن».

وتتناقض الدعوات المتكاثرة لوضع قواعد صارمة للنظام المالي مع طريقة تفكير كاميرون الذي قال اخيرا انه «دخل عالم السياسة ليضع الفرد مجددا في مواجهة تدخل الدولة». وقال جوهان هاري من صحيفة «ذي انديبندنت» ان «منظار كاميرون لا يذهب بعيدا عندما يكون الأمر يقتضي قيام دولة قوية لوقف نزيف الاقتصاد. نحن جميعنا اشتراكيون في الوقت الراهن».