الصحافة الأميركية تعلن التعادل وكل من المرشحين يعلن فوزه

TT

على الرغم من أن الصحافة الاميركية لم تر فائزا في المناظرة التي جمعت المرشحين الى البيت الابيض، باراك أوباما وجون ماكين، فكلا المرشحين أعلن تفوقه على الآخر.

واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان المناظرة «شكلت انفراجا بعد قساوة الحملة» معتبرة ان المرشحين حافظا على لهجة رصينة رغم توجيه بعض السهام القاسية. واعتبرت الصحيفة النافذة جدا الصادرة في نيويورك ان الديمقراطي باراك اوباما سيطر على النقاش في المجال الاقتصادي بمطالبته باصلاح اجراءات مراقبة النظام المالي وبتشديده على ضرورة مساعدة كل الاميركيين وليس المصرفيين فقط. لكنها امتنعت عن اعلان فائز في نهاية المناظرة. ورأت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان النقاش لم يتضمن اي مفاجآت. وكتبت الصحيفة «لم يخرج اي من المرشحين عن السيناريو ولم يرتكب اي منهما هفوة. وقد كسبا في المواضيع التي يرتاح لها كل منهما اي السياسة الخارجية لجون ماكين والشؤون الوطنية لباراك اوباما».

اما صحيفة «واشنطن بوست» فقد رأت ان النقاش سمح باظهار نقاط الاتفاق بين الخصمين. وكتبت: «رغم بعض الفروقات الصغيرة، للمرشحين الافكار ذاتها حول سبل مواجهة البرامج النووية الايرانية والكورية الشمالية وللرد على عدائية روسيا حيال جيرانها والحرب في افغانستان وحول عملية السلام في الشرق الاوسط». واضافت: «بالكاد تم التطرق الى الموضوع الرئيسي الذي يختلف حوله المرشحان وهو دعم ماكين لاتفاقات تبادل حر جديدة التي يعارضها اوباما».

الا ان صحيفة «شيكاغو تريبيون» رأت ان الفائز كان ماكين. وقالت أن المرشح الجمهوري المتخلف في استطلاعات الرأي تمكن من التقدم في المناظرة «وان بشكل طفيف». ورأت الصحيفة الصادرة في شيكاغو ان «جوهر النقاش دار حول المواضيع التي يبرز فيها ماكين: الشؤون الخارجية والتدخلات العسكرية. وهذا كان ظاهرا».

غير ان المرشحين كانا أكثر حسما في اعلان من الفائز. فكل من الفريقين أعلن فوز مرشحه، وقال ديفيد بلوف مدير حملة المرشح الديمقراطي فور انتهاء المناظرة: «انه فوز واضح لباراك اوباما في ملعب جون ماكين»، أي السياسة الخارجية التي كانت عنوان المناظرة. وأضاف: «ان السناتور ماكين لم يكن لديه اي شيء يقدمه الا نفس السياسة الخاطئة لبوش».

أما مديرة الاتصالات في حملة ماكين جيل هازلبيكر، فقالت في الوقت نفسه تقريبا «ان جون ماكين كسب هذه المناظرة وسيطر على الحوار أكان حول الاقتصاد والضرائب والنفقات او العراق وايران».

واجمع خبراء مستقلون على القول بان ماكين الذي تراجع كثيرا في استطلاعات الرأي الاخيرة كان بحاجة لاداء متفوق، واعتبروا ان المرشح الجمهوري دافع عن نفسه بشكل جيد لكنه لم يزعزع فعلا خصمه. وقياسا الى المناظرات التي جرت في الانتخابات التمهيدية ظهر اوباما اكثر ايجازا وحزما كما اشارت وسائل الاعلام الاميركية في تحليلاتها الاولية.

وكانت شبكة الـ«سي أن أن» قد أجرت استطلاعا للرأي بعد المناظرة، شمل الاميركيين الذين تابعوا النقاش بين الرجلين، أظهر تفوقا لأوباما بنسبة 51 بالمائة مقابل 38 بالمائة. ورأى 46 في المائة من الرجال ان ماكين كان أفضل، بينما قال 43 في المائة أن أداء أوباما كان الافضل. الا ان النساء فضلوا أداء المرشح الديمقراطي، اذ قالت 59 في المائة من النساء اللواتي شاركن في الاستطلاع ان اوباما كان أفضل بينما قالت 31 في المائة منهن أنهن فضلن ماكين.