دعوات لانتقال المصالحات إلى الساحة المسيحية وعون يتهم السنيورة بـ«سرقة الخزينة»

قائد الجيش يدعو العسكريين لمواكبة المصالحة وتوفير الاستقرار

TT

أرخت أجواء المصالحات واللقاءات، الموسّعة والضيقة، بين القوى السياسية المتخاصمة بظلالها على الوضع السياسي في لبنان وأنتجت انفراجاً سياسياً وأمنياً على الأرض بدأت طلائعه بالشروع في تنفيذ قرار تنظيف بيروت الادارية من كل الصور والأعلام والشعارات الحزبية التي غالباً ما كانت سبب المشكلات الأمنية المتنقلة. غير أن الهجوم العنيف الذي شنّه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة متهماً إياه بـ«سرقة الخزينة»، طرح علامات استفهام عما إذا كان عون مستبعداً من حلفائه عن الاجواء التصالحية. وهذا ما استوجب اطلاق مواقف داعية الى نقل المصالحات الى الساحة المسيحية.

وسجل موقف لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي خلال حضوره احتفال تخريج عسكريين أنهوا دورة تدريبية أكد فيه «أن قوة الوطن هي من قوة الجيش الذي يشكل الضمانة الفعلية للحفاظ على مسيرة السلم الاهلي وإطلاق عجلة النهوض بلبنان كل الصعدة». ودعا العسكريين الى «رفع مستوى أداء وحداتهم، والبقاء مع رفاقهم على اهبة الاستعداد لمواكبة خطوات المصالحة التي تشهدها البلاد بتوفير أجواء الهدوء والاستقرار، والتصدي بقوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمن المواطن وسلامته، وتعكير مناخات التوافق والتقارب بين اللبنانيين».

من جهته، شدد وزير العدل ابراهيم نجار في حديث اذاعي على «أهمية وضع كل الامور الخلافية على الطاولة ومناقشتها بشكل واضح» آسفاً لكون «لغة التخاطب لم تعد حضارية في لبنان خصوصاً بين الافرقاء المسيحيين» ومستغرباً استهداف البطريركية المارونية في كل مناسبة ما يشكل مساً بالمقدسات» وداعياً الى «حوارٍ هادئ حول كل القضايا الخلافية».

وقال «المواضيع الخلافية لا يمكن الهروب منها، وليس من فريق في لبنان لم يخطئ أو هو بمنأى عن الانتقاد منذ بداية الحرب اللبنانية، واليوم ليس من المناسب التذكير بالاحداث التي حصلت سابقاً لعدم فتح الجروح». وتعليقاً على كلام عون وتهجمه على السنيورة، اعتبر وزير العدل «أن كلمة «سارق الخزينةَ»، ليست كلمة عادية، وإذا كان ما يقوله عون صحيحاً فتترتب عليه نتائج قانونية وسياسية. اما اذا كان كلامه غير صحيح فسيزيد الطين بلة»، لافتاً الى أن «هناك نقاشاً في مجلس الوزراء يتناول العديد من الامور غير المفهومة أو غير الواضحة، ويمكن الوصول الى حل من خلال هذه النقاش».

أما وزير الدولة نسيب لحود وإثر استقباله وفد الرابطة المارونية الساعي الى انتاج حوار مسيحي - مسيحي، فأثنى على جهود الرابطة «لتقريب وجهات النظر وإزالة التشنجات على الساحة المسيحية وإرساء المصالحات العميقة بين كل الاطراف، وهذا ما يتماشى مع الاجواء الجديدة الموجودة في البلاد».

بدوره، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت في افطار أقامه تيار المستقبل في الضنية «ان المصالحات التي حصلت في بيروت وطرابلس وجبل لبنان جاءت بتنسيق وإرادة جامعة لقوى 14 آذار». وتطرق فتفت الى اللقاء الذي جمع النائب سعد الحريري ووفد حزب الله في قريطم، فأوضح «أن النائب الحريري قال كلاماً واضحاً: أبواب قريطم مفتوحة للجميع فجاءه طلب من الكتلة النيابية لحزب الله فاستقبلهم من الابواب المفتوحة لقريطم مركز الوطنية الذي حافظ منذ اللحظة الاولى على وحدة 14 آذار ومبادئها. ومن هذا المنطلق كان اللقاء واضحاً صريحاً وشفافاً دون تنازلات ودون مواربة. نريد المصالحة فقط لاننا رفضنا الانجرار الى الحرب الاهلية في مايو (أيار) 2008، نحن مع المصالحة. هذا يعني اننا نريد ان يكون كل لبناني حراً في تفكيره السياسي وأن يمارس اقتناعاته السياسية بعيداً عن كل ضغط أمني يستعمل فيه السلاح. وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علوش أن «الحوار والمصالحات لا تعني التسليم بمنطق الغالب والمغلوب أو الغاء الخلاف السياسي، بل هدفت الى سحب منطق التقاتل والفتنة من الشارع». بدوره، استغرب النائب محمد الحجار تهجم عون على السنيورة، وقال: «في الوقت الذي يتجه الجميع في البلد نحو المصالحة والتوافق يطلع علينا العماد عون بلهجة سياسية غريبة عجيبة، فيوماً يهدد بالانسحاب من الحوار، ويوماً يستعمل لهجة غير مألوفة تتضمن تجريحا برئيس الحكومة فؤاد السنيورة». من جهته، اعتبر النائب المستقل بيار دكاش في حديث اذاعي أن «ازالة الصور والشعارات والملصقات من مناطق بيروت تعطي بعض الامل»، متمنياً «استمرار هذه العملية الى النهاية». وفي احتفال نظمة «حزب الله» في البقاع لمناسبة يوم القدس العالمي، جدد النائب حسين الحاج حسن الدعوة «الى وأد الفتنة»، مشيراً الى «أن المصالحات التي بادر بها حزب الله ستستكمل بخطوات أخرى من أجل تعميق السلم الاهلي والاستقرار».