مسؤول إسلامي يتحدث عن «علاقات تنسيق» مع إسلاميي سورية و«اللقاء الإسلامي» يتهم المخابرات السورية «بفبركة» أخبار التعاون

انفجار دمشق يثير مخاوف من أن يكون رأس الإسلاميين في طرابلس مطلوبا

TT

أثار انفجار دمشق الذي وقع يوم أول من أمس، مخاوف عديدة في عاصمة شمال لبنان، طرابلس، بعد توجيه أصابع الاتهام لإسلاميين متشددين بالتورط في العملية، خاصة وأن البعض يروج ان الشمال اللبناني معقل للسلفيين الجهاديين وأنهم يشكلون خطراً على سورية في وقت تحشد فيه سورية ما يقارب الـ10 آلاف جندي على حدود لبنان الشمالية وتقول إن الهدف منها وقف علميات التهريب. مصدر إسلامي طرابلسي قال لـ«الشرق الاوسط» ـ رافضا الكشف عن اسمه ـ ان ثمة علاقات تنسيق وتعاون تربط إسلاميين لبنانيين في طرابلس بإسلاميين في سورية، لم يفصح عن تفاصيلها. وأضاف المصدر: «حتى وإن كانت هذه المجموعات اللبنانية ـ السورية التي تنسق مع بعضها هي التي نفذت الانفجار، فهم لا يستطيعون ذلك من دون أن تغض المخابرات السورية الطرف. وبكلام آخر فإن سورية يناسبها اليوم ان تترك لهذه المجموعات حرية الحركة والتنفيذ، لتكون اعمالها التخريبية ذريعة كبرى لتدخل سوري مباشر في لبنان». وتساءل المصدر عن «مصلحة بعض الأطراف اللبنانية التي يفترض أنها ليست حليفة لسورية في تسهيل هذا التدخل ومده بالذرائع؟ وما سبب إعادة ترتيب المجموعات الإسلامية غير الموالية لسورية في الوقت الذي تتم فيه مصالحات على كل المستويات؟».

ورأى المصدر الإسلامي الطرابلسي: «ان دخول السوريين إلى لبنان لا يمكن ان يتم إلا بغطاء دولي، فهل الجماعات الإسلامية الصغيرة التي تعيد ترتيب نفسها قادرة على هذه المواجهة؟» واستطرد المصدر: »أعتقد ان هذا الملف مايزال في بداياته، والإسلاميون يستخدمون فيه كأدوات ويستغلون بسبب حب بعضهم للظهور، وأخشى ان ما حصل في نهر البارد سيتكرر ولكن بسيناريوهات مختلفة. فرأس الإسلاميين في لبنان بات مطلباً دولياً، وليس المهم من ينفذ».

من جهة أخرى نفت مصادر إسلامية مختلفة التوجهات في طرابلس يوم أمس، علمها بأي عمليات إرهابية شنت ضد سورية خلال الأيام أو حتى الأسابيع الماضية كان آخرها انفجار دمشق. وكانت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية قد نقلت في عددها الصادر يوم أمس، عن «مصدر أمني لبناني» لم تسمه قوله ان سورية تعرضت مؤخراً لهجمات عدة شارك فيها جهاديون من طرابلس، كان آخرها انفجار يوم السبت في دمشق.

وأكد الداعية فتحي يكن مؤسس «جبهة العمل الإسلامي» المعروف بقربه من سورية لـ«الشرق الاوسط» انه يعرف «دبة النملة»، ولو كان أي تحرك قد حدث من طرابلس لعلم به. أما النائب السابق خالد الضاهر الناطق باسم «اللقاء الإسلامي اللبناني»، فاتهم «المخابرات السورية بفبركة أخبار بالتعاون مع أطراف لبنانية بهدف الإساءة للإسلاميين السنة وإظهارهم بمظهر المجرمين». وتساءل الضاهر: «إن كانت سورية قد تعرضت لأحداث أمنية يعرفون مرتكبيها فلماذا لم يقبضوا عليهم؟».

واعتبر الداعية فتحي يكن أن «ما حصل في سورية يجب وضعه في إطاره المذهبي، فبعد فتوى الشيخ يوسف القرضاوي بتشيع أهل السنة، حدثت (خضة) في العواصم العربية بشكل عام، وحادثة تفجير دمشق هي دخول لأجهزة مخابرات دولية على الخط ليكتمل السيناريو المرتجى». ورأي الداعية يكن انه «لا بد من الانتباه إلى أن المنطقة التي حدث فيها الانفجار هي منطقة شيعية وهو أمر مقصود ومدروس». النائب السابق خالد الضاهر ناشد السعودية ومصر والدول العربية «الانتباه إلى المخطط الذي يحاك للإيقاع بأهل السنة عموماً وليس في لبنان وحده. فهم يتعرضون لتشويه صورتهم ويقدمون كإرهابيين، وهذا مخطط له عملاؤه في لبنان. صحيح ان طرابلس مدينة مسلمة لكنها ليست مجرمة» واضاف الضاهر: «هناك مؤامرة والأقليات في المنطقة تتحالف مع النظام السوري والإيراني للإيقاع بنا. هم يتهموننا بالإرهاب مع ان السلاح الثقيل ليس معنا بل مع من أسقطوا طائرة الجيش اللبناني (في إشارة إلى حزب الله). نحنا خيارنا الدولة اللبنانية، والحرية وحقوق الإنسان. لسنا نحن من ساندنا القاعدة في العراق وارسلنا السيارات المفخخة لقتل الأبرياء. وما نتهم به اليوم مجرد حجج تفبركها سورية لتدوس أهل السنة بالمخابرات كما فعلت قبل ذلك. هم الذين يفاوضون الأميركيين وإسرائيل بشكل مباشر وغير مباشر، وهم الذين تخلوا عن حماس، ولم يطلقوا طلقة واحدة باتجاه إسرائيل طوال أربعين سنة من الجولان».

وتعليقاً على وجود 10 آلاف جندي سوري على الحدود اللبنانية لمنع التهريب قال ضاهر معلقاً: «التهريب لم يتوقف، ولا يزال مستمراً، وهذا يؤكد ان هذه الحشود لا تبغي وقف التهريب، لكنها موجودة لممارسة ضغط على الشعب اللبناني. وهناك ضغط أيضاً على العابرين إلى لبنان، فأصحاب الشاحنات من اللبنانيين لا يمرون إلا بعد مراجعة المخابرات، هذا أمر تعرض له ما يقارب 200 سائق لبناني على الحدود. ليست هذه الحشود لاجتياح لبنان، لأن دخول لبنان ليس نزهة، وإنما القصد تغيير الواقع الانتخابي قبل أشهر من الانتخابات. في المرة السابقة كان ثمة طلب لبناني رسمي لسورية بالدخول إلى لبنان، هذه المرة الأمر مختلف، ومع ذلك فإن سورية على استعداد لدفع أي ثمن في سبيل إعطائها نفوذاً في لبنان». ويستطرد ضاهر: «انفجار دمشق لم ينل سوى من الأبرياء والمدنيين، ونضعه في سياق الفبركة التي يقوم بها النظام السوري ليقول انه يحارب الإرهاب، وبالتالي يعطى الضوء الأخضر للانقضاض على السنة في لبنان، كما تم اجتياح بيروت من قبل. لذلك اقول ان على العرب الانتباه إلى المؤامرة التي تستهدف السنة جميعاً، وتحيكها اقليات المنطقة التي تتحالف ضدنا مع النظامين السوري والإيراني وبتنسيق مع اميركا ودول أوروبية أيضاً».