كيف قرأت الصحف السورية والإسرائيلية اعتداء دمشق؟

صحف سورية تتحدث عن «تهديدات من الخارج».. وصحف إسرائيل ترى أن دمشق مهددة بـ«سم أفعى احتضنتها»

TT

قرأت الصحف السورية والإسرائيلية، التفجير الذي استهدف منطقة مزدحمة في دمشق، مما أدى الى مقتل 17 شخصا، بطريقة متباينة، ففيما وجهت الصحف السورية أصابع الاتهام الى جهات خارجية، تريد تعكير حالة الانفتاح الدولي التي تعيشها دمشق، نفت الصحف الاسرائيلية على لسان مسؤولين اسرائيليين، وقوف الدولة الاسرائيلية وراء الهجوم، كما رأت ان دمشق مهددة بـ«سم افعى احتضنته» في اشارة الى احتضان سورية لمقاتلين اصوليين، كانوا يمرون عبر حدودها للقتال في العراق. وقالت الصحافة السورية، إن الوضع الاقليمي غير المستقر، يقف وراء كل المخاطر، وذلك غداة انفجار السيارة المفخخة في دمشق. وكتبت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية ان «المحاولات الارهابية هذه الفترة تتصف غالبا انها قادمة من خارج الحدود، تخطيطا وتنفيذا، بمعنى ان منفذيها ايضا عبروا حدودنا الينا». وقالت «ان حماية الحدود ضرورة لا تقبل ابدا الرد على اي تساؤل حول اي تحرك تقوم به قواتنا الوطنية، مسلحة أو غير مسلحة داخل اراضينا، لمنع تسرب اي ارهاب بأي شكل كان بدءا من التهريب، وانتهاء بأعمال التفجير والتخريب المختلفة».

واضافت الصحيفة «سورية آمنة هذه حقيقة.. لكننا وبالتأكيد نعيش في وسط اقليمي يعج بالارهابيين وبالاتكاليين.. ونحن الذين نتكل على انفسنا وسنكسب المعركة دائما ضد الارهاب». من جهتها تساءلت صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب البعث السوري الحاكم حول الجهات المدبرة للانفجار. وكتبت الصحيفة «هل نشهد اليوم آخر فصول السيناريو الخفي والمعقد الذي ابتدأ باغتيال الحريري؟» في اشارة الى رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في فبراير (شباط) 2005 في بيروت في تفجير. واضافت «البعث»، ان «سورية واعية تماما لهذه الخارطة الجهنمية من الرهانات، التي تنتهي الى اكثر من طرف بأصابع الاتهام». من جهتها، قالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة «اما عن المستفيد مما جرى، فبعيدا عن الانفعال والاتهامات العشوائية والمتسرعة، فمن الطبيعي أن يكون هو كل من لا يريد لهذا البلد ان ينعم بالأمن والسلام، الذي امتاز به طوال السنوات الماضية». واضافت «لكن للاسف فإن قائمة من يريدون الوصول لهذه النتيجة كثر، علما ان هذه القائمة لا تبدأ بإسرائيل وحدها، ولا تنتهي بجماعات اساءت فهم الدين».

من ناحيتها، قالت صحيفة «تشرين» السورية الحكومية، إن «هوية القتلة والإرهابيين معروفة سلفا، فمن يرتكب مثل هذه الجرائم، فإنما هو يعمل في مصلحة أعداء سورية المتربصين بها، والذين غاظهم عودتها المظفرة إلى المعترك الدولي، بعد محاولات يائسة للعزل والحصار والمعاقبة». وتابعت الصحيفة ان الإرهاب «ضرب من جديد في قلب عاصمة العروبة، التي كانت على الدوام عنوان الصمود والتحدي، والتي تقول لا، لكل المخططات والمؤامرات التي تستهدف النيل من الأمة العربية، وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، ورفضت، وترفض، كل المشاريع الوافدة من وراء البحار أو من المنطقة نفسها». وأضافت أن الإرهابيين «يبيعون أنفسهم للشيطان نفسه، في سبيل مصالحهم الأنانية الرخيصة، ويحولون دماء الأبرياء إلى جسر للعبور نحو هذه المصالح والأهداف الدنيئة».

وقالت الصحيفة، إن الإرهاب يهدف إلى «المس بالوحدة الوطنية التي كانت دائما سلاح سورية القوي والقاعدة العريضة التي تستند إليها دمشق في سياساتها ومواقفها، وعملية إرهابية جديدة، مهما كانت بشعة ومروعة، لا يمكنها أن تؤثر على هذه القاعدة، أو تمس تلك الوحدة، التي هي أساس صمودنا وقدرتنا على مواجهة التحديات، وكم كانت كبيرة خلال السنوات الماضية». وأضافت الصحيفة «لا يهمنا الأدوات التي نفذت جريمة الأمس، بقدر ما يهمنا الجهة، أو الجهات والأدمغة التي خططت لهذا العمل الإجرامي، والأهداف الكامنة وراء ذلك».

وأعادت الصحيفة الدعوة السورية «لمكافحة الإرهاب على مستوى العالم أجمع، وليس بأساليب فردية وارتجالية ولأغراض غالبا ما تكون أنانية ومصلحية، بل بوضع حد لهذا الاخطبوط».

كما دعت إلى «وقفة عالمية موحدة ضد الإرهاب، الذي يتنقل بين الدول على امتداد العالم، وما يجري يجب أن يكون دافعا نحو عمل دولي متكامل إذا كانت هناك إرادة حقيقية لمكافحة الإرهاب وحماية البشرية من مخاطره».

واهتمت الصحف الاسرائيلية بدورها بالحادث، وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية الواسعة الانتشار، ان «الغموض يخيم في دمشق» وسألت «من المسؤول عن التفجير الدامي الذي تم بسيارة مفخخة في حي سكني؟». واضافت «هناك امر وحيد مؤكد: ان جارتنا الشمالية لا تعرف اياما هادئة بحيث ان (الرئيس السوري بشار) الاسد يبدو كقائد غير قادر على ضبط الوضع، حتى داخل بلاده». اما صحيفة «هآرتس: الاسرائيلية، فكتبت نقلا عن مسؤولين بالحكومة الاسرائيلية، التي تجري مفاوضات سلام غير مباشرة مع سورية برعاية تركيا، ان «اسرائيل تنفي اي ضلوع لها في اعتداء دمشق الغامض». من ناحيتها رأت صحيفة «اسرائيل حايوم» المجانية الاسرائيلية (يمينية) ان اعتداء دمشق يبرهن على ان «النظام الذي احتضن افعى الارهاب، يجد اليوم نفسه مهددا بسمها».