أولمرت كاد يسلم أبو مازن خرائط للحدود تشمل الانسحاب من الأغوار

أبو علاء: ليفني عاجزة وحدها عن توقيع اتفاق

TT

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا قريبين من التوصل إلى اتفاق على الحدود. إذ أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت استعدادا للانسحاب من منطقة غور الاردن، وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بذلك. وقالت الاذاعة ان استعداد اولمرت، جاء ضمن تصوره لخطة مبادلة الأراضي بحيث تحتفظ اسرائيل بالتجمعات الاستيطانية الاساسية الثلاثة في معاليه ادوميم وغوش عصيون وارائيل، مقابل اعطاء الفلسطينيين مناطق واسعة في بيسان وجنوب الخليل وكذلك في قطاع غزة.

وكانت «الشرق الاوسط» قد نشرت سابقا ان اسرائيل ابدت استعدادا للانسحاب من الاغوار، وتخلت عن فكرة استئجار المنطقة لـ99 عاما، لكن مقابل نشر 3 محطات انذار مبكر، واعتبار الاغوار منطقة سيطرة امنية.

وكانت مصادر قريبة للمفاوضات اوضحت لـ«الشرق الاوسط» «ان الاسرائيليين يعرضون خرائط تتضمن مساحات مظللة يعتبرونها مناطق سيطرة امنية مثل الاغوار. إذ تصر إسرائيل على وجود شريط عسكري عازل على طول خط نهر الأردن، بين الضفة الغربية والأردن». وقالت المصادر إن «الإسرائيليين تمسكوا بذلك، وقالوا ايضا انهم يريدون تواجد وسيطرة على المعابر والجسور». وحسب ما أوردته إذاعة الجيش فإن أولمرت أعد خريطة توضح الحدود النهائية للدولة الفلسطينية، لكنه امتنع عن عرضها على عباس خوفاً من تسريبها إلى الصحافة خاصة أن الطرفين لم يستطيعا الوصول إلى اتفاق بشأن القدس واللاجئين.

وقال عضو الكنيست الاسرائيلي يوسي بيلين (ميرتس) لنفس الاذاعة إن أولمرت لم يقدم للفلسطينيين ما قدمته حكومة حزب العمل عام 2000. وكل ما فعله انه ضيع وقت الحكومة والدولة لأن ما سيحصل بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ان المفاوضات سوف تبدأ من الصفر.

واكد احمد قريع (ابو علاء) رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، «إن (تسيبي) ليفني (رئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض والمكلفة بتشكيل الحكومة الاسرائيلية)، عاجزة وحدها عن توقيع اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني طالما لم يطرأ تغيير في وعي الإسرائيليين وإحداث توجه جديد لديهم يقر بحقوق الفلسطينيين». واعاد ابو علاء التأكيد على ان حل السلطة الفلسطينية وتسلم المفاتيح للعرب او الامم المتحدة خيار قائم، اذا ما فشلت المفاوضات.

وقال ابو علاء بعد عودته من عمان غاضباً بعدما كان في طريقه لواشنطن لمرافقة الرئيس عباس للأمم المتحدة ولقاء الرئيس الاميركي جورج بوش بسبب علمه باصطحاب ابو مازن لياسر عبد ربه الذي تشوب علاقة ابو علاء معه توتر شديد، «على إسرائيل أن تقتنع بأن القوة مهمة لكنها ليست الحل فهذا يكمن في التعايش بسلام».

ورداً على سؤال لصحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية، حول تقييمه للمفاوضات في العام الأخير، قال ابو علاء، «إن الجانبين لم ينجزا كثيراً لكنهما توصلا لاستنتاج بأن القضايا الخاضعة للتداول صعبة وتحتاج لجهود عظيمة». ولفت ابو علاء، إلى أنه رغم وصفه «التقدم الجميل» منذ عام 1993، الا ان الطرفين في كل مرة يعودان بالمفاوضات من جديد كما حصل في عام 2000 وفي 2007.