كاميرون يتهم براون بـ«عدم المسؤولية».. ويتبنى وعد أوباما بـ«التغيير»

حزب المحافظين البريطاني يركز على الاقتصاد في مؤتمره السنوي

TT

اطلق حزب المحافظين المعارض مؤتمره العام السنوي امس بمهاجمة حزب العمال الحاكم ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بشكل خاص. واتهم رئيس الحزب ديفيد كاميرون براون بأنه المسؤول عن «عصر عدم المسؤولية» في ادارة الشؤون المالية، مؤكداً ان حزبه سيقدم الحلول المطلوبة لمواجهة الازمة الاقتصادية في البلاد. وفي محاولة لإظهار قدرة حزبه على معالجة المشاكل الآنية رغم خروجه من السلطة قبل 11 عاماً، غير كاميرون جدول أعمال مؤتمر الحزب في اللحظة الاخيرة لتكون الجلسة الرئيسية مختصة بالازمة الاقتصادية تماشياً مع قلق الناخبين من تأثير الازمة على معيشتهم. وقال كاميرون ان لحزبه مقترحات محددة لمواجهة هذه الازمة، بينها مقترح لتأسيس دائرة خاصة تراقب اعمال وزارة المالية في صرف الاموال لإنقاذ البنوك المتضررة من الازمة الاقتصادية. وشرح كاميرون موقفه من خطط الحكومة تأميم بنوك مثل «نورثرن روك»، بالقول: «علينا الابتعاد من فكرة ان يتحمل دافعو الضرائب عبء المجازفات» التي تخوضها البنوك. وفي مقال رأي نشرته صحيفة «ذا ميل اون صاندي» امس، وجه كاميرون انتقادات لسياسات براون الاقتصادية. وقال: «بدلاً من استهتار حزب العمال، سيجلب حزب المحافظين المسؤولية المالية» في حال فازوا بالانتخابات المقبلة. وهاجم كاميرون خبرة براون في ادارة الشؤون الاقتصادية، اذ كان وزير مالية لـ10 سنوات من حكم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وقال كاميرون ان براون «لديه الكثير من الخبرة ـ الخبرة في الوصول الى اكبر عجز في ميزانية دولة متطورة، وخبرة في تطوير نظام لم يمنع فشل اول بنك (بريطاني) منذ 160 عاماً» في إشارة الى «نورثرن روك»، مضيفاً: «هذه ليست الخبرة التي نريدها حالياً». يذكر ان براون يرد على استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع حظوظه امام «المحافظين» بالتركيز على انه الشخص المناسب لمواجهة الازمة الاقتصادية. وسلط حزب المحافظين الضوءَ على الانقاسامات داخل «العمال»، والتي سيطرت على الكثير من التغطية الاعلامية لمؤتمر الحزب الحاكم في مانشستر، الاسبوع الماضي. وقال كاميرون في خطابه امس: «الاسبوع الماضي في مانشستر، (اعضاء) حزب العمال تحدثوا عن انفسهم. اليوم حزب المحافظين متحد الى درجة لا نحتاج الى قضاء الوقت في الحديث عن انفسنا، بل في مناقشة التحديات التي تواجه البلاد والحكومة ـ هذه هي مهمتنا». من جهة اخرى، حرص كاميرون على عدم الاسراع في الحكم على حتمية هزم «العمال» في الانتخابات المقبلة المتوقع اجراؤها قبل مايو (ايار) المقبل. وأكد امس ان تقدم حزبه على «العمال» في استطلاعات الرأي «لا يعني شيئاً حتى تؤشر آخر ورقة اقتراع». وامر كاميرون حزبه بالغاء نشاطات احتفالية بفوز «المحافظين» في انتخابات محلية اخيرة، كان من المقرر ان يعقدها الحزب ليل امس، معتبراً انه من المبكر الاحتفال بالفوز. وبينما عمل كاميرون على توضيح الفرق بينه وبين براون، كان من الواضح انه يحاول الاقتراب من المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما والاستفادة من شعبيته الواسعة، اذ تبنى كاميرون شعار اوباما بوعد «التغيير»، وكان عنوان المؤتمر «خطة للتغيير». وقال كاميرون في خطابه امام المؤتمر امس: «الناس في هذه البلاد ينادون من اجل التغيير. نحن لدينا خطة للتغيير، فلنظهر لهم بكل جهودنا بأننا قادرون على ان نكون هذا التغيير». وفي مقال الرأي، قال كاميرون: «علينا ان نحارب من اجل إقناع الناس في هذا البلد بأننا حقاً نريد ان نغير الامور التي يهتمون بها». واضاف: «لدينا فريق متحد وقوي مع الافكار الصائبة والطاقة لتخطي هذه الاوقات الصعبة... ولدينا خطة للتغيير». وكان موضوع الهوية البريطانية على رأس جدول أعمال اليوم الاول من مؤتمر «المحافظين» الذي ينهي أعماله يوم الاربعاء المقبل، وبخطاب لكاميرون. وشددت وزيرة الظل للتماسك والعمل الاجتماعي فارسي في خطابها أمام المؤتمر على ضرورة التماسك الاجتماعي، متهمة «العمال» بالعمل على «تعدد الثقافات الذي يركز على الفوارق بيننا»، مؤكدة ان في حال وصوله الى الحكم سيركز حزب «المحافظين» على «الاندماج وحسن الجوار» في صياغة سياساته الاجتماعية والتعامل مع الهجرة.