اقر اخيرا مجلس النواب الاميركي اول من امس الاتفاق النووي المدني المثير للجدل بين الهند الولايات المتحدة؛ الامر الذي ينهي ثلاثة عقود من حظر التجارة في القطاع النووي المدني مع نيودلهي رغم انتقادات حادة من معارضي عدم انضمام الهند الى اتفاقية حظر التسلح النووي.
وسينتقل الاتفاق الذي تم اقراره بـ298 صوتا مقابل 117، الى مجلس الشيوخ. لكن لم يعرف ما اذا كان سيتم تمريره قبل رفع جلسات الكونغرس تمهيدا للانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويسمح الاتفاق الذي وقعه الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في يوليو(تموز) 2008، للهند بالحصول على تكنولوجيا نووية غربية وطاقة نووية بسعر بخس شرط ان تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش بعض منشآتها. وهنأ بوش مجلس النواب على هذه الخطوة. وقال ان «تمرير النص في مجلس النواب يشكل خطوة كبيرة أخرى للسير قدماً على طريق تحول العلاقات بين الولايات المتحدة والهند»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وعبر الرئيس الاميركي الذي التقى الخميس في البيت الابيض رئيس الوزراء الهندي، عن امله في ان «يسرع مجلس الشيوخ في تبني هذا القانون المهم»، مؤكدا ان «توقيع هذا القانون الذي تبناه الطرفان سيساعد في تعزيز شراكتنا مع الهند». إلا ان الاتفاق واجه انتقادات من قبل معارضيه الذين اشاروا الى ان الهند التي اجرت اول اختبار لسلاح ذري عام 1974، لم توقع اتفاق منع الانتشار النووي. وقال النائب الديمقراطي ادوارد ماركي الذي انتقد بشدة الاتفاق انه «قانون يهدد مستقبل الحد من الانتشار النووي على الصعيد العالمي». واضاف ان الامر لا يتعلق بالهند بحد ذاتها بل يشمل «ايران وكوريا الشمالية وباكستان وفنزويلا وجميع البلدان في العالم التي تطمح الى حيازة السلاح النووي».
من جهتها، اشادت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي بتبني الاتفاق، موضحة انه «يعمق العلاقات الاستراتيجية لبلدينا من خلال تبديد الهواجس حول الحد من الانتشار النووي وتلبية الحاجة المتزايدة الى الطاقة في الهند». وقالت ان النص «يعترف بدعم الهند في الماضي لمبادرات منع الانتشار النووي وتعزيز مراقبة الكونغرس على اي قرار في المستقبل لمساعدة الهند في برنامجها النووي المدني». من جهته، اكد النائب الديمقراطي جوزف كراولي ان التصويت على الاتفاق «لحظة تاريخية». وقال «اننا نوحد اقدم ديموقراطية في العالم واكبر ديمقراطية في العالم لإحلال السلام وتطوير التكنولوجيا النووية بشكل مسؤول». واشاد العضو في لجنة الشؤون الخارجية للمجلس «بجهود الجالية الهندية الاميركية لدفاعها الكبير وجهودها لاطلاع اعضاء الكونغرس على اهمية الاتفاق بين الهند والولايات المتحدة، للعلاقات بين البلدين». ونقلت وكالة رويترز عن مساعدين بالكونغرس ان الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ يأملون بان يطرحوا الاتفاقية للتصويت في المجلس في غضون ايام على الرغم من معارضة البعض في الحزب الديمقراطي.
وموافقة الكونغرس الاميركي هي آخر عقبة أمام الاتفاقية التي تعتقد ادارة الرئيس بوش انها ستضمن شراكة استراتيجية مع اكبر ديمقراطية في العالم وتساعد الهند على تلبية طلبها المتزايد على الطاقة وفتح سوق تساوي المليارات.