الوقف السني في البصرة: أعدنا افتتاح بعض الجوامع والمساجد المغلقة

رئيسه لـ«الشرق الأوسط» : بعضها يحتاج إلى أموال كبيرة لإعماره

TT

في الوقت الذي لم يخف فيه رئيس ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية حزنه على عدم امكانية الديوان في اعمار بعض الشواخص الدينية التي استهدفها المسلحون قبل عملية «صولة الفرسان»، الا انه اعرب عن تفاؤلة بتصاعد عودة العوائل المهجرة قسرا الى البصرة، التي اشتهرت ومنذ ازمان بعيدة بتناغم اصوات مؤذني الجوامع السنية والشيعية واجراس الكنائس. وقال الدكتور عبد الكريم الخزرجي رئيس الديوان لـ«الشرق الاوسط»، انه «بعد زوال غيوم العنف الطائفي باشرنا باعمال صيانة واعمار عدد من الجوامع والمساجد التي تعرضت الى التخريب، وتمكنا من افتتاح بعض المغلق منها».

ولم تسلم المراقد والجوامع والمساجد السنية من اعمال العنف التي شهدتها المحافظة خلال العامين الماضيين، ويبلغ عددها 182 دار عبادة، حيث طالت العديد منها، واغلقت أو تعطلت الصلاة فيها، ومن اشهرها مرقدا الصحابيين الجليلين طلحة بن عبيد الله وانس بن مالك، وجوامع المناصير والكواز، والعشرة المبشرة، وابن عيد، وجلاب، والخضيري، والحسنين، والتقوى. وجوامع اخرى أغلقت ايضا، اما بسبب اغتيال ائمتها وخطبائها أو الخشية من عمليات ضد المصلين فيها. وقال الخزرجي إن الوقف السني شكل، عقب تنفيذ خطة «صولة الفرسان»، التي انطلقت في 15 مارس (آذار) الماضي لجنة «مهمتها إحصاء الجوامع والمساجد التي طالها التخريب وتقييم الأضرار التي لحقت بها، على أمل إصلاحها وإعادة إعمارها».

واضاف «ان الدمار الذي اصاب اماكن العبادة تفاوت بين الحرق والهدم والتخريب، واستطاع ديوان الوقف السني اعادة اعمار العديد منها، الا ان بعضها يحتاج الى اموال كبيرة خارج امكانيات الوقف المحدودة». وأوضح أن «الجوامع والمراقد الدينية التي سويت مع الأرض هي جامع العشرة المبشرة في منطقة حي الزهراء، ومرقد وجامع الصحابي طلحة في قضاء الزبير، وجامع العثمان في منطقة المعقل، إضافة الى جامع الحمزة ومرقد الصحابي أنس ابن مالك»، التي ما زالت مغلقة. مضيفا «اننا نعول على مجلس المحافظة والحكومة المركزية بالمساهمة في اعادة اعمار هذه المواقع».

من جانبه قال الشيخ فاضل الوائلي رئيس اللجنة الدينية في مجلس محافظة البصرة، إن اللجنة «عاجزة عن تغطية تكاليف إعادة اعمار تلك المساجد بسبب افتقارها إلى التخصيصات المالية». وأضاف ان «المبالغ التي خصصت لنا هذه السنة من ميزانية تنمية الأقاليم هي مليارا دينار عراقي، وهذا المبلغ لا يغطي تكاليف بناء مسجدين. وعلى سبيل المثال الوقف السني اقترح علينا تنفيذ مشروع واحد بكلفة مليار ونصف المليار دينار ويقضي بإعادة اعمار ضريح طلحة، وإذا ما وافقنا على هذا المشروع حينها سوف لن يتبقى لدينا شيء ناهيك من المساجد الأخرى التي ما تزال مدمرة»، مؤكدا «أننا بحاجة فعلية إلى أكثر من ثلاثة مليارات دينار، بالإضافة إلى المليارين، أما الآن فنحن عاجزون عن تنفيذ جميع تلك المشاريع بسبب عدم توفر الأموال». وحول تصاعد عودة المهجرين قسرا الى البصرة بعد فرض القانون واختفاء العنف الطائفي، اوضح الخزرجي أن «السنة الذين كانوا يشكلون نحو 40% من سكان البصرة يوم غزو العراق واحتلاله، لم يعودوا يشكلون بعد الهجرة الواسعة والتهجير المتعمد أكثر من 15%». واضاف أن «أكثر من 8 آلاف عائلة بصرية تركت مساكنها في البصرة نتيجة التهجير الذي حصل عامي 2006 و2007 وفضلت السكن إما في الموصل او بقية المحافظات او الهجرة الى الخارج»، مشددا على سعي الوقف الى اعادة تلك العوائل إلى منازلها، بعد أن تحقق الأمن والأمان، وأصبحت البصرة قادرة على القضاء على العصابات الخارجة على القانون».   وأهاب الشيخ الخزرجي بدور المشايخ ورجال الدين وشيوخ العشائر الشيعة، «لا من أجل الانتصار للسنة، ولكن من أجل بقاء العراق بنسيجه التاريخي الذي كان للعرب ولقضاياهم, وكانت قوته مصدر قوة لهم». كما ناشد المنظمات الإنسانية بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المعالم الدينية والحضارية.