إجراءات أمنية مشددة استعدادا للعيد.. وترجيحات بفرض حظر جزئي على التجوال

ارتفاع أسعار البضائع.. وإقبال «متوسط» على الأسواق

TT

حركة سريعة جدا تشهدها العاصمة العراقية بغداد. فتجد الاجهزة الامنية بدأت ومنذ الآن بتكثيف وجودها وزيادة عدد نقاط التفتيش ونصب وحدات فعالة قرب المناطق التي تشهد زحاما شديدا خلال أيام العيد مثل حدائق «الزوراء» ومدن الألعاب، التي ما زالت هي الأفقر على مستوى العالم، فيما تستعد الدوائر الخدمية كأمانة بغداد منذ ايام بحملة لتزيين وإنارة الشوارع وتأهيل الحدائق.

الاسواق كان لها النصيب الاكبر في التحضيرات للعيد، ويبدو ان التجار انخدعوا هذا الموسم باستيراد كميات كبيرة جدا من احتياجات العيد من مناشئ عديدة، آخذين بنظر الاعتبار الزيادات التي أنعمت بها الحكومة على الموظفين، وأغفلوا ان الموظفين بمن فيهم منتسبو وزارتي الداخلية والدفاع يبلغ عددهم 2 مليون موظف فقط، ولو أعال كل واحد منهم، بحسب خبير في البنك المركزي العراقي، خمسة أفراد سنجد ان مجموع المستفيدين من رواتب الحكومة هم عشرة ملايين أي 40% من عدد سكان العراق، وإذا ما استبعدنا الاغنياء سنجد ان نصف النسبة المتبقية هم دون خط الفقر.

ورغم حرص الدوائر الحكومية في العراق على توزيع الرواتب لمنتسبيها قبل العيد بأيام كمبادرة لتعزيز قدرتهم الشرائية وتأمين متطلبات هذه المناسبة، إلا ان غلاء أسعار البضائع في جميع اسواق الجملة والمفرد وخصوصا ملابس الاطفال والحلويات لا يمكن الاستهانة به. الأمر الذي جعل الرواتب، حتى مع الزيادات الأخيرة، عاجزة عن تأمين كافة احتياجات العائلة.

واكتفت الشرائح الفقيرة بالتسوق من سوق الملابس المستعملة «البالات» كعادتها كل عام، فالمهم، بحسب كلام علي محمد شلش، ان «نفرح أطفالنا بملابس يرونها جديدة، لكنها بالاصل مستعملة ونأسف ان يستمر العراقي بارتداء ما ترميه دول اخرى رغم اننا من المفترض ان نكون نحن من يرميها». تجار الملابس الجديدة قالوا انهم استعدوا لموسم جيد، لكن ولحد الآن لم يروا إقبالا متميزا؛ فالتسوق يمكن وصفه بالمتوسط. أما وزارة الداخلية العراقية فقد اتخذت تدابير، وصفها مدير العلاقات علاء الطائي بالضرورية في مثل هذه المواسم التي تشهد تجمعات سكانية كبيرة في بعض المناطق السياحية والدينية.

وقال الطائي ان عدد نقاط التفتيش ستزيد في تلك المناطق، كما سيتم التشديد ايضا على موضوع الاغذية والأشربة التي تباع للمارة من قبل الباعة المتجولين، مؤكدا ان فرض حضر التجوال بالعيد أمر «مرهون بالأوضاع الامنية ساعتها، لكننا نفضل فرض حظر التجوال ولو جزئيا في أيام العيد».

من جهتها، انتهت امانة بغداد من تزيين كافة الحدائق وخصوصا الزوراء التي تستقبل وبحسب مدير اعلام امانة بغداد حكيم عبد، اكثر من مليوني عراقي خلال ايام العيد، ومن الممكن ان تبادر الامانة بإدخال العوائل بشكل مجاني للحديقة.