أولمرت: على إسرائيل إذا كانت جادة في صنع السلام أن تنسحب من الضفة والقدس الشرقية والجولان

زعيم شاس السابق يعترف بأن المدينة المقدسة مجزأة

TT

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت إن على اسرائيل اذا كانت جادة في صنع السلام مع الفلسطينيين والسوريين، ان تنسحب من كامل الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية.

في غضون ذلك، وفي تصريح غير مألوف اعترف آرييه درعي، الزعيم السابق لحزب شاس للمتدينين الشرقيين، وزير الداخلية الاسبق، بأن القدس مدينة غير موحدة ومقسمة عملياً. وقال إن تعهد البعض بعدم تقسميها ليس إلا وعوداً فارغة. واوضح اولمرت في مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» بمناسبة رأس السنة العبرية، وربما تكون الاخيرة له كرئيس للوزراء، إن على اسرائيل ان تواجه خيارا صعبا، وعليها ان تتخذ قرارا في القريب العاجل. وهذه اوضح تصريحات تصدر عن أولمرت منذ بدء المعترك السياسي حول استعداده لتلبية المطالب الفلسطينية، لكن وكما قالت صحيفة «جيروساليم بوست» اليمينية والناطقة باللغة الانجليزية، فإن مثل هذه التصريحات ليست بذات الاهمية لو أنها صدرت عن اولمرت قبل استقالته من منصبه كزعيم لحزب كديما الحاكم في اغسطس (اب) الماضي وكذلك الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء في 21 سبتمبر (ايلول) الحالي بسبب اتهامه بعددٍ من قضايا الفساد. ولكن اولمرت اليميني المتشدد السابق الذي ظل لعقود يرفض اي انسحابات من الاراضي الفلسطينية، وعد بالعودة الى العمل السياسي بعد ان يبرئ ساحته من تهم الفساد.

وقال أولمرت ان رئيس الوزراء السابق ارييل شارون تحدث عن تكاليف مؤلمة، لكنه لم يوضحها «وانا اقول ليس أمامنا خيار سوى التوضيح». وأضاف «علينا ان نتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، وهذا يعني ان علينا ان ننسحب من كل الاراضي تقريباً إن لم يكن كلها عملياً. ومقابل الاراضي التي تبقى في أيدينا، علينا ان نعوض الفلسطينيين بأراضٍ من دولة اسرائيل»، معرباً عن تفاؤله «اننا قريبون جداً من الحل، لانه من دون ذلك لن يكون هناك سلام».

وفي موضوع القدس التي كان رئيساً لبلديتها لفترة، قال أولمرت إن على اسرائيل ان تنسحب من اجزاءٍ من القدس الشرقية لأنه لن يكون باستطاعة اسرائيل ان تواصل سيطرتها على أكثر من 200 الف مواطن فلسطيني في المدينة المقدسة. وأشار في هذا السياق الى 3 هجمات وعمليات دهس قام بها مقدسيون في القدس الغربية، قتل فيها 3 يهود وجرح العشرات. وقال إن من أراد وقف الهجمات، عليه ان ينسحب من اجزاء من القدس الشرقية.

وبخصوص المسار السوري، قال اولمرت إن اي اتفاق سلام مستقبلي مع سورية يتطلب الانسحابَ من الجولان. واستطرد «اولاً واخيراً علينا ان نتخذ قراراً. وأود ان ارى شخصاً واحداً جاداً في اسرائيل. يعتقد أن ثمة امكانية لصنع السلام مع اسرائيل من دون التنازل في النهاية عن مرتفعات الجولان». واعترف اولمرت بان الاتفاق مع سورية محفوف بالمخاطر. لكن على من يريدون العمل من دون مخاطر الانتقال للعيش في سويسرا».

الى ذلك، قال درعي الذي كان قد سجن عشرة اشهر لإدانته بقضية فساد، إن أيَّ زائرٍ للقدس يلحظ الانقسام القائم فيها. فالشق الشرقي يفتقر للمرافق العامة. وليس غريباً ان يعلن اهالي الشق الشرقي عن عدم رغبتهم في المشاركة بالانتخابات البلدية. وبمناسبة عيد رأس السنة العبرية التي تصادفت مساء امس، قررت السلطات الاسرائيلية إغلاق الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تستعد لاستقبال عيد الفطر اليوم او غداً، ورفعت حالة الاستنفار في صفوفها إلى أعلى درجة بهذه المناسبة. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية إن الإغلاق سيرفع بحلول مساء غدٍ استناداً إلى الاعتبارات الأمنية، لافتاً النظر إلى احتمال تمديد هذا الإغلاق. ونشرت الشرطة الإسرائيلية دورياتها داخل الأراضي المحتلة سنة 1948 وفي القدس المحتلة، وعلى طول الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة سنة 1948 و1967. وأِشار جهاز الأمن الإسرائيلي إلى تلقيه عشرة إنذارات تحذر من نية فصائل المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية إضافة إلى عشرات الإنذارات العامة. وتتحسب أجهزة الأمن الاسرائيلية بشكل خاص من عمليات أسر اسرائيليين في الضفة وقطاع غزة.