سقوط طائرة تتبع لقوات حفظ السلام في دارفور ومقتل 4 من طاقمها

الشرطة السودانية تتهم الحركات المسلحة في مخيم «كلمة» بإطلاق النار عليها

TT

أعلنت الشرطة السودانية ان طائرة عمودية تعمل لصالح قوات (يونميد) لحفظ السلام في دارفور أطلق النار عليها من مخيم للنازحين، بعد لحظات من إقلاعها من مطار مدينة نيالا الدولي في دارفور، في طريقها إلى منطقة مهاجرية وسط دارفور، مما أدى الى اسقاطها وتحطمها واحتراقها، وأسفر الحادث عن مقتل طاقمها المكون من اربعة اشخاص ثلاثة منهم يحملون الجنسية الروسية وسوداني.

واتهمت الشرطة منسوبون لاحدى الحركات المسلحة، لم تسمهم، بانهم هم الذين أطلقوا النار على الطائرة، ووصفت الحادث بانه ارهابي، فيما تفادت بعثة (يونميد) توجيه الاتهام لأية جهة، وقال مسؤولون فيها لـ«الشرق الأوسط» انهم حصلوا على الصندوق الاسود للطائرة وشكلوا لجنة للتحقيق في الحادث لمعرفة الأسباب.

وقال اللواء هاشم ابراهيم مساعد المدير العام للشرطة السودانية للمباحث والامن في مؤتمر صحافي عقدته قيادات الشرطة امس في الخرطوم ان طائرة عمودية مستأجرة من شركة «بدر»، وهي سودانية، لشركة دعم لوجستي تعمل لصالح قوات يونميد تعرضت لاطلاق النار من مخيم «كلمة» لنازحي دارفور بعد لحظات من اقلاعها من مطار نيالا تحمل كميات من المؤن في طريقها الى منطقة مهاجرية وسط دارفور، واضاف ان الطائرة سقطت واحترقت في المسافة بين المخيم ومنطقة بليل شرق مدينة نيالا، وادى الحادث الى مقتل كل طاقمها المكون من اربعة اشخاص ثلاثة يحملون الجنسية الروسية وواحد سوداني.

وقال اللواء إبراهيم ان معلومات الشرطة الأولية تقول ان من اطلقوا النار منسوبون الى احدى حركات دارفور المسلحة، ولم يسمها، ولكنه قال ان الشرطة بعثت فريقا من الخرطوم الى مكان الحادث للتحقيق حول ملابسات وقوعه، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال نائب مدير عام الشرطة العادل عاجب يعقوب ان الحادث يعكس مدى خطورة الأوضاع في مخيم كلمة، واضاف ان المعسكر لا بد ان توجد له المعالجة السليمة، ومضى أن المعسكر أيضا فيه أناس أبرياء فان اي تصرف غير حكيم معه ربما تسبب في خسائر.

وفي نيالا رجح علي محمود والي ولاية جنوب دارفور في تصريحات له من مكان الحادث ان تكون لحركات دارفور الدور فيها، وقال «ربما ضربت من داخل المعسكر، خاصة ان السلطات اخيرا قد القت القبض على اسلحة داخل المعسكر»، كما زار المسؤولون في قوات يونميد مكان الحادث، وضربت قوات منها طوقا امنيا على المنطقة. وذكر مسؤولون في بعثة يونميد تحدثوا لـ«الشرق الاوسط» ان الغموض يكتنف الحادث حتى اللحظة، غير انهم قالوا انهم حصلوا على الصندوق الاسود للطائر، وشكلت لجنة من البعثة للتحقيق في الحادث لكشف ملابساته. وكانت طائرة ركاب سودانية تعرضت للاختطاف من قبل عناصر من الحركات المسلحة في يوليو الماضي اثناء رحلة داخلية من نيالا إلى الخرطوم، وتوجه بها خاطفوها الى مصر ثم الى مدينة بنغازي الليبية، ليسلموا انفسهم للسطات الليبية بعد ان افرجوا عن جميع الرهائن، الذين ابقوهم داخل الطائرة لأكثر من 48 ساعة. من جهته قال كمال سايكي المتحدث باسم يوناميد إن المروحية التي كانت تنقل إمدادات إلى قواعد اليوناميد سقطت بالقرب من مخيم «كلمة» للاجئين في إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان.

وتأكدت وفاة اثنين من ركاب المروحية في حين يعتقد أن الاخرين محاصران داخل الحطام. ولم تعرف أي معلومات على الفور حول جنسية ركاب المروحية الاربعة. وأشار سايكي إلى أن الامم المتحدة تحقق في تقارير غير مؤكدة عن تعرض المروحية لإطلاق نار.