رهينة مصري لـ «الشرق الأوسط»: الخاطفون تركونا فجأة وأعطونا سيارة واحدة

عبد الرحيم رجب بعد تحريره: 35 مسلحا برشاشات ومدافع خطفونا من الأراضي المصرية ودخلوا بنا 300 كلم في تشاد

TT

كشف عبد الرحيم رجب سعيد، الرهينة المصري الذي تم تحريره من الاختطاف جنوب مصر ضمن 19 سائحا أوروبيا وأدلاء مصريين، عن تفاصيل الرحلة التي تعرضوا فيها للاختطاف منذ نحو عشرة أيام، حتى عودته أمس. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن عملية الاختطاف وقعت في الساعة الرابعة عصر يوم الجمعة قبل الماضي في منطقة وادي صورة داخل الأراضي المصرية من جهة الجنوب، وتبعد عن الحدود السودانية بحوالي 250 كم. وأضاف: كنا نسير بأربع سيارات ماركة «تويوتا كروزر صالون» (ذات الدفع الرباعي) موديل 2008، على أرض سهلة ومفتوحة، باتجاه وادي صورة للتخييم والمبيت. وقال: رأينا 4 سيارات «تويوتا كروزر صندوق» تأتي نحونا، وتحيط بنا من الجهات الأربع. نزل منها حوالي 35 رجلاً من الأفارقة وهم مسلحون بالرشاشات. وكان هناك على سيارتين من سياراتهم مدفعان من حجم النصف بوصة المضاد للطائرات. وقال عبد الرحيم إن السيارتين الأخريين كان بهما عتاد كثير من السلاح، إضافة إلى أن كل رجل من الخاطفين كان معه سلاح رشاش. وأضاف: حين أحاطو بنا نزلوا ووجهوا نحونا السلاح، وأخرجوا كل متعلقاتنا، وأخذوا منا جميع أجهزة الاتصال التي كانت معنا، وصادروا كل ما معنا من أموال وملابس وأغطية وطعام ومياه، ووضعوا كل تلك الأشياء في سيارتين من سياراتنا الأربع، ووضعونا نحن الـ19 في العربتين الأخريين، بعد أن عزلوا المصريين عن الأجانب، وتولوا بأنفسهم قيادة سياراتنا، وساروا بنا نحو الجنوب حوالي 70 كم، حيث مكثنا في منطقة جبلية ثلاثة أيام، وكنا ما زلنا داخل الأراضي المصرية طوال تلك المدة.

وتابع عبد الرحيم قائلاً: إن الخاطفين بعد أن بدأوا يجرون الاتصالات (بين مدير شركة السفاري الذي كان مختطفا معهم، وبين زوجته الألمانية المقيمة بالقاهرة)، أخذوا يشعرون بالقلق، وبدأوا يوغلون بنا في أقصى جنوب الأراضي المصرية، حيث دخلنا الأراضي السودانية وعسكرنا هناك يومين. وأضاف أن الخاطفين كانوا ينتقلون بنا كل يوم إلى الغرب، حتى دخلوا بنا إلى الأراضي التشادية.

وعن الطريقة التي تم بها تحريره والرهائن الآخرين، قال عبد الرحيم: «في الليلة قبل الماضية حوالي الساعة 8 ليلاً، طلب منا الخاطفون جمع أغراضنا المتبقية لنا لكي نرحل. قالوا لنا سترحلون في سيارة واحدة من سياراتكم، واستولوا هم على باقي سياراتنا (الثلاث). تركوا لنا نحن الـ19 القليل من الطعام، والقليل من الماء. لكن لم يتركوا لنا أي تموين (بنزين) للسيارة، كما لم يتركوا لنا أي إطار إضافي في حال إصابة أحد إطارات السيارة الوحيدة التي تركوها لنا، للعطب، خاصة أن الطريق طويلة وكانت تبلغ حوالي 300 كم داخل الأراضي التشادية. وأضاف قائلاً: تركونا ورحلوا. كانت الساعة حوالي الثامنة الليلة قبل الماضية، وعبرنا نحن الـ19 في سيارة وحيدة طوال الليل في اتجاه الشرق وقطعنا حتى الثالثة من فجر اليوم التالي حوالي 250 كم، ثم قطعنا مسافة أخرى تبلغ حوالي 50 كم، حيث وجدنا قوات مصرية في استقبالنا في صباح يوم أمس.

وقال عبد الرحيم إنه لم تحدث أية اعتداءات عليهم من الخاطفين، وإنهم كانوا ينبهوننا تحت تهديد السلاح  إلى ضرورة أن لا نبتعد عن مكان التجمع في بطن أحد الوديان هناك أكثر من 5 أمتار، وكانوا يهددوننا أيضاً بقولهم إنه يمكنهم استدعاء 10 عربات مثل العربات المسلحة التي جاءوا بها، لمعاونتهم في الاحتفاظ بنا لديهم. وعن الاشتباكات التي قيل إنها وقعت بين الخاطفين وقوات مصرية وسودانية، أوضح عبد الرحيم بقوله: «لم تحدث أية اشتباكات.. بل سمعنا بعد ذلك أنه كانت هناك اشتباكات».

وعن الجنسية أو الدولة التي يعتقد أن الخاطفين ينتمون إليها، قال عبد الرحيم: «هم أفارقة، لا نعرف إن كانوا سودانيين أو تشاديين أو من دارفور.. تقريبا هم تشاديون، هم يتحدثون لغة غريبة لا عربية ولا انجليزية ولا فرنسية، لكن أحدهم أخبرني أنه تشادي الجنسية ولا أعرف إن كان صادقا أم يموِّه». وعن الرهائن قال عبد الرحمن: «كنا 8 مصريين، 4 سائقين وثلاثة أدلاء وضابط من حرس الحدود المصري، أما الأجانب فكانوا ثلاثة رجال وثلاث سيدات من ألمانيا، ورجلين وثلاث سيدات من إيطاليا».