تحقيقات إدارية عاجلة بوزارة الثقافة المصرية لكشف أسباب حريق المسرح القومي

النيابة تشير إلى شرارة كهربائية

TT

طالب فاروق حسني وزير الثقافة المصري مسؤولي وزارته بإجراء تحقيقات إدارية عاجلة لمعرفة أسباب الحريق المدمر الذي تعرض له المسرح القومي بالقاهرة مساء يوم السبت الماضي واستمر نحو 3 ساعات.

وقال الوزير المصري أمس: إنه حرص على الانتقال لموقع الحادث بعد اندلاع الحريق بنحو 15 دقيقة ولاحظ كثافة النيران وألسنة اللهب التي تم تطويقها بفعل قوات الدفاع المدني، بالإضافة إلى جهاز الإنذار والإطفاء الذي تم تزويد المسرح به قبل عام، مؤكدا أنه لولا هذا الجهاز لالتهمت النيران جميع أجزاء المسرح ومبانيه.

ونفى الوزير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك اتجاها لإلغاء مهرجان المسرح التجريبي، المقرر له بعد إجازة العيد، بعد حريق المسرح القومي لارتباطه بمواعيد فرق أجنبية، مؤكدا عدم إقامة أي فعاليات للمهرجان بالمسرح المحترق حتى يتم ترميمه. وأضاف أنه لن ينتظر لما ستسفر عنه تحقيقات النيابة وأن قراره بالتحقيق سيكون سريعا وفوريا لمحاسبة المتسببين في الحريق والذي أرجعه إلى حدوث إهمال شديد من جانب العمال.

وأشار حسني إلى تشكيل لجنة لتقدير حجم الخسائر وإعادة ترميم المسرح في مدة اقصاها 4 أشهر، نافيا أن يكون المتحف الجديد بالمسرح قد تعرض للانهيار، أو أن تكون قاعة عبد الرحمن الزرقاني بالمسرح قد انهارت، أو قبة المسرح، مشيرا إلى احتراق الستارة الأوتوماتيكية للمسرح، وقاعة الملابس وغرف الممثلين وبعض الديكورات، ومنها المقرنصات الجصية. من ناحية أخرى أشارت التحقيقات الأولية التي تجريها نيابة وسط القاهرة إلى احتمال انطلاق شرارة من أحد العمال أثناء إجراء إصلاحات كهربائية طالت ستائر المسرح وأشعلت فيها النيران. واستمعت النيابة لأقوال شهود العيان والعمال الأربعة الذين كانوا موجودين في المسرح أثناء وقوع الحريق، ونفى العمال اشعال موقد داخل المسرح لتجهيز طعام الإفطار مما تسبب في الحريق. وترددت أنباء عن أن اندلاع الحريق جاء بسبب قيام مجموعة من العمال بعمل لحامات بالستارة الأوتوماتيكية قبيل الإفطار بدقائق قليلة، ما نتج عنه تسرب النيران إلى الأخشاب داخل الصالة الرئيسية، حيث كان يعد العمال لعرض مسرحية «لحظة صفا في رحاب المصطفى» التي كان سيتم تقديمها بعد الإفطار كما كان المسرح يستعد لعرض مسرحية «الإسكافى ملكا» ثاني أيام عيد الفطر. من ناحية أخرى قررت وزارة الثقافة المصرية عدم إقامة أي نشاط ثقافي داخل المواقع الثقافية غير المطابقة لاشتراطات الدفاع المدني على أن يتم نقل هذه الأنشطة إلى الحدائق ومراكز الشباب والمدارس والجامعات بمختلف المحافظات.

وقررت الوزارة ايضا عدم تقديم أي نشاط فني أو ثقافي في قصور الثقافة، دون التأكد من توفر شروط عناصر الدفاع المدني بكافة القاعات والصالات في الوقت الذي سيتم فيه تأمين جميع المواقع الثقافية بنفس الطريقة، التي تم بها تأمين مناطق الأهرامات الأثرية وأبوسمبل والمتاحف الجديدة والتي يتم إنشاؤها وهى كلها يتم تزويدها بوسائل إنذار مبكر وبطرق حديثة. من جانبه أكد الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة، أن الإجراء الأخير يأتي لحين استكمال تأمين المواقع الثقافية وفق الخطة التي بدأتها والميزانيات المتاحة.