العاهل الأردني يقبل استقالة عوض الله من رئاسة الديوان الملكي

بعد صراع مع المحافظين والعشائر

TT

قبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امس استقالة الدكتور باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي، من منصبه اعتباراً من غد. واكد الملك عبد الله الثاني في رسالة قبول الاستقالة إلى الدكتور عوض أن عطاءه «المتميز هو أيضا، موضع الاحترام والتقدير، من قبل كل المنصفين، من الذين عملوا معك، أو عرفوا مدى إخلاصك وتفانيك في عملك، وخدمة وطنك».

وقال عوض الله في استقالته إنه احد أفراد «الجنود الملتزمين بأقصى درجات الولاء لصاحب الجلالة ولرؤيته الثاقبة والهادفة بثبات وصفاء لتحقيق عزة الأردن ومنعته وازدهار أبنائه وبناته وصولاً إلى الرخاء والهناء». واضاف «كان لي في هذا الامتياز الغالي، شرف الأداء كجندي من جنود صاحب الجلالة، في ساحات التقدم والتطوير، حيث بدأت الرحلة بتطوير التعليم والرعاية الصحية والإدارة العامة والقضاء، كما تركز السعي والعمل على سيادة القانون، وتحقيق العدالة والمساواة، والوصول إلى أحسن الدرجات وأعلاها في العلاقات العربية والإقليمية والدولية، لذا أصبح الأردن الغالي اليوم، بقيادة جلالتكم، وبفضل رؤيتكم السامية، والأداء الملكي الحكيم، محط الأنظار وموقع الإعجاب لما تم انجازه في عهدكم الميمون».

وكان عوض الله الذي يتحدر من اصول فلسطينية من مدينة القدس قد عين رئيسا للديوان الملكي في 24 ابريل (نيسان) عام 2006، وذلك بعد ان طالب 46 نائبا في مجلس النواب السابق بحجب الثقة عنه بسبب تخبطه في برنامج تعزيز الانتاجية وإهدار اموال البرنامج على مشاريع يمكن تأجيلها، على حد قولهم حيث قدم استقالته من وزارة المالية وقتها في زمن حكومة عدنان بدران. ويرى المراقبون ان استقالة عوض الله هذه المرة جاءت بعد ان اصدر العشرات من شيوخ القبائل وشخصيات بارزة في محافظة معان الأردنية الجنوبية في بيان أصدروه في مايو (ايار) الماضي اعلنوا فيه تأييدهم للنائب ناريمان الروسان في ما ذهبت اليه حول معارضتها لبيع اراضي ومؤسسات الدولة. وانتقدوا في بيانهم كل من يقف وراء البيع ويخطط له، واعلنوا بصراحة رفضهم لبيع اراضي وممتلكات ومؤسسات الوطن «التي شيدها الاردنيون بعرقهم وشقائهم وذادوا عنها بدمائهم وارواحهم»، معتبرين ان تلك قضية تمس السيادة الوطنية وتهدد مستقبل الأجيال المقبلة.

وكانت النائب الروسان قد هاجمت بشده رئيس الديوان واتهمته بالوقوف وراء عمليات البيع ضمن أجندات خاصة، حيث كانت قالت في جلسة مكاشفة بين البرلمان ورئيس الوزراء نادر الذهبي، واصفة الدكتور عوض الله بأنه «يماثل في صعوده للمناصب العليا في الأردن صعود الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في سورية» الذي اعتقلته دمشق، وكان يعمل باسم كامل أمين ثابت في سورية في الستينات. ويضيف المراقبون أن النخب السياسية والإعلامية تلاحق اشاعة التغيير منذ فترة لتجعل منها حقيقة حيث أثار اهتمام اوساط واسعة خبر قصير على أحد المواقع الالكترونية حول تغيير وشيك لرئيس الديوان الملكي. ورغم نفي مصادر رسمية صحة الخبر، إلا ان الاوساط السياسية ظلت مصرة على تداول «الاشاعة» والتعامل معها كحقيقة حتى صدرت امس.