أوباما وماكين مع «خطة الإنقاذ» الاقتصادية.. والدوافع متباينة

الأميركيون يفضلون معالجة المرشح الديمقراطي للأزمة المالية

TT

أعلن المرشحان المتنافسان على الرئاسة الاميركية الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين أنهما سيعودان غداً الى واشنطن للمشاركة في تصويت مجلس الشيوخ على «خطة الانقاذ» التي تم الاتفاق عليها بين قادة الكونغرس وإدارة الرئيس الاميركي جورج بوش لضخ 700 مليار دولار في الاسواق عبر شراء بنوك وشركات مفلسة وديون هالكة لإنقاذ الوضع المالي في البلاد.

وقال المرشحان إنهما يؤيدان الخطة، وإن تباينت مواقفهما من تحليل الوضعية الاقتصادية والسياسية التي أدت الى هذه الأزمة. وفي هذا السياق صرح ماكين بأن «عدم القيام بأي شيء ليس اختياراً صائباً»، في حين قال أوباما إنه يميل الى تأييد الخطة «لأن الشارع الرئيس (شوارع التجارة والأعمال الصغيرة) وليس وول ستريت هو الذي يعيش مأزقاً». وتسعى الحملتان للحصول على نتائج ايجابية من هذه الأزمة، على الرغم من انهما ينفيان ذلك. وقال المرشحان إنهما ساهما في الوصول الى التسوية التي أدت الى إقرار الخطة من طرف قادة الكونغرس. وقال ماكين: «دعونا نقر هذه الصفقة وان يوقعها الرئيس ثم نتحرك للامام، لأن الأثر الحقيقي لهذا العمل سيؤدي الى استعادة بعض الثقة وان يتحرك النظام الاقتصادي من جديد».

وفي الوقت الذي أعلن فيه أوباما أنه ظل على اتصال هاتفي مع جميع الاطراف من اجل الوصول الى تسوية حول «خطة الانقاذ»، قال ماكين إنه عاد مسرعاً الى واشنطن لانه لا يريد ان يملي نصائحه على الهاتف، وفي انتقاد مبطن الى مواصلة اوباما حملته الانتخابية، قال «أنا أكون حيث تريدني أميركا أن أكون».

واعتبر الجمهوريون في الكونغرس أن حضور ماكين ساعد على التوصل الى اتفاق، لكن الديمقراطيين كان لهم رأي آخر، حيث يعتقدون أن اتصالات ولقاءات ماكين في كواليس الكونغرس كان لها تأثير ضئيل جداً على الحصيلة، بل يعتقد بعضهم انه تسبب في تأخير التوصل الى اتفاق. وعلق ماكين على ذلك قائلا «سواء كان وجودي ساعد أو عرقل التوصل الى اتفاق فإنني سأكون سعيداً بما سيحكم به التاريخ».

وعلى الرغم من ان أوباما أمضى بعض الوقت في واشنطن وحضر تجمعاً انتخابياً في فرجينيا المجاورة للعاصمة الانتخابية، لكنه انتقل بعد ذلك الى ولاية ميشغان رفقة جو بايدن المرشح معه لمنصب نائب الرئيس لحضور تجمع انتخابي في ديترويت. ويسعى أوباما الى كسب هذه الولاية التي تعد من بين الولايات التي يطلق عليها «الولايات المتأرجحة»، أي تلك التي تصوت تارة مع الديمقراطيين وتارة مع الجمهوريين. ويركز أوباما في الآونة الاخيرة على هذه الولايات، ولهذا الغرض أمضى قبل ذلك عدة ايام في ولاية فلوريدا، وهي ايضاً من الولايات المتأرجحة.

وأفاد استطلاع للرأي نشرته صحيفة «يو أس توداي» مع منظمة «غالوب» الاميركية، أمس، بأن عددا أكبر من الاميركيين غير راضين عن معالجة القادة الاميركيين للأزمة المالية مقارنة بالذين هم راضون عنهم. وافاد الاستطلاع بأن 50 في المائة من الذين شاركوا في الاستطلاع غير راضين عن القادة الديمقراطيين في الكونغرس، بينما 58 في المائة غير راضين عن القادة الجمهوريين. وعلى الرغم من ان 43 في المائة من المشاركين في الاستطلاع غير راضين عن رد فعل أوباما للأزمة، إلا ان 46 في المائة منهم راضون عنه. وفي المقابل 37 في المائة فقط عبروا عن رضاهم عن معالجة ماكين للأزمة، بينما 53 في المائة أعربوا عن عدم رضاهم. وعلى كل حال فان أوباما وماكين في حال أفضل من الرئيس جورج بوش الذي عبر 68 في المائة من المشاركين عن رفضهم لمعالجته الأزمة، بينما 28 في المائة أيدوه. الى ذلك، أفادت النتائج النهائية لاستطلاعات الرأي حول المناظرة التي جرت يوم الجمعة الماضي بين اوباما وماكين الى ان المرشح الديمقراطي كان الأفضل طبقاً لما قال به 46 في المائة من مجموع الذين شاركوا في الاستطلاعات؛ وذلك طبقاً لما أعلنت عنه قنوات التلفزيون الاميركية الرئيسة أمس. ومن المقرر ان تجري يوم الخميس المقبل المناظرة الوحيدة بين ساره بالين المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس مع منافسها الديمقراطي بايدن. وكانت بالين قد توقفت نهاية الاسبوع في فلادلفيا، ومرة اخرى أثارت استياء المراسلين حيث طلبت منهم، على غرار ما حدث في نيويورك عندما التقت بعض قادة العالم، البقاء بعيداً عنها، ولم تقبل بالين سوى سؤال واحد بشأن موقفها من الخطة الاقتصادية، وردت قائلة «أود أن أشكر جون ماكين الذي استطاع أن يدخل بعض الضوابط على خطة بالسون (وزير الخزينة).. إنني سعيدة لأنه تم الاستماع الى صوت ماكين».

الأزمة المالية تسيطر على خطابات السياسيين