الاتحاد الاجتماعي المسيحي يفقد أغلبيته المطلقة في المقاطعة الألمانية لأول مرة

المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أثناء إلقائها خطاباً امس تعهدت فيه بالعمل على استعادة ثقة الناخبين (رويترز)
TT

مني الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الحزب البافاري الشقيق للحزب الديمقراطي المسيحي، بأكبر نكسة له منذ الحرب العالمية الثانية، وفقد في الانتخابات المحلية، التي أعلنت نتائجها مساء أول من أمس في بافاريا أغلبيته المطلقة لأول مرة منذ 46 عاما.

واعترفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالهزيمة، متحدثة عن «يوم أسود» في تاريخ التحالف الديمقراطي المسيحي. ويذكر أن اللون الأسود هو علم التحالف المسيحي، كما أن الأحمر هو لون علم الحزب الديمقراطي الاشتراكي. وفي حين وصف وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، وهو من الحزب الاشتراكي، الهزيمة بـ«الزلزال»، قال جيدو فيستفيلله، زعيم الديمقراطيين الأحرار، إن نتيجة الانتخابات تظهر بأن مواصلة الضغط الاقتصادي على أبناء الطبقة الوسطى لن يجلب سوى المصائب.

وأكدت ميركل، التي تتزعم الحزب المسيحي الديمقراطي، انها ستعمل على تنظيم حملة انتخابية ذات توجهات مستقبلية في الانتخابات البرلمانية المزمعة عام 2009 لتدارك الخسارة الفادحة التي مني بها الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. وقالت ميركل قبيل بدء اجتماع رئاسة «الحزب المسيحي الديمقراطي» إن مسألة كسب ثقة المواطنين في تخويل الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري لحكم الولاية بشكل منفرد لم تفلح.

وذكرت ميركل أن حملة الانتخابات البرلمانية المقبلة ستركز على قضايا الاقتصاد والعمل والتعليم والاندماج، مؤكدة في الوقت نفسه أن التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) سيسعى لتقديم رؤى مستقبلية للمواطنين ومساندتهم في عصر العولمة.

وواقع الحال أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي بقي أكبر قوة في ولاية بافاريا الحرة إلا أنه هبط من 60.7 في المائة عام 2003 إلى مجرد 43.4 في المائة هذا العام. وهذا يعني أنه خسر أصواتا تعادل أصوات الحزب الاشتراكي كلها تقريبا(حقق 18.6 في المائة). وفي حين فشل حزب اليسار الجديد في تخطي حاجز الـ5 في المائة، الضروري لدخول البرلمان المحلي، قفز حزب الديمقراطيين الأحرار إلى 8 في المائة وكان أكبر الفائزين. كما حسن حزب الخضر نتائجه محققا 9.4 في المائة، ونجحت قائمة «الناخبين الأحرار» في تحقيق نسبة 10.2 في المائة بعد أن فشلت عام 2003 في بلوغ البرلمان.

وأعلنت النتائج في وقت كان فيه ادموند شتويبر، رئيس الحزب ورئيس وزراء الولاية السابق، يحتفل بعيد ميلاده الـ67. وإذ اعتبر شتويبر، الذي أطيح به قبل سنة في«انقلاب حزبي» صغير، عن ألمه لعواقب سياسة خليفته، غونتر بيكشتاين، على الوزارة، وايرفين هوبر على زعامة الحزب. ورفض الأخيران الاستقالة من قيدة الحزب بسبب نتائج الانتخابات، لكنه من المتوقع أن يجري تصحيح الحالة بانقلاب جديد يأتي بوزير «الاستهلاك» هورست زيهوفر على عرش الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

ومن الواضح أن المسيحيين فقدوا الكثير من أصواتهم لصالح الحزب الديمقراطي الحر(الليبراليين) وقائمة الناخبين الأحرار. وتثبت النتائج أن الطبقة البافارية الوسطى ما عادت حكرا للديمقراطي المسيحي وخصوصا بعد رفع ضريبة الدخل وضريبة القيمة الإضافية والارتفاع الجنوني للأسعار. وتكشف تحليلات معهد «أمنيد» لنتائج الانتخابات أن الاتحاد الاجتماعي فقد أصواته بين الناخبين الشباب والنساء أصلا، وهو ما يطرح على قيادة الحزب الحالية ضرورة تجديد الوجوه القيادية في الحزب. وتخشى المستشارة ميركل أن تؤثر التحولات في بافاريا على نتائج الانتخابات الألمانية العامة المقبلة عام 2009.