نتائج الانتخابات البرلمانية تعلن نهاية المعارضة في بيلاروس

المراقبون الأوروبيون يعتبرونها «غير ديمقراطية»

TT

اعلن رئيس بيلاروس، الكسندر لوكاشينكو، ان نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة كشفت عن انحسار مواقع المعارضة، مؤكداً انها في طريقها الى الرحيل نهائيا عن الساحة السياسية في غضون اشهر. وكانت النتائج قد سجلت عدم فوز اي من مرشحي احد عشر من الاحزاب المعارضة في الانتخابات التي شارك فيها ما يزيد عن خمسة ملايين ناخب يمثلون 75.3 في المائة من مجموع عدد الناخبين المسجلين لاختيار 110 نواب هم مجموع عدد نواب البرلمان. وقالت رئيسة اللجنة، ليديا ارموشينا، في مؤتمر صحافي «لم ينتخب اي مرشح للمعارضة وعلى الاقل الذين يمثلون احزابا». واضافت: «على الخبراء السياسيين ان يقولوا لماذا لا يصوت المواطنون للمعارضة». ومن جهة اخرى، استنتج مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا في تقرير نشر امس ان الانتخابات التشريعية لم تكن ديمقراطية. وقال التقرير الذي عرضته المنظمة في مينسك خلال مؤتمر صحافي: «رغم بعض التحسن الطفيف (مقارنة بعمليات الاقتراع السابقة)، لم تتوفر في هذه الانتخابات معايير منظمة الامن والتعاون في اوروبا لانتخابات ديمقراطية».

ولاحظ مراقبو المنظمة، وعددهم 450، اضافة الى 66 مندوبا عن الجمعية البرلمانية في المنظمة ذاتها، ان «الانتخابات جرت في اجواء خاضعة تماما للمراقبة مع حملة ضعيفة جدا».

وتقول مصادر المعارضة ان العملية الانتخابية  شابتها الكثير من وقائع التزوير من خلال ما سمي بالتصويت المبكر الذي شارك فيه ما يزيد عن 25 في المائة من الناخبين، فيما سجلت الشرطة وجود بعض صناديق الاقتراع مفتوحة قبل انتهاء موعد إدلاء الناخبين باصواتهم. وبهذا الصدد، اشار الكسندر كوزولين احد ابرز معارضي الرئيس الحالي ان الانتخابات المبكرة التي جرت في 28 سبتمبر (ايلول) الجاري سجلت مشاركة 30 الى 40 في المائة وهي نسبة تقول بإمكانية التزوير على نحو بالغ البساطة. ومن المقرر ان يعلن ممثلو بعثة «منظمة الامن والتعاون الاوروبي» تقريرهم حول عدالة انتخابات بيلاروس الذي سيتوقف عليه الى حد كبير تحديد علاقة هذه المنظمة بجمهورية بيلاروس وقيادتها السياسية. وفي الوقت الذي اشار فيه المراقبون المحليون وكثير من المراقبين الدوليين الذين بلغ عددهم قرابة الالف مراقب، منهم 400 من ممثلي «منظمة الامن والتعاون الاوروبي» عن ارتياحهم النسبي لسير العملية الانتخابية، اشار لوكاشينكو رئيس بيلاروس الى أن الغرب على استعداد لقبول هذه النتائج، وسيكون امرا بالغ الصعوبة بالنسبة لاي من المراقبين الاجانب عدم الاعتراف به. وقال أناتولي ليبيدكو، زعيم الحزب المدني الموحد، انهم يعلنون ان هذه الانتخابات، شأن كل الانتخابات التي اجريت في عهد لوكاشينكو «مزورة، وان المجتمع الدولي لن يستطيع الاعتراف بعدالتها ومشروعيتها». وتقول مصادر اللجنة المركزية للانتخابات ان النتائج النهائية ستعلن في الثالث من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وتظاهر مئات الاشخاص، بدعوة من المعارضة، مساء اول امس في مينسك احتجاجا على الانتخابات التشريعية التي اكدوا انها لم تكن ديمقراطية، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقد انتقدوا بشدة نظام الرئيس لوكاشينكو، الحليف التقليدي لروسيا، الذي يسعى الى التقرب من الغرب. ورفع المتظاهرون ومعظمهم من ناشطي المعارضة أعلام الاتحاد الاوروبي التي كتبوا عليها اسم بيلاروس، وأعلاما برتقالية في اشارة الى الثورة المطالبة بالديمقراطية التي شهدتها اوكرانيا في 2004 وأعلام بيلاروس.

ومن المقرر ان يعقد البرلمان، بقوامه الجديد، اولى جلساته في 25 اكتوبر فيما سبق ان اعلن لوكاشينكو ان القوام الجديد للبرلمان مدعو للنظر في مسألة الاعتراف بجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين اعلنتا عن استقلالهما من جانب واحد عن جورجيا.