المجتمع الفلسطيني فتي والمسنون يشكلون نسبة 4.3%

بعض كبار السن يضطرون للعمل وهم في الثمانينات بسبب الظروف الاقتصادية

TT

أظهر مسح أعده جهاز الإحصاء الفلسطيني أن نسبة المسنين في الأراضي الفلسطينية بلغت 4.3% في 2007، نصفهم يعاني من الفقر والامية. وقال لؤي شبانه، رئيس الجهاز، في تقرير أصدره أمس، عشية اليوم العالمي للمسنين، إن نحو 14.7% من المسنين يشاركون في القوى العاملة، و65.5% منهم مصاب بأحد الأمراض المزمنة.

وفي المقابل أشار شبانه إلى أن الأراضي الفلسطينية شهدت تحسنا ملحوظا في معدلات البقاء على قيد الحياة منذ بداية العقد الماضي، حيث ارتفعت بنحو 5ـ6 سنوات، مع توقع ارتفاع هذا المعدل خلال السنوات القادمة.

ويتضح من تقرير الاحصاء ان المجتمع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية يمتاز بأنه مجتمع فتي، اذ لم تتجاوز نسبة كبار السن (فوق 60 سنة) 4.3% مقابل 16% في الدول المتقدمة.

ووفق التقرير الاحصاء فقد بلغت نسبة الأسر التي يرأسها رب أسرة مسن 14.6%. وعند توزيع كبار السن حسب حالتهم الزوجية نجد أن 89.7% من كبار السن الذكور متزوجون و41.7% من الإناث متزوجات. وبلغت نسبة الأرامل من كبار السن 8.7% للذكور، و52.2% للإناث. ويمكن تفسير ارتفاع هذه النسب لكبار السن الذكور عنها للإناث إلى احتمال زواج الذكر بعد وفاة زوجته اكبر من احتمال زواج الأنثى، وارتفاع العمر المتوقع للإناث مقابل الذكور. ويضطر المسنون للعمل، بخلاف البلاد الاخرى، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية. وبلغت نسبة كبار السن في إجمالي القوى العاملة حوالي14.7% لعام 2007. وبعضهم يعمل وهو على اعتاب الثمانين من العمر.

وقال التقرير ان نسبة عالية من المسنين أميون، إذ بلغت نسبة الذين لـم ينه منهم أيـة مرحلة تعليمية 68.4% (منهم 49.3% أميون وهم بذلك يمثلون نحو 63% من الأميين البالغين في المجتمع الفلسطيني ككل)، علما بأن نسبة الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في الأراضي الفلسطينية لا تتجاوز 6.1%  (2.8% للذكور مقابل 9.5% للإناث).

وتشير البيانات المتوفرة لعام 2006 أن 65.5% من كبار السن مصابون على الأقل بأحد الأمراض المزمنة، كما يبدو أن نسبة كبار السن المصابين بالأمراض المزمنة المقيمين في الضفة الغربية أعلى من نظرائهم المقيمين في القطاع، إذ بلغت 66.3% لكبار السن في الضفة الغربية في حين كانت في قطاع غزة 63.2%. كما كانت نسبة كبيرات السن المصابات بأحد الأمراض المزمنة أعلى بشكل واضح من نسبة الإصابة بين كبار السن من الذكور، فبلغت لكبار السن من الذكور 56.5% مقابل 72.5% للمسنات. وأظهرت النتائج ان ضغط الدم، والسكري، وأمراض المفاصل والقلب هي الاكثر انتشارا بين المسنين.

وتشير البيانات إلى أن نسبة الفقر بين المسنين بلغت 49.8%، وهذه النسبة تشكل 3.2% من مجموع الفقراء في الأراضي الفلسطينية. ويلاحظ أن هناك فروقا كبيرة بين الضفة وغزة إذ بلغت نسب الفقراء في الضفة 39.5% في مقابل 75.3% بغزة.

الى ذلك قال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في غزة إن الاغلاق أدى الى اصابة 60% من الأطفال بسوء التغذية وأمراض أخرى. وأكد الخضري في تقرير له أن أكثر من 260 شخصا توفي جراء الحصار، 40% من الأطفال، لافتاً إلى أن مصنع الأدوية الوحيد في القطاع توقف مؤخراً عن العمل بشكل كلي بسب نقص المواد الخام. واشار الى أن 52 صنف دواء بينها سبعة مركزية لمرضى السرطان و135 من المستهلكات الطبية نفذت تماماً، إلى جانب نفاد كمامات الأكسجين للأطفال الخدج وكحول التعقيم وأنابيب التغذية، مما يعرض الآلاف للموت البطيء. وقال الخضري إن إجمالي قيمة المشاريع المتوقفة بلغ 60 مليون دولار. وأشار الى أن 80% من أبناء غزة يعيشون تحت خط الفقر، في حين يبلغ معدل البطالة 65%، حيث فقد 140 ألف عامل مصادر رزقهم، وتوقف 3900 مصنع عن العمل بسبب منع إدخال المواد الخام ومستلزمات المصانع. وجراء ذلك فان مليونا و100 ألف إنسان يعيشون على المساعدات الإغاثية الدولية. وأوضح الخضري أن الخسائر الشهرية المباشرة للقطاعات الصناعية والتجارية والزراعية تبلغ 50 مليون دولار.