مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط» : أبومازن يرفض ضغوطا لمواجهة حماس

هنية: حماس ليس شيئا ينقضي بعد سنوات

هنية في خطبة العيد في مدينة غزة أمس (ا ف ب)
TT

اعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) ورئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، عن املهما الكبير، في التوصل الى اتفاق داخلي خلال الاسابيع القليلة المقبلة، لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس، وانهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، الا ان مواقف الناطقين باسم السلطتين المتنافستين لم تشر الى اي تغيير في المواقف المتباعدة بين الفرقاء.

واحتفل ابومازن بعيد الفطر في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بوضع اكليل الزهور على قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقال عقب تأدية صلاة العيد في مسجد جمال عبد الناصر، «أمنيتنا لهذا العام أن نعود إلى وحدتنا الوطنية وأن نكون قد حصلنا على دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، راجيا الله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا (عيد الفطر) ونحن بأحسن حال».

وفي غزة كان هنية، يؤكد بالتزامن مع ابومازن، ان حركته ستذهب إلى حوار القاهرة «بأياد ممدودة وعقول منفتحة وصدور مفتوحة، على أمل التوصل إلى توافق ينهي الانقسام الداخلي الفلسطيني»، لكنه قال ان حماس ليس شيئا ينقضي مع نهاية السنوات الاربع، (نهاية ولاية المجلس التشريعي).

وقال هنية، خلال خطبة العيد التي ألقاها في ملعب فلسطين غرب مدينة غزة «نتطلع إلى الحوار الذي يجري على أرض مصر بعقول منفتحة، ونأمل أن ينتهي بوفاق وإنهاء الانقسام الذي كان سببه تيارا رفض الانصياع لإرادة شعبنا ورضي بالانصياع للاحتلال ضد شعبه».

ويراهن الرئيس الفلسطيني على نجاح حوار القاهرة كمخرج لعدة ازمات ستنشأ لاحقا.

وجدد هنية امس تأكيده رفض «الاشتراطات»، وقال «لن ينجح الحوار تحت سيف الإملاءات والاستقواء بالخارج». واضاف «من يريد التعامل مع الحوار على أنه جسر وقنطرة لتشكيل محكمة للشعب وخياراته، ومرحلة استوجبها عدم القدرة على إسقاط الحكومة وطريقاً نحو تحقيق هذا الهدف فهو واهم ومخطئ ولن نتعامل مع الحوار على هذا الأساس».

وطالب هنية، جميع الأطراف الإقليمية والدولية بقبول التغيير في الموازين السياسية على الساحة الفلسطينية في الواقع والدولة والشعب، «ومن يريد الاصطدام بهذه التحولات فإنما يصطدم بإرادة الشعب الفلسطيني». وقال هنية «إن ما يجري ليس تغيراً سطحياً بل تغير طبيعي وحقيقي». وقال «حماس وجدت منذ عقود، وقدمت القادة والشهداء وعلى رأسهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وما جرى ليس شيئاً ينقضي مع نهاية السنوات الأربع».

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ان ابومازن يرفض ضغوطا تمارسها قيادات في فتح «لاستئصال» حماس في الضفة، والتجهيز لحسم عسكري في غزة. وكان بعض قيادات فتح والاجهزة الامنية لم يستبعدوا خيار المواجهة المسلحة مع حماس لاستعادة القطاع. واضافت المصادر «ان ابومازن قال انه يجب اعطاء فرصة للحوار، قبل الحديث حول مواجهة حماس، وانه يبني امالا كبيرة على نجاحه». وكان عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية قد اجرى طوال الاسبوع الماضي لقاءات مع وفد فتح على ان يلتقي بوفد حماس في 8 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري، وتخطط مصر لجمع الفصائل واجراء حوار شامل في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال نبيل ابوردينة المتحدث باسم الرئاسة ان ابومازن والقيادة الفلسطينية يبذلان «جهدا عظيما لانجاح الحوار الذي تديره مصر»، واكد أن ابرام اتفاق في القاهرة سيمهد الطريق «لحوار وطني شامل» يعقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب.

الا ان ابوردينة قال ان موقف ابومازن من الانتخابات المتزامنة الرئاسية والتشريعية لم يتغير، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالحكومة الانتقالية التي يتم التوافق عليها والتي تقوم بالإعداد لهذه الانتخابات.

وتثير هاتان النقطتان، خلافا كبيرا مع حماس، اذ ترفض حماس القبول باقتراح فتح تشكيل حكومة توافق من مستقلين او تكنوقراط. كما ترفض الغاء نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة باجراء انتخابات مبكرة. وقال سامي أبوزهري الناطق باسم حماس، إن كل ما ورد حول قبول حماس بحكومة تكنوقراط، «معلومات لا أساس لها من الصحة وتستهدف تشويش موقف الحركة والضغط عليها لقبول مثل هذه الأفكار». واكد ابوزهري «إن ما تريده حماس بشكل واضح، هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تستند إلى برنامج سياسي يحافظ على الحقوق والثوابت والمقاومة وفق وثيقة الوفاق الوطني، وتحترم نتائج الانتخابات وجميع الشرعيات الفلسطينية».