3 قتلى و8 جرحى في انفجار سيارة مفخخة ببغداد

تصاعد حدة العمليات الإرهابية يلقي بظلاله على مظاهر الاحتفال بالعيد

حارس أمني يفتش أحد المصلين عند مدخل جامع أبوحنيفة في الأعظمية ببغداد قبل صلاة العيد أمس (أ.ف.ب)
TT

قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية، بينهم ثلاث نساء، بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الكرادة، وسط بغداد أمس، مع احتفال السنة بأول ايام عيد الفطر. ويأتي الهجوم بعد يومين من هجوم في ذات المنطقة، أوقع عشرات القتلى والجرحي مما دفع، مع هجمات أخرى، الكثير من سكان العاصمة الى تفادي الأسواق والأماكن العامة. وقالت المصادر إن انفجار أمس، وقع بعد الظهر عند فرن للخبز، على مقربة من مبنى المسرح الوطني في منطقة الكرادة (وسط). وجاء الانفجار بعد يومين من انفجار الأحد الماضي، عندما قتل 19 شخصا واصيب اكثر من سبعين بانفجار سيارة مفخخة، أعقبه تفجير انتحاري بحزام ناسف تزامن مع وقت الافطار في شارع العطار وسط الكرادة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويلقي سكان المنطقة مسؤولية تكرار الهجمات التي يتعرضون لها على القوات الاميركية وزعماء المجموعات العراقية كافة. ويحاول اصحاب المحلات التجارية برفقة فتيان يحملون معدات للتنظيف ازالة اثار الدماء وبقايا الزجاج المحطم من الرصيف. ويقول صاحب احد افران الخبز ان «معظم الانفجارات الوحشية تقع في مناسبات عزيزة على العراقيين مثل ايام رمضان».

من جهته، يؤكد أحمد جاسم أحد التجار وهو يراقب الدمار الذي اصاب متجره، ان «دولا أجنبية وأخرى من جوار العراق، تستفيد من عدم استقرار الاوضاع هنا، بغية تجنب تهديدات الدول الأجنبية» ضدها.

وقتل اكثر من مائة شخص في أربع انفجارات في الكرادة خلال الاشهر الستة الماضية. ويؤكد جاسم أن الحكومة «لا تفعل ما يجب عليها فعله، رغم انها المسؤولة عن ملاحقة الجماعات الارهابية، خصوصا تلك التي تحظى بحماية أحزاب سياسية». ويقع في منطقة الكرادة مقر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بزعامة عبد العزيز الحكيم ومنزل عائلة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي.

وصحت بغداد أمس على مظاهر احتفالية بالعيد، يمكن وصفها بـ«الخجولة». ورغم أن ساحات العيد الشعبية الصغيرة والفقيرة بألعابها وإمكانياتها، استقبلت الأطفال من كافة المذاهب والقوميات وحتى الأديان، فإن العاصمة العراقية عاشت ساعات استثنائية، فنصفها وهم السنة كانوا في عيد، لكنهم راعوا مشاعر الآخرين، فجلسوا في بيوتهم والنصف الآخر (الشيعة) كانوا صائمين ينتظرون العيد اليوم. انتبهت الحكومة العراقية لهذه الظاهرة، فعمدت هذا العام إلى إعلان عطلة العيد بدءا من أمس الثلاثاء، ولغاية يوم الأحد، وهنا يسجل العراق رقما قياسيا رسميا جديدا لأطول عطلة عيد بين الدول الإسلامية. وانتشرت ساحات العيد في المناطق الشعبية البغدادية، وكل ما يجده الطفل البغدادي فيها، هو أراجيح بحبال مثبتة على جذوع نخل، والعاب حديدية صغيرة يصنعها بعض الحدادين لمتعهدي هذه الساحات. وبموازاة ذلك هناك الهاجس الأمني، فلا يعلم أهالي بغداد أي منطقة ستكون هي الهدف المقبل للإرهاب، ولهذا فالجميع يضع في تفكيره امكانية التعرض لمكروه في أية لحظة. ولهذا، كما يقول المواطن علاء الكعبي، من سكنة الكرادة، قرر الكثير من الآباء عدم الخروج من البيت خلال أيام العيد.