رهائن إيطاليون مفرج عنهم ومسؤولون: عملية الانقاذ تمت بدون إطلاق رصاصة

أحد الرهائن: الخاطفون كانوا قساة على الجميع.. فصلوا الرجال عن النساء وأمروهن بتغطية شعورهن

السائق المصري ابراهيم عبد الرحيم علي (يسار) وعباس عبد الوهاب (الثالث من اليسار) يعانقان قريبين لهما في مستشفى المعادي العسكري جنوب القاهرة امس (أ.ب)
TT

وصل الرهائن الغربيون وهم 5 ايطاليين و5 ألمان ورومانية، الى ديارهم امس بعد نحو اسبوعين قضوها في الاحتجاز بمنطقة حدودية صحراوية بين السودان ومصر وليبيا، قبل ان يتوغلوا بهم داخل الاراضي التشادية. وتضاربت الانباء حول عملية إنقاذهم، وفيما تشير رواية رسمية مصرية سودانية، الى عملية عسكرية وقعت، أدت الى تحرير الرهائن وبينهم 8 مصريين، روى بعض الرهائن الايطاليين المفرج عنهم، قصة أخرى، اشاروا فيها الى ان عملية الانقاذ تمت بدون اطلاق رصاصة واحدة، وان الخاطفين تركوهم ورحلوا. كما أكدت الحكومة الايطالية انه لم تكن هناك عملية انقاذ مسلحة ولم تدفع فدية لاطلاق سراح الرهائن.

ووصل الايطاليون الخمسة وبينهم 3 سيدات على متن طائرة عسكرية ايطالية الى مقر اقامتهم في مدينة تورينو الشمالية في الساعة الثانية من صباح امس. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بأنه سعيد لعودتهم واكد انه لم يكن هناك عملية انقاذ مسلحة ولم تدفع فدية لاطلاق سراحهم، لكنه أضاف أنه لا يمكنه اعطاء كافة التفاصيل الآن عن دور الأجهزة الايطالية في عملية التحرير، انما أكد أنها جرت بمهنية عالية. وكان دور الاستخبارات الايطالية والالمانية مساعدة القوة الضاربة المصرية والسودانية. وقال فراتيني ان الخاطفين أطلقوا سراح الرهائن عندما أدركوا مدى حجم عملية الانقاذ الدولية. وأضاف «التعاون الدولي الكبير بين ايطاليا والمانيا وأجهزة المخابرات السودانية والمصرية مكن من رصد حركة الخاطفين». وقال ان الرهائن لم يتعرضوا للعنف وأشادوا بمرشديهم المصريين الذين اختطفوا معهم. وأكدت هذا القول احدى المخطوفات، وهي جيوفانا كواليا وقالت: «قوتنا الحقيقية كانت تكمن في مرشدينا المصريين الذين حمونا طوال الوقت.. خاصة في الايام الاولى». وأكد عدد من الرهائن الايطاليين انهم لم يشهدوا عملية انقاذ بل تركهم خاطفوهم ثم قادهم مرشدوهم المصريين الى بر الامان. وفيما يتعارض فيما يبدو مع تصريحات سابقة من جانب مسؤولين عن خطة انقاذ واطلاق نار قال الرهائن الايطاليون انهم لم يسمعوا طلقة واحدة بل اعدت لهم سيارة جيب وجهاز للتوجيه في الصحراء يعمل بالاتصال، بالاقمار الصناعية وقيل لهم انهم طلقاء.

وقالت الرهينة ميريلا دي جيولي، «طلقات.. لم نسمع شيئا». واضافت «وضعنا ثقتنا في الله وقدنا في الصحراء لخمس او ست ساعات دون اطارات احتياطية وبقليل من الماء. لو ارتكبنا خطأ واحدا لمتنا». وقال ولتر باروتو، 68 عاما، إن «الخاطفين كانوا قساة مع الجميع، لكنهم لم يضربوا أحد وأجبروا النساء على تغطية شعرهن ووجوههن فظننا أنها نهايتنا جميعا».

لكن كواليا ناقضت ذلك بقولها: «نحن النساء وضعنا باختيارنا غطاء رأس وكنا ننظر الى الارض ولم نحاول الاتصال بأحد اذ ان النساء يكن عادة أكثر خوفا». وأضافت بأنهم شعروا بالخوف الشديد طيلة مدة اعتقالهم، وأن الماء والطعام الذي قدم لهم كان شحيحا، وأضافت: «لم نسمع تبادلا لاطلاق الرصاص قبل الافراج عنا» ثم تابعت روايتها قائلة إن المخطوفين التسعة عشر وضعوا في سيارة لاندروفر واحدة وأن القوات العسكرية التي حضرت فيما بعد لتحريرهم قدمت لهم الماء والفواكه. وأردفت حول كيفية الاختطاف بأن سيارات الرحلة غاصت في الرمال أثناء السفر، وحينئذ اقتربت منهم مجموعة من المسلحين الذين «لم تكن لهم نيات حميدة». وتابعت زميلتها ميريلا دي جولي 70 عاما، قائلة للصحافيين لدى وصولها الى مدينتها تورينو «فصلوا النسوة الثلاث عن الرجال ولم نتحدث مطلقا مع الخاطفين وكانت أسوأ ليلة هي ليلة السبت والأحد المنصرمين. ولم يعط مسؤولون في مصر سوى تقارير مقتضبة ومتضاربة عن تحرير الرهائن وقال مسؤولون مصريون اول من أمس، انه تم تحرير الرهائن في عملية قتل فيها بعض الخاطفين. وقال السودان انه قتل زعيم الخاطفين وانه تم نقل الرهائن الى تشاد.

وقال مصدر امني غربي ان الخاطفين تركوا الرهائن الاوروبيين وشأنهم بعد تبادل لاطلاق النار مع القوات السودانية التي قتلت احد قادة جماعة الخاطفين. وقال المصدر ان الخاطفين الذين كانوا يسعون جاهدين لتوفير غذاء للرهائن أبلغوا مسؤولي امن مصريين بالمكان الذي يمكن ان يعثروا فيه على الرهائن ثم اختفوا. من جانبه اكد وزير الدولة الالماني للشؤون الداخلية اوغوست هانينغ أمس ان خاطفي السياح الاوروبيين «اطلقوا سراح هؤلاء بانفسهم». وصرح هانينغ لقناة «ان تي في» التلفزيونية ان «فئة من الخاطفين كانت قتلت أو اعتقلت من جانب قوات الامن السودانية. عندها، افرج (من تبقى من) الخاطفين بانفسهم عن الرهائن».

من جهة اخرى، اكد الوزير الالماني ان «قوات خاصة (المانية) كانت توجهت الى مصر للمساعدة في عملية الافراج اذا اقتضت الحاجة، لكنها لم تضطر الى التدخل». وكانت وزارة الخارجية الالمانية تحدثت بدورها عن هذا الامر. وذكرت مصادر في الاجهزة الامنية الالمانية ان ستة خاطفين قتلوا الاحد فيما كانوا يحاولون عبور حاجز من دون الرهائن، مؤكدة اعتقال اثنين منهم. واضافت ان الخاطفين يتحدرون من «قبائل محلية تعمل» على تخوم الحدود المصرية والسودانية والتشادية والليبية. وقالت وزارة الخارجية الالمانية ان السياح الالمان وصلوا الى برلين امس حيث كان اقاربهم في انتظارهم.