الجماعة الإسلامية في مصر تجدد دعوتها للإسلاميين إلى ترك السياسة

قالت إنهم لن يصلوا للحكم لا بالقوة ولا بالديمقراطية.. والإخوان يرفضون

TT

جددت «الجماعة الإسلامية» بمصر أمس دعوتها للإسلاميين لترك السياسة. ورفضت حركة الإخوان المسلمون ـ التي تُعتبر التيار الرئيسي المعارض في مصر هذه الدعوة. لكن الجماعة الإسلامية التي تخلت عن العنف ضد الدولة المصرية منذ أكثر من عشر سنوات، قالت في بيان لها بمناسبة عيد الفطر تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن الحركة الإسلامية لن تصل إلى الحكم لا بالقوة ولا حتى بالديمقراطية.

واضافت الجماعة: «تأكد لنا بعد طول تجربة وممارسة، وبقراءة واعية عاقلة للواقع أن الحركة الإسلامية لن تصل إلى الحكم لا بالقوة ولا حتى عن طريق صناديق الاقتراع وإذا وصلت إليه أجبرت على تركه.. وما الصومال والجزائر وغزة منا ببعيد». وانتقدت الجماعة الإسلامية ما قالت إنه إقصاء الحركة الإسلامية وتهميشها، ومحاولة إبعادها عن أداء دورها داخل الجسد الإسلامي، من جانب قوى كثيرة في الداخل والخارج، معتبرة هذا الإقصاء خسارة كبيرة للأمة وللأوطان. كما تطرق البيان إلى ما قال إنها أخطاء الحركة الإسلامية، وأضاف إنه.. «رغم انجازاتها ودورها التاريخي خلال القرن المنصرم في التصدي للتحديات التي تواجهها الأمة فإن عليها أن تعترف بأخطائها وإخفاقاتها، التي أخرت مسيرتها عقودا بأكملها نتيجة القصور في فهم مقاصد الشرع، ونتيجة الخلل في فهم الواقع المعاش، وواقع التغيرات السياسية دوليا وإقليميا ومحليا. وقالت الجماعة «آن للصلح بين الدولة والحركة الإسلامية أن يأخذ بعدا جديدا وفتح صفحة جديدة من التقدير المتبادل والتعاون على ما فيه مصلحة البلاد». ورفضت حركة الإخوان المسلمين المنخرطة في العمل السياسي وتستحوذ في الوقت الراهن على نحو 20% من مقاعد البرلمان المصري، بيان الجماعة الإسلامية، وما فيه من دعوة للتخلي عن العمل السياسي، واستبداله بالعمل الدعوي. وقال النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان، الدكتور محمد حبيب: هذا هو طريقنا الذي اخترناه وهذا هو طريقهم الذي اختاروه، مشيرا إلى أن العمل الإسلامي فيه متسع للجميع. ولاقت دعوة الجماعة الإسلامية حول ترك الإسلاميين للعمل بالسياسة ردود فعل متباينة. واعتبر الباحث السياسي الدكتور عمار علي حسن أن الإعلان بمثابة تراجع تكتيكي، مشيرا إلى أن الجماعة رأت أن ترك السياسة يأتي في إطار الضرورة الوقتية، فهي لا يمكنها تطبيق نموذجها وبالتالي تفضل عدم التفاعل مع السياسة. من جانبه رأى وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق اللواء فؤاد علام أن البيان يحتاج إلى التأني ومعرفة ماذا تقصد الجماعة بالتحديد، مشيرا إلى أن العمل السياسي لا يتعارض مع الدعوة وإنما يتعارض مع استغلال الدين في الترويج للسياسة.