«المحافظون» يتخلون عن مهاجمة براون ويدعون للاتحاد لمعالجة الأزمة الاقتصادية

بعد اتهام رئيس الوزراء بـ«عدم المسؤولية» المعارضة تغير نهجها

TT

في تطور لافت، تعهد رئيس حزب «المحافظين» البريطاني ديفيد كاميرون بالتعاون مع الحكومة وخصمه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لتخطي الازمة الاقتصادية التي تشغل السياسيين في بريطانيا. وجاء هذا الاعلان امس بعد ايام من انتقاد كاميرون لسياسات براون واتهامه بأنه مسؤول عن سياسات «عدم المسؤولية» التي ادت الى افلاس اكثر من مصرف بريطاني وتراجع الاسهم في البورصة البريطانية.

وقال كاميرون في خطاب مفاجئ في اليوم الثالث من مؤتمر حزب «المحافظين» السنوي العام بـ«عمل كل ما في وسعنا من اجل مساعدة الحكومة حماية امننا المالي». ولم يكن من المتوقع ان يلقي كاميرون خطاباً امس ولم يكن على جدول اعمال المؤتمر المنعقد في برمينغهام، الا انه قرر القاء خطابه على خلفية رفض الكونغرس الاميركي المصادقة على خطة انقاذ الاسواق المالية بدعم قيمته 700 مليار دولار وبعد اجتماع براون برئيس البنك المركزي البريطاني ميرفن كينغ. واضاف كاميرون انه من الضروري عدم السماح لـ«النزاعات السياسية» التي شهدتها الولايات المتحدة ان تتكرر في بريطانيا وتؤثر على جهود معالجة الازمة الاقتصادية. وصرح بأن «في بريطانيا لنكون متحدين وسنجد طريقة للنجاح سوياً»، وتابع: «هذه لحظة تختبر الديمقراطيات وعلينا ان نظهر باننا قادرون على معالجة الازمة ومصاعب اخرى مثل هذه». وتراجع كاميرون عن مقترحه بمنع البنك المركزي البريطاني من انقاذ البنوك المفلسة، في تراجع مهم في صالح الحكومة. وفي هذا الاطار، ترك وزير المالية في حكومة الظل جورج اوسبورن المؤتمر المنعقد في مدينة برمينغهام امس ليعود الى العاصمة لندن حيث التقى بوزير المالية اليستير دارلينغ. وقال اوسبورن في بيان على الموقع الالكتروني للحزب «لن نسمح للسياسات الحزبية ان تكون في طريق معالجة الازمة»، مضيفاً: «مبدأنا واضح، علينا حماية دافع الضرائب اينما نقدر والعمل على استقرار النظام (المالي)». وتعتبر تصريحات كاميرون واوسبورن نجاحا سياسيا لبراون الذي يصارع من اجل انقاذ شعبيته المتراجعة في بريطانيا. وكان براون قد شدد في المؤتمر السنوي لحزب «العمال» الحاكم الاسبوع الماضي على خبرته الاقتصادية بعد ان كان وزيراً للمالية لاكثر من عقد، معتبراً انه افضل من يمكنه معالجة هذه الازمة. ورد كاميرون على هذه التصريحات باتهام براون في مقال رأي نشر يوم الاحد الماضي بأنه «المسؤول عن عصر عدم المسؤولية» في نشاطات المصارف البريطانية. الا ان استطلاعات الرأي خلال الاسبوع الماضي اظهرت تحسن شعبية براون، فبعدما كان حزب «العمال» اكثر من 20 نقطة وراء حزب «المحافظين»، اظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «ذا غارديان» يوم السبت ان الفارق بينهما بات فقط 9 نقاط. ويبدو ان هذه النتائج دفعت كاميرون الى مراجعة سياسته وتخليه عن مهاجمة براون مباشرة في وقت تشهد البلاد عدم استقرار يهدد الاقتصاد البريطاني.