خطبة العيد في بروكسل ولاهاي ناشدت شباب المسلمين الابتعاد عن الجنوح والتجاوزات

الملايين احتفلوا بعيد الفطر المبارك في العالمين العربي والإسلامي

أطفال أفغان يركبون أرجوحة دوامة الخيل في أول أيام عيد الفطر بالعاصمة كابل (رويترز)
TT

أدت امس جموع كبيرة من المسلمين شعائر صلاة عيد الفطر المبارك في العديد من الدول العربية والإسلامية، وكانت السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والأردن وليبيا ولبنان والأراضي الفلسطينية والسودان وكذلك الوقف السني العراقي أعلنت أن أمس أول أيام العيد. وفي جيبوتي أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن العيد بدأ أمس بعد ثبوت رؤية الهلال في دول مجاورة؛ حيث أعلن مجلس العلماء في كينيا ثبوت رؤية الهلال مساء أول من أمس، وهو ما أعلنته أيضا جهاتٌ ممثلةٌ في كل من أوغندا وتنزانيا وإثيوبيا. من جهة أخرى أدى ما يزيد على نصف مليون شخص من أبناء الجاليات الإسلامية والعربية في بلجيكا، معظمهم من المغاربة، صلاة عيد الفطر المبارك امس في المساجد المنتشرة في مختلف المقاطعات البلجيكية، حيث يوجد ما يقرب من 380 مسجداً. وتبادل الجميع التهاني بحلول عيد الفطر المبارك عقب انتهاء صلاة العيد والتي أعقبتها خطبة العيد التي تناول خلالها الأئمة عددا من الموضوعات التي تهم ابناء الجاليات المسلمة المقيمين في الخارج. وركز عدد من الأئمة، وخاصة في مقاطعات بروكسل وانتويرب،على دعوة الشباب من صغار السن، ابناء الجالية المسلمة الى ضرورة الالتزام بالقوانين ونقل صورة مشرفة للمهاجر المسلم واختيار الطريق السليم والبعد عن الانخراط في الامور التي قد تنتهي بصاحبها الى عالم الجريمة والضياع، وطالب الأئمة شباب الجاليات المسلمة بأن يحاولوا دائماً الحفاظ على الهدوء وعدم اللجوء الى العنف بل استعمال اسلوب الحوار من اجل الحصول على حقوقهم، والعمل دائماً على اعطاء صورة طيبة وايجابية عن المسلمين والاسلام، حتى لا يستغل اعداء الاسلام مثل هذه الاحداث لتشويه صورة المسلمين والاسلام، وجاء ذلك بعد أن طالب اتحاد المساجد في مقاطعة الفلاندر البلجيكية، بضرورة التشدد في التعامل مع ظاهرة جنوح الشبان المهاجرين. وقال محمد الشعيبي، رئيس اتحاد مساجد مقاطعة الفلاندر البلجيكية، في حديث لصحيفة «ديمورغن» اليومية انه يجب انتهاج خط أكثر تشددا في التعامل مع الشبان والقاصرين، الذين ينتمون للجالية المهاجرة، ويقومون بأعمال عنف وسطو وتجاوزات أخرى مختلفة.

وفي هولندا أدى ما يقرب من مليون مسلم صلاة العيد في اكثر من 500 مسجد متفرقة في انحاد البلاد، ودارت خطبة العيد في بعض من تلك المساجد حول نفس الموضوع، ودعوة الشباب المسلم الى التزام الهدوء واتباع القوانين، والإجراءات المعمول بها في المجتمع الذي يحتضن الجميع. وتريد الفعاليات الإسلامية في هولندا وبلجيكا تحميل السلطات المحلية جزءا من تداعيات ما يقوم به بعض المهاجرين من أعمال غير قانونية، والتي تعتبر مصدرا من مصادر ارتفاع ظاهرة العنصرية في أوروبا وتعزيز مواقف اليمين المتطرف.

وفي ألمانيا أعلن المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية، الذي يضم أربعة من أكبر المنظمات الإسلامية، أن العيد يبدأ امس، تماشيا مع تركيا؛ إذ أن غالبية مسلمي ألمانيا من أصول تركية. نفس البداية للعيد أعلنها أيضا المجلس الثقافي الإسلامي والوقف الإسكندنافي والرابطة الإسلامية في الدنمارك. كذلك أعلن محمد صفوان حسنة مدير «جمعية الوقف الإسلامي» بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا أن العيد بدأ أمس، وهو ما أعلنه أيضا منيب الراوي مدير جمعية الوقف الإسلامي في مدينة برنو بجمهورية التشيك. ومن جهته، قدم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ووزير خارجيته ديفيد ميليباند التهاني للمسلمين بمناسبة عيد الفطر. وجاء في رسالة براون التي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها: «يسعدني أن أتوجه بأطيب التمنيات لجميع المسلمين بمناسبة عيد الفطر»، مضيفاً: «أعلم بأن عيد الفطر مناسبة سعيدة لجميع المسلمين، وهو كذلك يوم العرفان لأيام البركة التي ننعم بها في حياتنا» ولفت الى ان العيد «مناسبة تجمع الأصدقاء والعائلات، وتشجع المسلمين على الاستمرار بتطبيق تعاليم شهر رمضان طوال العام ـ وخصوصا دروس العطاء والترابط الاجتماعي والصدقات»، مضيفاً: «القيم المشتركة تنعكس في الجود والكرم الذي أبداه المسلمون البريطانيون على مر السنين من خلال مساعدتهم لمن هم أقل حظا منهم في أنحاء العالم». وكرر ميليباند هذه التهنئة في رسالة موجهة لتهنئة المسلمين بحلول عيد الفطر. وقال: «إنني أدرك بأن عيد الفطر مناسبة سعيدة يحتفل بها المسلمون، وهي كذلك فرصة لباقي المواطنين في بريطانيا لفهم مبادئ عقيدة المسلمين هنا».