أوساط عسكرية إسرائيلية يئست من إطلاق شليط.. وتطالب باستئناف خطة اجتياح غزة

TT

كشف مصدر عسكري إسرائيلي ان أوساطا واسعة في أجهزة الأمن والجيش توصلت الى القناعة بأن حركة حماس لن تطلق سراح الجندي الأسير، جلعاد شليط، حتى لو تجاوبت الحكومة الإسرائيلية مع كل طلباتها وأطلقت سراح جميع الاسرى (450 اسيرا) الذين تطالب بالافراج عنهم.

وقال المصدر ان المخابرات الاسرائيلية، التي كانت قد اعترضت من البداية على التهدئة تقول اليوم ان توقعاتها حول استراتيجية حماس في المفاوضات حول شليط تحققت. وان حماس تستغل هذه التهدئة لتغيير قوانين اللعبة في المنطقة. وهي تسعى لفرض الاعتراف بقوتها وبحكمها في قطاع غزة لتخليد الانقسام الفلسطيني الداخلي، وتفضل الوضع القائم الذي تبدو فيه قوة راسخة في صفوف الفلسطينيين على اطلاق سراح الأسرى.

ويضيف المصدر ان قادة المخابرات يؤكدون في المناقشات الجارية في المؤسسات الأمنية والسياسية في إسرائيل ان حماس أضافت شروطا جديدة لإطلاق سراح شليط على الشروط التي كانت طرحتها في بداية المفاوضات، مثل: الطلب من مصر تعهدا عربيا وإسرائيليا بأن لا تقدم أي قوة على الإطاحة بحكمها في قطاع غزة وأن تقدم (مصر) خطة أمنية واضحة تضمن بقاء هذا الحكم، وأن يتعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بوقف ملاحقة رجالات حماس في الضفة الغربية. ويعرب قادة المخابرات الاسرائيلية، حسب هذا المصدر، عن قناعتهم بأن العرب بدأوا يقبلون حماس بفضل الموافقة الاسرائيلية على التهدئة. ويقدمون مثلا على ذلك في التطور الذي جرى في الأردن حيال الحركة حيث اجتمع قادة المخابرات الأردنية مع عدد من قيادة الحركة وأبلغوهم بموافقة الملك عبد الله بن الحسين على عودة قادة حماس الى الأردن شرط ألا يعملوا في صفوف الفلسطينيين الأردنيين. وقالوا ان الموقف الأردني يشكل خطا أحمر بالنسبة للمصالح الإسرائيلية يشير الى مدى نجاح خطة حماس.

وتستخلص المخابرات الاسرائيلية من هذا التحليل ان حماس ترى ان مصلحتها تقتضي الاحتفاظ بشليط والمراوغة في المفاوضات، حتى لو وافقت اسرائيل على كل شروطها. وتنصح بتغيير التكتيك الإسرائيلي واتخاذ خطوات عملية تؤدي لإطلاق شليط، منها العودة لممارسة الضغوط العسكرية على قيادة حماس في المرحلة الأولى، مثل الغاء التهدئة والعودة الى الاغتيالات والقصف المدفعي والحصار الاقتصادي الكامل. فإذا لم تنفع هذه الممارسات في تغيير الموقف واطلاق شليط، يكون اللجوء للعمليات العسكرية الكبرى هو الحل.

ويلقى هذا الموقف تأييدا في بعض الأوساط العسكرية، بينما ترى أوساط أخرى ان على الحكومة ان تدرك أن اعادة الاحتلال يكلف ثمنا باهظا في الأرواح. يذكر ان وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، كان قد زار مصر في ستمبر (ايلول) الماضي والتقى الرئيس حسني مبارك وتباحث معه مطولا في هذا الموضوع وأبدى بعض المرونة في التجاوب مع مطالب حماس وحاول طرح فكرة لتعميق التفاهم مع حماس حول هدنة طويلة الأمد. وبعدما عاد الى اسرائيل اجتمعت اللجنة الوزارية المكلفة بموضوع المفاوضات مع حماس، التي يرأسها نائب رئيس الوزراء، حايم رامون، وأجرت عدة تعديلات على قائمة حماس بأسماء الأسرى المطلوب اطلاق سراحهم لقاء شليط. وبموجب هذه التعديلات وافقت اسرائيل على اطلاق سراح نصف عدد الأسرى الذين تطلبهم حماس وتقترح أسماء عدد آخر من الأسرى.