الصحوة: وضعنا تحت إشراف الحكومة يعني نهايتنا وعودة «القاعدة»

أحد قادتها لـ«الشرق الأوسط»: إذا لم تف الحكومة بتعهداتها ستكون لنا كلمتنا

صبي عراقي يحدق في عنصر صحوة وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما انتقلت أمس المسؤولية عن اكثر من 100 الف عنصر في «مجالس الصحوة» التي تحارب تنظيم القاعدة من القوات الأميركية الى الحكومة العراقية، اعتبر احد قادة هؤلاء المسلحين الاجراء «نهاية مبرمجة» لهم وحذروا من عودة تنظيم القاعدة.

وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل ديفيد راسل ان «قوات التحالف تقوم الاربعاء (امس) بنقل مسؤولية ابناء العراق الى الحكومة العراقية» دون مزيد من التفاصيل. وقد وافقت الحكومة العراقية على تسلم مسؤولية جميع عناصر الصحوة، الذين يطلق عليهم الاميركيون تسمية «أبناء العراق»، اعتبارا من الاول من اكتوبر (تشرين الاول) على ان ينطبق ذلك اولا على 54 الف عنصر في محافظة بغداد ثم في باقي المحافظات. وقال مستشار الامن الوطني موفق الربيعي لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحكومة العراقية «ستتولى دفع رواتب هذه العناصر اعتبارا من 31 اكتوبر الحالي». وحجم الرواتب 15 مليون دولار شهريا ويبلغ المعدل الوسطي 300 دولار للعنصر. وكان قائد القوات الاميركية في بغداد الميجور جنرال جيفري هاموند قال الاسبوع الماضي ان بغداد ستبدأ دفع الرواتب في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويسود الاعتقاد على نطاق واسع بان الحكومة العراقية ذات الغالبية الشيعية لا تبدي ثقة كبيرة بقوات الصحوة. ويؤكد مسؤولون عراقيون ان 20 في المائة من هؤلاء المقاتلين سينضمون الى صفوف الجيش والشرطة في حين سيتولى الاخرون وظائف مدنية. لكن القلق يسود حيال مصير الثمانين في المائة الاخرين خوفا من حملهم السلاح بوجه القوات الاميركية والعراقية مجددا. الا ان الربيعي يؤكد ان الحكومة «قادرة على ادارة ملف التسليم ووضعت خطة مفصلة لهذا الغرض مع قوات التحالف» من دون ان يكشف عن مضمونها. وقال ايضا ان «الامن يبقى اولى اولوياتنا وسنواصل توظيف الاعداد الضرورية من قوات الصحوة تحت اشراف القوات العراقية، وجميع المتطوعين سيعاملون على قدم المساواة». واضاف ان الحكومة «تعهدت ضمان مستقبلهم الاقتصادي».

مسؤول قيادة صحوات منطقة الفضل ووسط بغداد خالد القيسي قال «نحن نرحب أن نكون سلاحا بيد الدولة» لكنه اضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» امس ان «الـ20% التي أعطتها لنا الدولة قليلة بحق رجال قاتلوا وضحوا بدمائهم من اجل تخليص العراق من القاعدة والميليشيات». وعن طبيعة عمل الصحوات في ظل الترتيب الجديد، قال القيسي «الاتفاق الأولي هو أن تكون نقاط الدوريات والسيطرات مشتركة بين الصحوة والقوات الأمنية.. لكن حتى الآن لا نعلم ماذا يدور في تفكير الحكومة تجاهنا، خاصة ونحن أبلغناهم أننا لدينا تحفظات حول كثير من الأمور، منها عدم موافقتنا على نسبة الـ20% ونريد دمجا كامل لجميع أفراد الصحوة ليس في بغداد بل في كل العراق أسوة بقوات تابعة لجهات سياسية أخرى».

وبالنسبة لمخاوف عناصر الصحوة من أمكانية ملاحقة بعضهم من قبل جهات حكومية تحت ذريعة تورطهم بعمليات إرهابية، أكد مسؤول صحوة وسط بغداد «أننا شددنا مرارا على رفضنا التام لاعتقال أي قائد من قيادات الصحوة أو حتى عناصرها». كما شدد على عدم أمكانية أن تقوم قيادة الصحوة بتسليم أي عنصر يعمل ضمنها للحكومة «كوننا جهة عملنا لمدة سنتين مع الدولة والأميركيين وليس بيننا مطلوبين». وعن امكانية وفاء الحكومة بتعهداتها وايجاد عمل لعناصر الصحة، قال القيسي «منذ عامين لم يعين احد من أفراد قواتي لا في الشرطة ولا الجيش ومنطقتنا فيها ما يقرب 400 ألف نسمة، وهنا أقول نعم توجد مصداقية من قبل الحكومة لكن تأثير بعض الأحزاب وبخاصة المجلس الأعلى يحول دون أيفاء الحكومة بتعهداتها».

وعما اذا كانت الصحوات قد قدمت تعهدات للحكومة مقابل الدمج، اجاب القيسي «لم نعط أي تعهد لأي جهة كانت وكل ما عملناه هو ملء استمارات فقط كي يكون وجودنا في الساحة بشكل رسمي وتعهدنا الوحيد هو تخليص بلدنا من القاعدة والميليشيات ونتعاون مع الشيعة لأجل ذلك».

وبسؤاله عن ردهم في حال عدم التزام الحكومة بتعهداتها، أجاب القيسي «نحن نمثل مقاومة عراقية وعملنا مع الأميركيين بعد أن وجدناهم جادون في محاربة القاعدة والميليشيات والإرهاب وإذا الحكومة العراقية لم تلتزم بكلامها فلدينا قادة سيكون لهم قول أيضا حينها وأقول لكل حادث حديث ولكل زمان رجاله». وفي الدورة (جنوب بغداد) يعتبر عناصر الصحوة وضعهم تحت سيطرة الحكومة نهاية مبرمجة لهم، وعودة للقاعدة بقوة الى هذا الحي، مع ما يتضمنه ذلك من عمليات انتقام. ويقول ابو صالح قائد قوات الصحوة في حي الدورة «انها عملية جيدة على الورق» معبرا عن سعادته بالعمل «مجددا مع اشقائي العراقيين». لكنه يستدرك قائلا «ولكننا سنخسر 80% من رجالنا في الواقع». ويضيف «لم نتلق اي اقتراحات حول الوظائف حتى الان. ولا ندري من سيدفع لنا رواتبنا، في الاجمال لا نعرف اي شيء». وردا على سؤال عما سيحدث في الموعد المحدد، اجاب وهو ينفث دخان السيجارة «لا شيء. سنبقى في الشوارع بانتظار تحديد مصيرنا». يؤكد ابو صالح ان العملية تعني «نهاية قريبة للصحوة وعودة القاعدة».