طهران تنسحب لصالح دمشق باقتراع مجلس أمناء وكالة الطاقة .. والمنافسة بين سورية وأفغانستان

مندوب أفغانستان بالوكالة لـ«الشرق الاوسط» : لا نخجل من دعم أميركا لنا.. ونحن المرشح الأقوى ونحظى بدعم دول عربية

TT

من المقرر ان يحسم المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في جلسته الختامية يوم غد، واحدة من اكثر القضايا اهمية وهي تكملة عضوية مجلس امناء الوكالة الذي يتكون من 35 دولة، باختيار مندوبا للمنطقة الجغرافية لدول شرق آسيا والشرق الاوسط، والتي فشلت المجموعة في حسمها بالاتفاق على مرشح من بين الدولتين المتمسكتين بترشيحهما حتى اللحظة وهما سورية وافغانستان، والتي تحظى كلا منهما بتأييد عدد من الدول ومعارضة شديدة من دول اخرى، ما سيطر المؤتمر لحسم الامر بتصويت عام سري في معركة اخذت ابعادا سياسيا.

وكان ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، اعلن أمس إن إيران تخلت عن ترشيحها لمجلس أمناء الوكالة لدعم ترشيح سورية. من جانبه أكد مصدر سوري لـ«الشرق الاوسط» ان بلاده ستخوض المعركة حتى نهايتها، مشيرا الى ان ترشيحهم يعتبر امرا وزاريا بتأييد من جامعة الدول العربية، وانهم يحظون بتأييد واسع. من جانبه اكد القائم بالاعمال بسفارة افغانستان لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحيد موناور، ورئيس الوفد الافغاني للمؤتمر العام 145 للوكالة، في لقاء خاص مع «الشرق الاوسط» ان بلاده تتمسك بموقفها كمرشح لعضوية مجلس امناء الوكالة عن منطقة جنوب شرق آسيا والشرق الاوسط، لايمانها بانها افضل من يمكنه عكس وجهة نظر دولة اسلامية بالمجلس. مؤكدا انهم المرشح الاقوى حظا بل انهم يحظون حتى بتأييد اكثر من دولة عربية واسلامية، في المعركة التي سيحسمها تصويت مندوبي الدول الـ145 اعضاء الوكالة في جلسة الغد لاختيار بلاده او سورية، وذلك بعد اعلان ايران رسميا انسحابها، بالاضافة لعدم قانونية عضوية كازاخستان لتلك المنطقة جغرافيا مما لا يجعل لاعلانها الترشيح اية اهمية. وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» عن الفهم العام ان وقوف بلاده ضد سورية ما هو الا محاولة اميركية لصد سورية من عضوية مجلس الامناء، وان افغانستان ما كان من الممكن ان تترشح لولا الدعم الأميركي، واشار الى ان الدعم الاميركي لترشيحهم ليس امرا يخجلون منه، متسائلا «هل يريدوننا ان نأسف لعلاقتنا مع الولايات المتحدة او من الدعم الذي يقدمه لنا المجتمع الدولي؟». مواصلا اين كان الجميع عندما كان الافغان يموتون؟ والمرأة الافغانستانية تذبح؟ اين كان العرب وكم هي مساهمة الجامعة العربية في تعمير وبناء افغانستان بعد التدمير الذي تعرضت له؟ مواصلا انهم يقيمون أهمية الدعم الأميركي في كل المجالات. مشيرا الى ان الاتهام لبلاده بانها ستصبح مجرد مطية أميركية داخل مجلس الامناء، اتهام يصدر من ذات المجموعات والكتل التي تساهم في تخلف افغانستان والتي تصدر اليها الارهاب. وأوضح ان اصرار بلاده على عضوية مجلس الامناء لا يأتي ضد سورية التي لا يحملون لها الا كل الود والاحترام، وانما لايمانهم بحقهم كأي دولة عضو في الانضمام لمجلس الامناء لخدمة مصالحها ومصالح مجموعتها، خاصة انهم كدولة اسلامية يمكنهم ان يقدموا فهما افضل للمشاكل والاحتياجات للمنطقة التي يمثلونها، ولما يمكن ان تقدمه الوكالة في كل المجالات. مشيرا الى ان حكومته اتخذت هذا القرار لايمانها ان هذا هو التوقيت المناسب لتشارك افغانستان في محفل عالمي كهذا، خاصة ان افغانستان تعاني من انتهاكات تتعرض لها من جهات تحاول ان تجعل الاراضي الافغانية مفتوحة للارهابيين لمزيد من الانتشار النووي.

من جهة اخرى نفى ان يكون موقفهم موقفا انقساميا سيقود للتصويت. وذاك امر لا يحبذ كثيرا لسعي الاعضاء عادة للاتفاق جماعيا على القرارات، مشيرا الى انهم يفتخرون بموقفهم، وبما يحظون به من دعم وتأييد من دول عديدة مثل اليابان ودول المجموعة الاوروبية، بما في ذلك عددا كبيرا من الدول الافريقية، ودول مجموعة عدم الانحياز، والمؤتمر الاسلامي بما في ذلك دولا عربية، متسائلا ان كنا نؤمن حقيقة ان دول كلبنان وقطر وحتى الكويت ستصوت لسورية، دع عنك ان التصويت سيكون سريا؟ وردا على سؤال ان كانت بلادهم في وضع يجعلها مؤهلة للمنصب؟ اوضح انهم على اهبة الاستعداد للقيام بكل ما يتطلبه المنصب من مهام، ولخدمة الجميع، مشددا انهم سيصبحون جسرا لاعادة الوحدة والتماسك داخل المجلس. يذكر ان مجلس أمناء الوكالة يضم 35 عضوا يتم اختيارهم كالتالي: 13 عضوا يتم اختيارهم من خلال المجلس وتكون عضويتهم لمدة سنة. 22 عضوا يتم انتخابهم كل عام من قبل المؤتمر العام وتكون عضويتهم لمدة سنتين ويكون توزيعهم بالشكل التالي: 5 من أميركا اللاتينية، 4 من أوروبا الغربية، 3 من شرق أوروبا، 4 من أفريقيا، 2 من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، 1 من جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادي، 1 من الشرق الأقصى، 1 (بالتناوب) من: الشرق الأوسط وجنوب آسيا أو جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادي أو الشرق الأقصى، 1 (بالتناوب) من: الشرق الأوسط وجنوب آسيا أو جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادي أو أفريقيا. من ناحيته، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان الوكالة تحتاج الى مزيد من الاموال والصلاحيات لمواجهة التحديات المتنامية نتيجة انتشار الاسلحة في العالم. وأوضح البرادعي في منتدى علمي حول الدور المستقبلي للوكالة «لسنا في الموقع الأمثل للتكيف مع التحديات المتزايدة التي نواجهها». واضاف ان العالم تغير بشكل كبير منذ انشاء الوكالة قبل خمسين سنة وكذلك مجال نشاطات الوكالة، مشيرا الى منع الانتشار النووي واجراءات السلامة في هذا القطاع والأمن ونزع الأسلحة.

الى ذلك وبالتزامن مع عقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمؤتمرها العام في العاصمة النمساوية فيينا، جددت مصر أمس رفضها التصديق على معاهدة الوقف الشامل للتجارب الذرية إذا لم تصادق عليها إسرائيل. وقال السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية والخبير الدولي في شؤون التسلح ومنع الانتشار النووي «مصر ترفض التصديق على معاهدة الوقف الشامل للتجارب الذرية، وكذلك إسرائيل، ومصر لن تصدق عليها إلا إذا صادقت إسرائيل».

وأضاف السفير شاكر في تصريحات له أمس «لا بد من تصديق 44 دولة ـ على المعاهدة حتى تدخل حيز النفاذ، إلا أن هناك 8 دول لم تصدق حتى الآن منها مصر إسرائيل أميركا، الهند، باكستان، كوريا الشمالية، وإيران».