جعجع: كلام الأسد «تصريح خطير جدا» وهو بمثابة تمهيد للتدخل عسكريا في لبنان

تساءل على ماذا ارتكز ليعتبر الشمال قاعدة للتطرف

TT

وصف رئيس الهيئة التنفذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع، في حديث الى محطة «العربية» التلفزيونية، تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «ليس تصريحا عاديا، إنما هو تصريح خطير جدا». واذ علق على ما قاله الأسد من «ان شمال لبنان بات قاعدة حقيقية للتطرف تشكل خطرا على سورية»، سأل: «اولا، كيف أصبح شمال لبنان يشكل قاعدة خطيرة للتطرف، وعلى ماذا ارتكز الرئيس السوري في قوله هذا؟ فمن يسمع هذا الكلام يتخيل له أن شمال لبنان أصبح مثل قندهار او مثل وزيرستان أو مثل أي بقعة آخرى يتغلغل فيها الأصوليون الجهاديون، علما أن هناك أصوليين غير جهاديين لديهم رأي سياسي لا يطال أحدا بالسوء. من هنا لا يمكن أن يكون شمال لبنان قندهار أو وزيرستان. فإذا أجرينا مسحا للشمال لوجدنا أن 99 في المائة من سكانه معتدلون، وأصر على ذلك، وهم معتدلون جدا، ولديهم انتماءات سياسية واضحة المعالم، تتجسد في أكبر تيار معروف الانتماء والتوجهات هو تيار «المستقبل»، بالإضافة الى شخصيات مستقلة آخرى كمصباح الأحدب ومحمد الصفدي وطلال المرعبي وغيرهم. من هنا القول ان الشمال بات قاعدة حقيقية للتطرف لا ينطبق، ولا بأي شكل من الاشكال، على الواقع، وبالتالي فإن كلام الاسد يحمل في طياته خلفيات معينة». وأضاف: «مثلا، في معرض حديثنا عن الانفجار في طرابلس لا بد من التوضيح إن المجموعة الجهادية الوحيدة، التي وجدت في شمال لبنان هي «فتح الاسلام» وهي صنيعة المخابرات السورية، والجميع يعرف ذلك، بما فيها الاوساط الأمنية والقضائية، والأعمال العنفية الوحيدة التى حصلت في لبنان منذ خروج الجيش السوري هي صنيعة «فتح الاسلام». أما في ما خص عمليتي البحصاص والتل وقبلهما في العبدة، فكل هذه العمليات استهدفت مراكز عسكرية للجيش. والاحتمال الاكبر لدى القوى الامنية أن تكون بقايا عناصر من «فتح الاسلام» هي من يقوم بعمليات انتقام منه. لذا، أقول لا يوجد أي عنف في شمال لبنان، وليس هنالك أي تطرف يشكل خطرا على لبنان أو على سورية. وأطلب من الرئيس الأسد أن يرشدنا الى تلك المجموعات المتطرفة، وما هي الاعمال التي تقوم بها باستثناء الاعمال التي كانت وما زالت تقوم بها مجموعات «فتح الاسلام» انتقاما من الجيش. لذلك أعتبر أن كلام الأسد هو بمثابة تمهيد للتدخل مجددا عسكريا في لبنان، وما يقوله هو تمهيد لهذا الجو، ويصور شمال لبنان انه قاعدة فعلية للارهاب، وهذا غير صحيح على الاطلاق». وناشد جعجع جامعة الدول العربية، أن «تتحمل مسؤولياتها، وأتمنى على كل الوسائل الاعلامية العربية منها والأجنبية، أن تقوم بجولة شاملة في مناطق الشمال، حتى تتبلور الامور لتتأكد من عدم صحة كلام الأسد». وأكد ثقته بقدرة الجيش اللبناني على «محاربة الارهاب إذا كان موجودا في لبنان، والكل يعرف أنه بمجرد ظهور أي «ذنَب من أذناب الارهاب»، وهم بغالبيتهم مرسلون من المخابرات السورية، نعرف كيف يتصرف الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية.. وإذا كان هنالك من إرهاب فمعالجته لا تكون إلا على يد الأجهزة الأمنية اللبنانية كما حصل قبل عامين، حين بدأ تشكيل خلية ارهابية لـ«القاعدة» في بيروت، كيف تم اعتقالها ووضعها في السجون، وكيف تعامل الجيش مع خطر «فتح الاسلام» وعملية عين علق.. أما بخصوص الجيش السوري فليتحمل مسؤولياته، وليقل لنا من اغتال عماد مغنية والعميد محمد سليمان، ومن وضع متفجرة الشام قبل أن يفكر بمساعدة لبنان، ويقول ان شمال لبنان يشكل خطرا على سورية. لقد نشروا ما بين 10 آلاف و12 الف عسكري سوري من الوحدات الخاصة، على امتداد 45 كيلومترا من الحدود الشمالية، ألا تكفي هذه القوات لمنع الارهاب، وإذا لم تستطع القيام بذلك، فهي لن تستطيع حماية سورية في أي مكان آخر».