الإسلاميون يهدمون كنيسة في جنوب الصومال.. رداً على هدم مسجد بإثيوبيا

الصومال يؤيد دور روسيا في القوقاز وسيعترف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية

TT

قام المقاتلون الإسلاميون من «تنظيم الشباب» الذين يسيطرون على مدينة كيسمايو الساحلية بجنوب الصومال (500 كلم الى الجنوب من مقديشو)، أمس، بهدم الكاتدرائية الكاثوليكية في المدينة. وكشف قيادي في «تنظيم الشباب» أن المقاتلين يعتزمون بناء مسجد على أنقاض الكنيسة رداً على قيام السلطات الإثيوبية بهدم مسجد في مدينة هرر بشرق إثيوبيا وإقامة كنيسة مكانها. ويأتي هذا بعد شهر من استيلاء مقاتلي «تنظيم الشباب» وتنظيمات أخرى متحالفة معه على المدينة.

وبدأت عملية الهدم بعد أداء صلاة العيد، حيث باشر أنصار «تنظيم الشباب» هدم مبنى الكاتدرائية الضخم الذي شيد أثناء الاحتلال الإيطالي لجنوب الصومال بداية القرن الماضي، وهي رابع كاتدرائية يتم هدمها على يد إسلاميين متشددين في السنوات الماضية وبينها الكاتدرائية الكاثوليكية في مقديشو.

وكان نشاط الكاتدرائية الكاثوليكية في كيسمايو قد توقف في نهاية الثمانينيات وتحولت إلى مأوى لمئات الأسر الصومالية الفقيرة النازحة التي فقدت منازلها بسبب الحرب الأهلية. ومع انتشار الكنيسة الكاثوليكية التي بناها الاحتلال الايطالي في المدن الرئيسية بجنوب الصومال، فإن معتنقي الديانة المسيحية في البلاد على يد الإرساليات التبشيرية لا يتجاوزون المائة فرد، حسب المصادر الكنسية، ويعيشون في ظروف سرية، وقتل عدد من المبشرين المحليين على يد مسلحين إسلاميين. وقد اغتيل الأسقف الإيطالي سلفاتوري كلومبو آخر أسقف لأبرشية مقديشو في يوليو (تموز) 1989 في ظروف غامضة، ووجهت التهمة حينذاك الى متشددين إسلاميين. ومنذ اغتيال كلومبو لم يتم تعيين أسقف لأبرشية مقديشو، وتشرف أبرشية جيبوتي على مصالح الكنيسة الكاثوليكية في الصومال. ويرى مراقبون إن إقدام الإسلاميين على هدم الكاتدرائية الكاثوليكية في كيسمايو، والتبرير الذي أعطي لذلك، من شأنه أن يضفي على الصراع في القرن الأفريقي بعداً دينياً. وفي شأن متصل، أعلن الصومال ـ على لسان سفيره لدى موسكو، محمد هاندولي ـ امس، عن تأييده للدور الذي تقوم به روسيا في القوقاز. وقال هاندولي إن الحكومة الصومالية تفكر في اعلان اعترافها باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وتبادل العلاقات الدبلوماسية معهما في القريب العاجل. واشار السفير الصومالي في تصريحات نقلتها وكالة انباء «انترفاكس» الى ان بلاده ستمنح السفن الحربية الروسية وضعية خاصة تكفل لها حق دخول مياهها الاقليمية ومكافحة القرصنة البحرية هناك، سواء في البحر أو في البر، إذا حاول القراصنة الفرار. وأعرب عن شكره لروسيا على تقديم خبراتها في هذا الشأن. وقال ان روسيا واوكرانيا ستمنحان حق محاكمة القراصنة البحريين في حال القبض عليهم. وكشف عن مشاورات على المستوى الدبلوماسي تجريها بلاده مع روسيا حول إنشاء حرس السواحل بمساعدة حرس الحدود وأجهزة الأمن الروسية، مؤكدا اهتمام الصومال بالتعاون التقني العسكري معها. وكانت هيئة أركان البحرية الروسية قد أعلنت عن قرارها بشأن إرسال السفن الحربية لحماية سفنها المدنية في المناطق المتاخمة للسواحل الصومالية من القراصنة البحريين. وقال الادميرال فلاديمير فيسوتسكي قائد البحرية الروسية ان السفن الروسية بقيادة السفينة «ني اوستراشيمي» من سفن حرس السواحل انطلقت قاصدة الشواطئ الصومالية في 24 سبتمبر (ايلول) الماضي بهدف تنفيذ هذه المهمة، لكنها لن تشارك في أية عمليات دولية جماعية.

وأشار القاضي اناتولي كولودكين، ممثل روسيا في المحكمة الدولية التابعة للامم المتحدة لقانون البحار، الى ان السفن الروسية ستحصل على حق دخول المياه الاقليمية الصومالية فيما يمكن للاجهزة القضائية الروسية محاكمة القراصنة بعد توقيع اتفاقية خاصة بين روسيا والصومال.

واشارت المصادر الروسية الى ان الصومال وقّع مثل هذه الاتفاقية مع 11 بلدا، بما في ذلك الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا وكندا وهولندا. وكانت روسيا قد اعربت اكثر من مرة عن قلقها المتزايد ازاء الاعتداءات المتكررة على السفن الروسية قريباً من الشواطئ الصومالية، مؤكدة ان هذه الاعتداءات تتزايد بما يشكل خطراً لا يمكن السكوت عليه وهو ما أقره مجلس الامن الدولي من خلال قراره الذي يعطي حق التصدي للمعتدين على مقربة من الشواطئ الصومالية.

ويأتي هذا في وقت قال مسؤول ملاحي أمس إن المفاوضات جارية لتحرير السفينة الأوكرانية التي خطفها قراصنة صوماليون وعلى متنها 33 دبابة وأسلحة أخرى. ويطالب المسلحون بفدية قدرها 20 مليون دولار لاطلاق سراح السفينة «ام. في. فاينا» التي خطفت الاسبوع الماضي في عملية سلطت الضوء على القرصنة المتفشية في واحد من أشد الممرات البحرية ازدحاما في العالم.