نواب بحرينيون يهددون باستجواب وزير الخارجية بعد دعوته لإنشاء منظمة إقليمية تضم إسرائيل

رئيس لجنة الشؤون الخارجية: الوزير لا يجرؤ على التطبيع.. وهناك ضوء أخضر من سلطات عليا

TT

هدد نواب بحرينيون باستجواب وزير الخارجية البحريني بعيد دعوته لإنشاء منظمة إقليمية تشارك بها إسرائيل. ومن المنتظر أن يشهد دور الانعقاد المقبل للبرلمان البحريني تصعيدا جديدا من قبل النواب البحرينيين ضد الوزير. وتأتي التهديدات البرلمانية البحرينية إثر دعوة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في تصريحات في نيويورك إلى إقامة «منظمة إقليمية تضم الدول العربية وإسرائيل وإيران وتركيا»، مشددًا على أن هذه المنظمة يجب أن تضم الجميع، وأن «تتجاوز الأعراق والأديان، فالشرق الأوسط مهد الأديان السماوية كلها تقريباً» على حد تعبيره.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان البحريني الشيخ عادل المعاودة، اعتبر أن برلمان بلاده «إذا كان يحترم نفسه، فلا بد له أن لا يمرر دعوة وزير الخارجية هذه دون استجواب»، مؤكدا أن عددا من النواب سيقدمون استجوابا لمساءلة الوزير عن تقاربه المستمر مع إسرائيل.

ووفقا للشيخ المعاودة فإن التصريحات المتتالية من وزير خارجية البحرين حول التطبيع مع إسرائيل «لا تأتي من تلقاء نفسه، بل إني أقول إنه لا يوجد وزير خارجية عربي يجرؤ على مثل هذه السياسة لولا وجود ضوء أخضر من السلطات العليا.. غير أننا كبرلمان نقول للوزير تحمل نتيجة دبلوماسيتك التي تبحث عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي».

وليست هذه المرة الأولى التي يتواجه البرلمان البحريني مع الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية، حيث سبق وأن تأزمت العلاقة بين الطرفين على خلفية اتهام النواب للدبلوماسية البحرينية بمحاولات التطبيع مع اسرائيل، برغم تكرار نفي الوزير مرارا.

وكان الوزير آل خليفة قد أكد في لقاء سابق مع الشرق الأوسط أن بلاده لن تطبع مع اسرائيل، مشددا على أن البحرين ملتزمة بالمبادرة العربية للسلام، التي أطلقها العاهل السعودي في القمة العربية في بيروت، وأن أي تطبيع بحريني سيكون ضمن المبادرة العربية التي تنص على التطبيع مقابل السلام.

من جهتها، استغربت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع من دعوة الحكومة البحرينية هذه، معبرة عن استياءها من التصريحات» المتتالية لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الساعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني في ظل الرفض الشعبي والنيابي لأية خطوة من شأنها تمييع المواقف مع الكيان الغاصب». وقال أمين سر الجمعية عبد الله عبد الملك إن وزير الخارجية «يستمر في استصغار موقف أعضاء المجلس النيابي الذين عبروا مراراً عن رفضهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وكذلك الشعب البحريني بمختلف فئاته ومؤسساته المدنية، الذي عبر عن دعمه المتواصل للحق الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني». وأضاف إن دعوة وزير الخارجية لتشكيل منظمة تضم بين جنباتها، بالإضافة إلى إيران وتركيا، إسرائيل، هي «تعبير واضح لممثل الحكومة البحرينية في منظمة الأمم المتحدة عن الرغبة في التطبيع مع الكيان، وخرقاً حتى للمبادرة العربية».

ولفت عبد الملك إلى أن «تأسيس منظمة يكون الكيان عضواً فيها، هي تطبيق عملي للمشروع الأميركي الداعم للصهيونية في الوطن العربي، ودعماً مؤكداً لمشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير، الذي يراد من خلاله دمج هذا الكيان الغاصب في المنطقة بشكل قسري». وقال «المبادرة العربية، على الرغم من ضعفها، فإنها تدعو الكيان إلى ضرورة الاعتراف ببعض الحقوق للشعب الفلسطيني، إلا أن وزير الخارجية، يدعو إلى تطبيع مجاني، ومن دون تأكيد أي حق من الحقوق العربية والإسلامية في فلسطين».