المجتمع الإسرائيلي يتساهل مع عصابات الإرهاب اليهودية

جنرال يقر بتعاظم اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة

TT

خلال مناقشات في لجنة الشؤون الداخلية في الكنيست أمس، وجه عدة نواب الاتهامات للمجتمع الاسرائيلي والمؤسسات الحكومية بالتساهل في التعامل مع عصابات الارهاب اليهودية.

وجرى البحث في اللجنة البرلمانية بمبادرة رئيس اللجنة، أوفير بنيس، في أعقاب تفجير عبوة ناسفة في الأسبوع الماضي، أمام مدخل منزل البروفسور زئيف شترنهال، من قادة حركة «سلام الآن». وقال بنيس بصراحة ان قوات الأمن الاسرائيلية تتعامل بحزم ومهنية أكبر مع الارهاب الفلسطيني وتتساهل في التعامل مع الارهاب اليهودي. وأضاف: «من الواضح ان ملاحقة الارهاب الفلسطيني أسهل من ملاحقة الارهاب اليهودي لأسباب موضوعية، ولكن هذا لا يبرر لقوى الأمن التساهل مع الارهابيين اليهود وعليها أن تضربهم بيد من الحديد تماما كما تفعل مع الفلسطينيين».

وتكلم البروفسور شترنهال نفسه، الذي أصيب في الحادث، فقال ان المجتمع الاسرائيلي كله يتساهل مع الارهابيين اليهود وتوجد حاجة ماسة لأن يعمل السياسيون ورجال الفكر والتربية على التوضيح للجمهور بكل شرائحه ان الارهابي الذي يأخذ القانون ليديه ويحاول ايذاء المواطنين الأبرياء فقط بسبب الخلافات السياسية هو مجرم ويجب أن يعامل كمجرم، أكان يهوديا أو عربيا. وقال: أنا كباحث أمضى جل سنوات عمري في الأبحاث العلمية حول العنف السياسي، أعرف ان السكوت على مستوطن يحطم زجاج سيارات وبيوت فلسطينية يؤدي الى تطوير العدوان الدموي ليصيب اسرائيليين أيضا.

واتهمت زهافا غلأون، رئيسة كتلة «ميرتس»، الشرطة بالخوف من مستوطني الضفة الغربية وغض الطرف عن جرائمهم، وقالت ان السكوت عن اعتداءات المستوطنين، هو الذي يشجعهم على تعميق الاعتداءات لتصل الى الشارع الاسرائيلي نفسه.

وقال النائب دوف حنين، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ان الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية هو أساس البلاء.

فكل ما يمارسه الجيش الاسرائيلي والمستوطنون ضد الفلسطينيين يمكن ان ينتقل ليمارس ضد الاسرائيليين اليهود والعرب أيضا.

من ناحية ثانية اعترف الجنرال غادي شماني قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي والمسؤول المباشر عن الضفة الغربية في مقابلة اجرتها معه صحيفة «هارتس» امس أن تعاظم الإعتداءات التي ينفذها المستوطنون جاء بعد حدوث تطرف واضح على مواقفهم السياسية، متهماً قيادات محلية ومرجعيات دينية بتقديم الدعم الكامل لهم. وأضاف «هناك تصاعد في العنف اليهودي في المستوطنات، فأعمال العنف التي كان يشارك فيها في السابق عشرات المستوطنين، بات يشارك فيها الان المئات». واكد شماني أن الجنود تحولوا الى اهداف للمستوطنين، مشيرا الى الاعتداء على مجموعة من الجنود والتسبب في كسر يد ضباط.

واعتبر شماني ان الظاهرة «خطيرة للغاية» قائلا «ان هؤلاء المستوطنين متورطون في اعمال تآمرية ضد الفلسطينيين وضد قوات الامن الاسرائيلية».