مزاعم الفساد تصيب جمعية الهلال الأحمر العراقية بالشلل.. وأمر باستدعاء رئيسها السابق

جوان معصوم رئيستها الجديدة لـ«الشرق الأوسط»: الاتهامات تمنع التبرعات.. وأنا أعمل متطوعة

جوان معصوم («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت الدكتورة جوان معصوم، الرئيسة الجديدة لجمعية الهلال الاحمر العراقية، ان «المزاعم والاتهامات بوجود فساد مالي وإداري في الجمعية أصابها بالشلل من ناحيتين، الاولى تتعلق بتمويل الجمعية، والثانية عملها في تقديم المساعدات للمحتاجين لها من نازحين وغيرهم».

وقالت جوان معصوم، وهي وزيرة اتصالات سابقة واول امرأة وكردية تنتخب لرئاسة هذه الجمعية، إن رئيس الوزراء نوري المالكي «كان قد عين لجنة للتحقيق في الاتهامات التي تتعلق بالفساد الاداري في الجمعية وتسيير امورها، وحتى الان لم يتم حل هذه اللجنة لأستلم مع اعضاء مجلس الادارة الجديد مهام مسؤولياتنا»، مشيرة الى ان «غالبية من العاملين في الجمعية وبضمنهم انا نعمل كمتطوعين، أي لا نتقاضى اية اجور او رواتب، لكن هناك الكثير من الموظفين الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ اشهر ولم ينقطعوا عن العمل».

وافادت رئيسة اقدم جمعية انسانية عراقية لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس بأنها تطوعت للعمل في الجمعية «كونها خيرية وانسانية تقدم الخدمات والمساعدات للمحتاجين في أي مكان من العراق» وقالت «انا ارى الجانب المضيء في عمل الجمعية ولا يهمني ما سمعته من اخبار الفساد المالي، فبالتالي هي مجرد اتهامات ويجب التحقيق بشأنها قبل ان نشوه سمعة الاخرين».

وقال عبد الستار البيرقدار، المتحدث باسم مجلس القضاء الاعلى، ان لجنة عراقية لمكافحة الفساد بدأت تحقيقا منذ شهر في قضية الهلال الاحمر العراقي واصدرت اوامر استدعاء لرئيسها السابق سعيد حقي الذي غادر العراق. وحقي هو طبيب عراقي يحمل الجنسية الاميركية كان قد عاد ليرأس الهلال الاحمر بعد سقوط صدام حسين. وفي مقابلات نشرت الاسبوع الماضي في صحيفة «واشنطن بوست» نفى مزاعم الفساد وقال ان وراءها دوافع سياسية.

وقالت جوان معصوم ان «من حق القضاء ان يستدعي الرئيس السابق للجمعية للتحقيق معه بشأن ما ورد عن انباء الفساد، كما ان من حق الرئيس السابق للجمعية الدفاع عن نفسه»، مشيرة الى ان «الشائعات التي تتحدث عن اصابة الهلال الاحمر بالفساد تعني ان الكثير من الدول التي ارادت التبرع اصبحت مترددة الان». واضافت ان الحكومة والمانحين الاجانب حجبوا الموافقة على مشروعات المساعدات، ما أعاق عمليات التوزيع. وتابعت «فيما يتعلق بي أيا كان ما حدث في الماضي فقد حدث بالفعل ودعوا العملية القانونية تأخذ مجراها». وقالت انها اوجزت خطة لمعالجة الفساد في الهلال الاحمر تشمل نظام مراجعة أكثر شفافية وإشرافا على كل خطط الإنفاق من جانب كل اعضاء مجلس الادارة التسعة. يذكر ان معظم منظمات المساعدات كانت قد انسحبت من العراق في عامي 2004 و2005 عندما تدهور الموقف الأمني بسرعة. وتستخدم العديد من الوكالات ومن بينها الوكالات الرئيسية للامم المتحدة الهلال الاحمر للقيام بأعمال المساعدات التي تعتبرها محفوفة بالمخاطر ولا يمكنها القيام بها بنفسها. وتعمل منظمة الهلال الاحمر بميزانية تبلغ عشرات ملايين الدولارات ولديها نحو 100 الف موظف ومتطوع. يذكر ان جمعية الهلال الاحمر العراقية تأسست عام 1932 وتم قبولها عضوا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر عام 1934 .