إيران: ندرس وقف تخصيب اليورانيوم مقابل ضمانات بالحصول على إمدادات للوقود النووي

في خطوة مفاجئة ومتكي يؤكد: لن نمضي في «طريق بلا نهاية» مع الوكالة الذرية

مندوب ايران لدى وكالة الطاقة الذرية علي اصغر سلطانية يتحدث خلال مؤتمر مركز السياسات الاوروبية في بروكسل أمس (أ.ب)
TT

قال المبعوث الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أكبر سلطانيه إن إيران ستدرس وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة اذا ضمنت امدادات من الوقود النووي من الخارج. وأوضح سلطانيه ان السبب وراء تخصيب ايران لليورانيوم هو الافتقار لاتفاق دولي ملزم قانونيا بشأن ضمان امدادات الوقود. وتأتي تصريحات سلطانيه المفاجئة وسط تعثر المفاوضات بين طهران ومجموعة 5 زائد 1 بسبب رفض طهران لوقف التخصيب. ومن غير الواضح ما إذا كانت تصريحات سلطانيه تعكس حقيقة احتمال قيام إيران بوقف التخصيب إذا ما حصلت على ضمانات بالحصول على امدادات للوقود النووي، أو هو مقترح لاضاعة الوقت. وكانت طهران رفضت مرارا مقترحات روسية وغربية واقليمية بهذا الصدد، وقالت إن التخصيب على أراضيها حق لن تتنازل عنه. وسئل المبعوث الإيراني عما إذا كان مثل هذا الاتفاق سيجعل ايران تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، فرد بقوله إن الترتيب سيكون خطوة أولى لكن سيتعين تنفيذه وستحتاج إيران إلى الاحتفاظ «ببعض التخصيب» كإجراء طارئ في حال قطع امدادات الوقود. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت الضمانات التي تطلبها إيران ستكون كافية لكي تعلق إيران تخصيب اليورانيوم، قال سلطانيه انه يجب اولا التحقق من انها تحترم بشكل جيد. وتابع «ليس الحصول على قصاصة ورق أمرا كافيا، لكنه مرحلة أولى». وأوضح ان «المرحلة التالية هي معرفة ما اذا ستطبق فعليا».

وأضاف سلطانيه للصحافيين في مؤتمر عقد في بروكسل أمس انه اذا جرى تنفيذ ذلك «ستتمكن ايران من اعادة النظر في الموقف الذي لدينا الان. وسيكون الموقف مختلفا وسيتعين ان نبحث الامر.. (لكن) يتعين أن تحرص كل دولة على أن يكون لديها كخطة طوارئ احتياطي من الوقود حال قطعه». وتابع أن الغرب يحاول اذلال ايران بالسعي لمنعها من اجراء أبحاث نووية و«اذا استخدمتم أسلوب التهديد فانه سيكون عديم الجدوى».

وتقول ايران ان ليس لديها نية صنع قنابل ذرية، مشيرة الى التزامها بأن تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيشها للمواقع النووية. وتنفي ايران أيضا عرقلة تحقيق للوكالة لكنها تقول ان مفتشي الوكالة يسعون للوصول بشكل غير مقبول لمواقع عسكرية تقليدية، مما سيؤدي، بحسب ما ترى طهران، للكشف عن اسرار خطيرة وتعريض أمنها للخطر. وتقول الوكالة ودول غربية إن ايران يجب أن تسمح بحرية الوصول الى تلك المواقع للتحقق من ادعاءات اجهزة مخابرات أجنبية حول جانب عسكري سري للبرنامج النووي الايراني. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمام الاجتماع السنوي لمجلس محافظي الوكالة التي تضم 145 بلدا في فيينا هذا الاسبوع «يتعين أن تنفذ ايران جميع اجراءات الشفافية اللازمة لبناء الثقة.. وسيكون ذلك مفيدا لايران ومفيدا لمنطقة الشرق الاوسط ومفيدا للعالم». ويأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان ايران لن تستدرج الى «طريق بلا نهاية»، في التعاملات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واضاف ان واشنطن تسترسل في «كذبة ضخمة» بشأن الطموحات النووية لايران. واكد متكي في كلمة بمركز ابحاث في نيويورك موقف طهران بأنها ستمضي قدما في برنامجها النووي وليست لديها طموحات لبناء قنبلة نووية. واضاف انها تعاونت مع الوكالة الذرية. وقال متكي في رابطة اسيا في مانهاتن «لن نسمح لانفسنا بان ندفع الى طريق بلا نهاية.. طريق توجهه الولايات المتحدة». واضاف انه «بالنسبة للولايات المتحدة يصعب ان تقبل الطبيعة السلمية لبرنامج ايران لانها بمجرد ان تقبل ذلك لن يصبح باستطاعتها معارضته.. لذلك فهم يواصلون كذبة ضخمة ويسترسلون في تلك الكذبة الضخمة.. انهم يقولون ان ايران تريد امتلاك القنبلة». وقال ان ايران ملتزمة بالتفاوض في عملية يقودها منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ورحبت بمشاركة دبلوماسي اميركي رفيع في المحادثات بشأن برنامج ايران النووي في جنيف اثناء الصيف. واضاف «السيد سولانا قدم لنا الية للمفاوضات. رددنا باقتراح الية من جانبنا».

وتابع «نعتقد ان الارضية المشتركة في الاليتين يمكن ان تعمل كأساس لاستمرار المحادثات.. اذا توافرت ارادة سياسة كافية... فانني اعتقد تماما اننا اذا واصلنا المفاوضات فسنصل في وقت لاحق لنقطة متفق عليها وهو ما سيقودنا الى تحرك متفق عليه». وشدد متكي على انه ليس لدى ايران اي نية لتغيير سياساتها النووية. وقال «مسألة النشاط النووي لايران ليست مشكلة. نحن نواصل عملنا المعتاد.. مع برنامجنا النووي السلمي كعضو كامل العضوية في معاهدة حظر الانتشار النووي». إلى ذلك وعلى صعيد آخر، رفض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المزاعم الغربية بوجود تمييز ضد الأقليات الدينية في إيران، وقال إن كل الأقليات جزء من «العائلة الإيرانية الكبيرة». ونقلت شبكة «خبر» الإخبارية الإيرانية عن أحمدي نجاد قوله في اجتماع مع نواب البرلمان الذين يمثلون الأقليات الدينية في إيران إن «الأعداء يلعبون بعض الألاعيب بزعمهم أن هناك تنافرا بين إيران والأقليات الدينية إلا أن تلك الألاعيب لن يكون لها أي تأثيرات حيث أننا جميعا جزء من العائلة الإيرانية الكبيرة. وتشمل الأقليات الدينية في إيران الارمن المسيحيين والزرادشتيين والأشوريين واليهود وتعترف بهم إيران. ومع ذلك فإن الطائفة البهائية ليست من الطوائف التي تعترف بها إيران. وقد ردد الغرب اتهامات باتخاذ إيران سياسات تتسم بالتمييز ضد الأقليات الدينية وهو ما نفاه أحمدي نجاد. وقال الرئيس الايرانى إن: «الأقليات الدينية في إيران تتمتع بنفس الحقوق لأننا إيرانيون جميعا فى نهاية المطاف».