الأمير نايف: نحن دولة آمنة ومستقرة رغم وجودنا في عالم مضطرب

وزير الداخلية السعودي: لا نواجه أفرادا فحسب.. بل نواجه فكرا مضادا

TT

جدد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، تصميم بلاده على مواجهة الإرهاب والإرهابيين إلى آخر مدى، معربا عن أسفه على مشاركة وإسهام من «يدعون أنهم أبناء الوطن» في عمليات إرهابية ضد دينهم ثم وطنهم، موضحا أن تتم مواجهة هذه الأعمال بمزيد من التوجيه والإرشاد، وقال «يحز في انفسنا كثيرا نحو ابنائنا، صغيرا كان أو كبيرا ان يشارك أو يسهم في عمل ضد دينه ثم ضد وطنه، وهذا مما يوجب علينا جميعا، ان نعمل المزيد من التوجيه والارشاد، حتى يتجهوا الى الصواب لما فيه الخير والصلاح». وجاء حديث وزير الداخلية خلال استقباله مساء أمس في مكتبه بجدة، الأمراء والعلماء والوزراء وقادة القطاعات الأمنية وكبار مسؤولي وزارة الداخلية من مدنيين وعسكريين، وجمعا من المواطنين، الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بعيد الفطر المبارك.

وأكد الأمير نايف أن بلاده «دولة آمنة ومستقرة»، وقال «نحن للأسف في هذا العالم نعيش في عالم مضطرب، سواء من حولنا أو بعيدا عنا، ولكن الحمد لله بفضل الله اولا ثم بفضل السياسة الحكيمة لقيادة هذه البلاد، وتكاتف الشعب والتفافه حول قيادته، تمكنا ولله الحمد، ان نكون دولة مستقرة آمنة مطمئنة».

واضاف مخاطبا المهنئين «أكبر دليل، الموقف من الاحداث التي حدثت من محاولات التآمر، التي حاولت ان تعصف ببلادنا العزيزة، ولكن كان الفوز لأبناء هذه البلاد بفضل الله، لأنهم اخوة وابناء قادرون بعد الله، أن يصدوا هذه الفتن عن دينهم وعن وطنهم، وقد تحقق لهم ذلك بشهادة الجميع ان المملكة افضل الدول، التي تمكنت وبكل نجاح من صد الارهاب والضلال». وقال «إننا نرجو من الجميع كلا حسب استطاعته، ان يسهم في حماية الدين والوطن من الاشرار، وإن كانوا ادعوا انهم فعلا من ابناء هذا الوطن».

وثمن الأمير نايف بن عبد العزيز، الجهود الكبيرة التي بذلها العلماء في هذا الصدد، وعلى رأسهم المفتي، وقال «إننا نطلب المزيد من علمائنا ومفكرينا ومثقفينا وجميع افراد الشعب كلا في موقعه، وكلا حسب قدرته ان يسهم ويكون المواطن رجل الأمن الأول وكل رجل امن هو مواطن قبل ان يكون رجل امن، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع».

وأضاف «على الجميع ان يعرف اننا لسنا نواجه فقط افرادا بل نواجه فكرا مضادا، وعلى المهيئين والقادرين إيضاح حقيقة العقيدة الاسلامية السمحة التي تدعو الى الخير والسلام والتواد والتسامح وتحرم دم المسلم على المسلم بل تحرم دماء المسلمين كلها في غير حق».

وبين الأمير نايف ان الشرور موجودة «وهي تسهم بشكل مباشر او غير مباشر في التوجيه الى الخطأ من خلال الدعم بالمال او السكوت على من لديه نوايا سيئة»، مؤكدا أن وجود أي شخص في يد الدولة «هو اكثر حماية له من وجوده في مكان ليس عليه رقيب».

وقال وزير الداخلية «إن بعض الآباء لا يلتفت الى ابنائه اين يذهبون واين يتحركون وكيف يفكرون، ولا بد للآباء ان يمنعوا ابناءهم عن الخطأ، ومن لم يستطع فهناك دولة قادرة ان شاء الله على حماية ابنائها من الشرور، وارشادهم الى الصواب والاستعانة بأهل العلم لتصحيح من تلتبس عليه الافكار، ويعتقد انها من الاسلام، والاسلام منها براء».

وقال «نحن والحمد لله بخير ولسنا في حاجة لأحد إلا لربنا عز وجل، ولكن على الآخرين التعاون معنا بالتساوي الند للند، ولكن لما فيه مصلحة الوطن. واحب أن أؤكد انه في صدنا خلال السنوات الماضية لم نستعن إلا بالله عز وجل ثم بأبنائنا رجال الأمن الذين تحملوا المسؤولية وقاموا بها، بما يرضي الله عز وجل، وبما يؤكد ثقة قيادتهم وولاة أمرهم في محله، وثقة المواطنين فيهم، ولذلك وفقهم الله، ونرجو ممن لم يتوفقوا في الماضي وحتى الآن، ان يتوفقوا في المستقبل».

وأضاف «إنه تم بفضل رب العزة والجلال، كشف خطط ومؤامرات ضد هذا البلد وصدها، حيث كشفت مئات المحاولات، ونحن دائما نضع المواطن في الصورة الحقيقية، وسيأتي وقت نطلعه على معلومات اكثر واكثر. وان شاء الله قريبا سيحال الجميع الى القضاء الشرعي ليحكم بما امر الله به، من اجل صد الفتن. ونحن والحمد لله لا نعاقب الا بحكم قضائي، وهذا من اجل التدقيق والوصول الى الحقيقة والاعتراف بدون ضغوط، بل مواجهة الحقائق. ونحن قادرون على تنفيذ ما يصدره القضاء».

وقال وزير الداخلية: «لا يخفى على الجميع ان الاسلام مستهدف، وان بلادكم بكل شرف وافتخار، هي بلد الاسلام ودستوره القرآن والسنة النبوية متوكلين على الله متمسكين به بعد ذلك، معتمدين على انفسنا وان في بلادنا الخير. والحمد لله نحن شعب ومواطنون متوحدو الكلمة في هذه المملكة، التي اسسها ووحدها الملك عبد العزيز رحمه الله على العقيدة الاسلامية والسنة النبوية، بمشاركة ابناء هذا الوطن ولم تقم على جهات او افكار اجنبية». وتابع القول «نحن والحمد لله متمسكون بالعقيدة الاسلامية التي بها ما يهم الانسان وهي خاتم الرسالات رسالة نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام للبشرية كافة».

وخلص الأمير نايف بن عبد العزيز إلى القول «إن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، خطى خطوة حسنة وبادرة حسنة، وسمى نفسه خادم الحرمين الشريفين، وتبعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وستبقى هذه الصفة ملازمة لكل من ولاه الله أمر المسلمين في هذا الوطن العزيز».

وحضر اللقاء الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.