ميثاق شرف جديد لمنع العنف المسلح بين قبائل سيناء

بدو رفح يستعدون لجولة جديدة من الاحتجاجات بسبب الاعتقالات

TT

يعكف حاليا عدد من مشايخ القبائل وأعضاء المجموعة البرلمانية بشمال سيناء على إعداد ميثاق شرف جديد لمنع العنف وتحقيق الاستقرار الاجتماعي في المجتمع السيناوي.

في غضون ذلك قالت مصادر بدوية إن عددا كبيرا من بدو رفح سيبدأون عقب عيد الفطر سلسلة جديدة من الاحتجاجات التي كانت قد بدأت مطلع شهر رمضان احتجاجا على اعتقال عدد منهم.

وحول الإعداد لميثاق الشرف قال عبد الحميد سلمي، عضو مجلس الشورى عن شمال سيناء، إن الميثاق الجديد سيعمل على تطوير العلاقات الاجتماعية بين القبائل والعائلات، ونبذ الخلافات، والوقوف ضد العنف المسلح، أو أسلوب العنف المستخدم تحت شعار القضاء العرفي.

وأضاف أن الميثاق يتضمن أيضا تنقية القضاء العرفي من سلبياته وتحديد قضاته المتخصصين وذوي الخبرة، مع تخصيص قضاة عرفيين لكل منطقة، وعدم الاعتماد على قضاة عرفيين من خارجها، وذلك من أجل تحقيق العدالة بين الجميع وتطبيق القضاء العرفي السليم، مشيرا إلى أن جميع مشايخ البدو اتفقوا على رفض استخدام العنف في حل المشاكل والخلافات، والاتجاه إلى القضاء العرفي السليم.

وقال إنه يتم حاليا تجميع مقترحات أقسام ومشايخ القبائل والعائلات على مستوى مدينة العريش بخصوص إعداد ميثاق الشرف لعرضه على المحافظ والجهات الأمنية لإقراره والعمل على تعميمه على باقي مراكز ومدن وقرى وتجمعات شمال سيناء.

ويسعى مشايخ القبائل ورؤساء العشائر والعائلات بشمال سيناء لإقرار «مبدأ الخمسات» بين القبائل والعائلات والعشائر الذي يقضي بتقسيم كل قبيلة إلى خمسة أجزاء يضم كل جزء عددا من العشائر والعائلات، ينوب عن كل جزء شخص واحد في التفاوض ويكون ملتزما بتنفيذ الأحكام العرفية.

ويقول عبد الله جهامة، رئيس مجلس القبائل، إن القضاء العرفي في سيناء ظل متماسكا على مر السنين رغم تعاقب الحكومات وتعرض سيناء للاستعمار على مدى عدة سنوات، ويبقى هذا القضاء ضابط إيقاع حياة الصحراء.

وانتشرت ظاهرة العنف المسلح بين بعض قبائل سيناء خلال الفترة الماضية، وأوصى مؤتمر عقدته قبائل مدينة العريش في يونيو (حزيران) الماضي بضرورة جمع السلاح غير المرخص في المحافظة، والقضاء على تجارة السلاح نهائياً بسيناء، واعتبار خطف السيارات عملية بلطجة لا بد من إبلاغ الجهات الأمنية عنها، وأن كل من يستعين بخارج على القانون سيتم اعتقاله واعتقال من استعان به، مع منع سير أي سيارات بدون لوحات معدنية في شوارع سيناء، المرصوفة أو الترابية.

وعلى صعيد متصل، ذكرت مصادر بدوية لـ«الشرق الأوسط» أن عدداً كبيراً من بدو رفح ينوون، عقب عيد الفطر، بدء جولة جديدة من الاحتجاجات التي كانت قد بدأت في أوائل شهر رمضان، للمطالبة بالإفراج على معتقلين منهم تعتقلهم السلطات هناك.

وقال أحد البدو إن الشرطة لم تفرج حتى الآن عن المعتقلين، وهم من عائلة «المنايعة» رغم الوعود المتكررة من جانب المسؤولين بالإفراج عنهم، مضيفا أن الاتصالات بين أجهزة الأمن والبدو للتفاوض متوقفة الآن، حيث كان البدو قد قرروا تعليق احتجاجاتهم بمناسبة شهر رمضان. وتابع أن البدو لم يقرروا حتى الآن الطريقة التي سيصعدون بها احتجاجاتهم.

ويتهم البدو السلطات باعتقالهم من دون توجيه أي تهم واضحة لهم وأن لهم مطالب خاصة بالإفراج عن كل المعتقلين، وان توقف الشرطة عمليات الدهم التي تتم ضدهم.

وكان بدو سيناء قد قاموا بمظاهرات عديدة للمطالبة بصكوك ملكية للأراضي الزراعية التي يعملون بها، وتراخيص لبناء منازل، والحصول على عفو من أحكام كانت محاكم عسكرية أصدرتها بحق متهمين منهم والإفراج المبكر عنهم، وإعفائهم من ديون عليهم لصالح بنك التنمية والائتمان الزراعي المملوك للدولة.