باكستان: حليف لزرداري ينجو من الاغتيال.. والأمم المتحدة تجلي أبناء دبلوماسييها

وزير الخارجية الباكستاني ينتقد التدخل العسكري الأميركي في بلاده في الحرب على الإرهاب

عناصر من رجال الشرطة الباكستانية يقفون أمام حاجز في اسلام أباد (أ.ب)
TT

أعلنت الامم المتحدة إجلاء ابناء دبلوماسييها الاجانب في اسلام اباد اثر التفجير الذي استهدف فندق ماريوت في العاصمة الباكستانية في آخر سبتمبر (أيلول)، في وقت وقع فيه تفجير في الاقليم الشمالي الغربي استهدف رئيس حزب حليف للرئيس الباكستاني علي آصف زرداري الذي نجا من محاولة الاغتيال.

ووقع التفجير أمس بعد ان فجر انتحاري نفسه عند مدخل منزل حيث كان أصفنديار ولي، رئيس حزب عوامي الوطني، يتقبل التهاني بعيد الفطر. وقتل أربعة أشخاص في التفجير من بينهم منفذ العملية، كما جرح ستة آخرون.

ووقع الحادث في قرية والي باغ الصغيرة التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن بيشاور أمام منزل عائلة ولي، عندما حاول الانتحاري الدخول الى المنزل وتخطي حراس الامن. إلا ان الحراس اشتبهوا به ومنعوه من الدخول، فراح يركض باتجاه المنزل حيث كان يتجمع مئات الضيوف من المهنئين بالعيد.

وقال شهود انهم عندما شاهدوا الرجل يركض ظنوا انه مجنون ولم يعرفوا انه انتحاري. وقال محمد بلال، أحد رجال الشرطة الذين كانوا مكلفين بالامن عند مدخل المنزل: «عندما بدأ يركض محاولا دخول المنزل، أطلقنا النار عليه فأصيب برأسه وسقط أرضا. ولكن عندما سقط على الارض فجر نفسه. وقال قائد الشرطة في الاقليم الشمالي الغربي نفيد مالك إن الانتحاري كان على وشك الدخول الى المنزل عندما أطلق عليه رجال الشرطة النار واصابوه برأسه وأسقطوه أرضا، وقال: «دوى انفجار قوي وادى الى مقتل اربعة أشخاص بينهم احد رجال الشرطة وواحد من الحرس الشخصي لولي».

وأكد مسؤول كبير في الشرطة لـ«الشرق الاوسط» أن مسؤولين في حزب عوامي، من بينهم ولي، يتلقون تهديدات بالقتل منذ 6 أشهر. وحزب عوامي بدأ مفاوضات في البداية مع المقاتلين من طالبان في وادي سوات الا انه لاحقا دعا الى عملية عسكرية واسعة للقضاء عليهم. وولي هو من مؤيدي سياسة حزب الشعب الحاكم باستعمال القوة للقضاء على المتطرفين الذين يقاتلون في وادي سوات. الى ذلك، قررت الامم المتحدة إجلاء ابناء دبلوماسييها الاجانب في اسلام اباد إثر التفجير الذي استهدف فندق ماريوت في العاصمة الباكستانية في اخر سبتمبر، بحسب مسؤول في المنظمة الدولية. وصرح منسق نشاطات الامم المتحدة في باكستان، فكرت اكتشورا، لوكالة الصحافة الفرنسية: «رفعت الامم المتحدة المستوى الامني (...) ما يسمح بمغادرة ابناء الدبلوماسيين». واضاف «في وسعهم إما الذهاب الى بلد اخر او العودة الى بلدهم».

وقال المسؤول إن الامم المتحدة ستتابع تطور الوضع وستخفض مستوى الانذار «حين نعتبر انه لم يعد هناك خطر». وكانت بريطانيا قد أعلنت قبل يوم انها تنوي اجلاء ابناء دبلوماسييها في اسلام اباد.

كما نصحت لندن رعاياها بتجنب الرحلات غير الضرورية الى اسلام اباد وروالبندي وكراتشي ولاهور وبيشاور، ودعت البريطانيين الى تجنب النزول في الفنادق الدولية. وعلقت الولايات المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي العمل في منح تأشيرات الدخول في مكاتبها القنصلية في باكستان، مشيرة الى مخاوف امنية متزايدة.

وعززت السلطات الباكستانية الاجراءات الامنية في العاصمة بعد العملية الانتحارية التي نفذت في 20 سبتمبر الماضي بواسطة شاحنة مفخخة ضد فندق ماريوت واسفرت عن مقتل ستين شخصا واصابة اكثر من 260 بجروح. من جهة أخرى، انتقد وزير خارجية باكستان، شاه محمود قرشي، الذي يزور واشنطن، تدخل الولايات المتحدة العسكري في بلاده، وقال: «أخشى ان يهدد عامل حديث نسبيا في هذه الحرب الصعبة بالقضاء على ما حققناه بالفعل. وأشير هنا الى الهجمات الاميركية داخل أراضي باكستان». وقال ان بلاده تُحمَّل ظلما مسؤولية فشل محاولات المجتمع الدولي وقف اعمال العنف وطرد المتمردين من المناطق القريبة من افغانستان. وقال قرشي في كلمة القاها في جامعة برينستون، «ان حيزا مهما من الرأي العام الباكستاني يعتقد ان البلاد كبش فداء لفشل القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي والحكومة الافغانية».

واعتبر الوزير ان القوات الباكستانية تؤدي واجبها عبر محاربة طالبان و«القاعدة» في مناطق القبائل على اراضيها، والتي تؤكد الولايات المتحدة انها قاعدة ينطلق منها الاسلاميون لشن هجمات في افغانستان. واضاف: «نفعل من جهتنا ما نستطيع من اجل استقرار الوضع في افغانستان. لكن اغلبية المشاكل في افغانستان مصدرها البلاد نفسها وينبغي بالتالي معالجتها في افغانستان».

واعتبر قرشي في كلمته انه من الضروري تمتين التعاون بين الولايات المتحدة وباكستان وافغانستان، داعيا الشركاء الثلاثة الى «التخلي عن افكارهم ومفاهيمهم المسبقة». واضاف ان «المقاربة الصحيحة ينبغي ان تكمن في مواجهة المشاكل، لا تسجيل النقاط في وسائل الاعلام» طالبا تعزيزات في مكافحة المتمردين في باكستان وافغانستان.

وأوضح على سبيل المثال ان باكستان ليست مزودة بالتجهيزات المناسبة لشن معارك ليلية وتحتاج الى التمكن من جمع معلومات سرية آنية من اجل «الرد بدقة وبأقل قدر ممكن من الاضرار الجانبية». كما اعتبر من الضروري تعزيز مراقبة الحدود من الجهة الافغانية. وقال «لدينا 1100 مركز حدودي، فيما لدى الافغان حوالي مائة». وأضاف: »لا احد سيربح هذه الحرب (ضد الارهاب) بسهولة بلا الآخر» مذكرا بان «باكستان والولايات المتحدة تشكلان فريقا» في هذا النزاع.