في الساعات التي سبقت المناظرة المرتقبة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، ساره بالين وجو بايدن، كان الاثنان معزولين لأيام في معسكر تدريب للتحضير للمناظرة الأولى والوحيدة التي ستجمعهما قبل الانتخابات الرئاسية.
وفيما كانت بالين تقضي أيامها بعزلة عن الصحافة والحملة الانتخابية في مقر إقامة ماكين في مدينة سيدونا في ولاية اريزونا، محاطة بكبار المستشارين السياسيين، كان بايدن يتمرن في مدينة ويلمنغتون في ولاية ديلوار، مع عدد من المستشارين، وعدد أكبر من النساء، من بينهن شقيقته فاليري، لمواجهة امرأة من دون أن يبدو متعاليا او متذاكيا. وحرص بايدن على الاستماع وأخذ نصائح سياسيات نساء قبل المناظرة، مثل هيلاري كلينتون، وحاكمة ولاية ميشيغان جينيفر غرانهولم، وجيرالدين فيريرو، أول امرأة ترشحت لمنصب نائب الرئيس والتي عانت هي نفسها من تسلط جورج بوش الاب الذي شاركت معه في مناظرة، لتفادي الدخول في نقاشات قد تؤذيه. وقبل مناظرتها التي جرت في وقت متأخر من ليل أمس، حرص كل من المرشحين على عدم التخفيف من طاقات خصمه. ولم يقلل بايدن من قدرات منافسته على النقاش، وقال انها «قوية جدا» مشيرا الى الخطاب الذي ألقته في مؤتمر الحزب الجمهوري. كذلك قالت بالين إن بايدن هو رجل ذو خبرة طويلة ولكنها حاولت ان تظهر بمظهر السياسي القديم وهي الوجه الجديد عندما قالت «استمع لخطاباته عندما كنت في الصف الثاني ابتدائي».
يشار الى ان جوين ليفيل التي ادارت الحوار الليلة الماضية وجهت لها انتقادات من طرف محافظين حول كتابها الذي صدر بعنوان «اختراق: السياسة والعرق في عصر اوباما». ويتطرق الكتاب الى الطريقة التي تبدلت بها أوضاع السود منذ الفترة التي اعتمدت فيها الحقوق المدنية منتصف الستينات. واستبق ماكين المناظرة ليوجه انتقادات الى ليفيل على اعتبار إنها منحازة وغير موضوعية وقال في هذا الصدد: «كنت اتمنى ان يكون الذي يدير الحوار شخصاً لم يكتب كتاباً مؤيداً لباراك اوباما، على الرغم من ثقتي فيها كصحافية».
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه قبل ساعات من بدء المناظرة، أجري بتكليف من صحيفة «واشنطن بوست» ومحطة «إيه.بي.سي» أن نحو ثلث من شملهم الاستطلاع يشعرون بالقلق بسبب افتقار بالين للخبرة ولذلك قرروا عدم انتخاب ماكين. وقال 46 في المائة فقط من الناخبين إن بالين في وضع يسمح لها باستيعاب الأوضاع المعقدة، فيما أكد أكثر من ثلثي المشاركين في الاستطلاع أنهم سيشاهدون المناظرة.