إجراءات أمنية مكثفة للسلطة في الضفة خوفا من اغتيالات تنفذها حماس

ضابط أمني لـ«الشرق الأوسط»: كل شيء وارد ونحن حذرون * الزهار: الأجهزة الأمنية ستدفع الثمن

TT

في أحد مراكز التحقيق التابعة للسلطة الفلسطينية، قال أحد أنصار حماس للمحقق، «سيأتي يوم وأجلس مكانك وتجلس أنت مكاني هنا، لا تنسى ذلك». كان هذا المتهم يختصر كل ما يؤمن به أنصار حماس في الضفة الغربية. وحتى أولئك القريبون من حماس، يعتقدون بانها ستعيد تجربة قطاع غزة مرة اخرى. وبرغم النفي الرسمي من حماس والسلطة على حد سواء، بان حسما قريبا يمكن ان يحدث في الضفة الا انهما معا لا يستبعدان يوما، «تنقلب في الموازين». وتحرص قيادة حماس في الضفة على طمأنة الاجهزة الامنية بان لا نية لدى الحركة بتكرار تجربة القطاع. ويقول قادة هذه الحركة انهم لا يخططون لأي انقلاب في الضفة وقد اكدوا ذلك مرار عبر بيانات ومؤتمرات صحافية.

وأول من امس، زار وفد من الحركة، بينهم نواب ووزراء سابقون، الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتهنئته بالعيد، في مقره الرئاسي بمدينة رام الله. وقال ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء سابقا، في حكومة حماس، لـ«الشرق الاوسط» اللقاء ناقش سبل بناء الثقة لانجاح الحوار الوطني، كما اتفقنا على انهاء التعديات على الحريات العامة في الضفة وغزة». وبحسب الشاعر فان الرئيس عباس كان متفائلا من نجاح الحوار لكنه ايضا متخوف بسبب قضايا رئيسية شائكة.

وقال الشاعر «الحوار تاريخي، اذا ما نجحنا فهذا حلم واذا ما فشلنا فانها كارثة ستدخلنا الى المجهول». أما انصار حماس، على الارض، فيقولون إن «الظلم» الذين يتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية لن يدوم. وقال أحدهم لـ«الشرق الاوسط» يبدو انهم لم يتعلموا من درس غزة». وفي المقابل تبقي السلطة الفلسطينية اجهزتها الامنية على جاهزية عالية. وبين الفينة والاخرى تعتقل مناصرين لحماس وتجري معهم تحقيقات مطولة. وقالت مصادر امنية: «لا نثق بهم والتجربة علمتنا في غزة ان لا نثق بهم». وتقلل الاجهزة الامنية من قدرة حماس على حسم اي معركة في الضفة، الا انها ايضا تتحسب من يوم كهذا. وتخشى من ان تقدم حماس على تنفيذ عمليات اغتيال لاسقاط نظام الحكم. وقال ضابط رفيع لـ«الشرق الاوسط»: «كل شيء محتمل. نحن حذرون». وفي شوارع الضفة الغربية، يوقف رجال الأمن التابعين لعباس السيارات ويدققون في هويات راكبيها يفتشوها احيانا، يبحثون عن مطلوبين من حماس. اما انصار حماس فانهم يهزأون من هذه الاستعدادات ويقولون «ان القضية مسألة وقت فقط».

وكانت حركة حماس في مدينة الخليل، احد معاقل الحركة الرئيسة في الضفة الغربية، قالت في بيان لها قبل يومين بان الاجهزة الامنية يجب ان تذهب الى زوال وان الحسم لن يطول وهو ما رد عليه مسؤولون فلسطينيون بقولهم ان، لا حماس ولا غيرها تستطيع الحسم.

وأصدرت حماس في طولكرم بيانا قالت فيه ان «السلاح أميركي ـ صهيوني ـ أجنبي والأجندة صهيو ـ أميركية.. فلم يبق لأجهزة عباس غير ارتداء الزي العسكري الصهيوني أو الاميركي». وأضافت الحركة: «إن أجهزة عباس بكل ممارساتها وعتادها والدعم الداخلي والخارجي لها .. لا تمثل غير حالة من الجبن والعجز، ولمحة تفكر دقيق بحالها تجدها أوهن من بيت العنكبوت» ويستمد عناصر حماس ثقتهم كما يبدو من قيادات الحركة في غزة. ولم تتوقف مثل هذه الاتصالات بحسب ما علمت «الشرق الاوسط» بين مناصري الحركة وقادتها في غزة، حتى ان رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية يحرص على مهاتفة أسر معتقلي حماس ونوابها بنفسه ليطمئنهم بان الفرج قريب. وقال محمود الزهار احد قيادي الحركة الذي يوصفون في اوساط حركة فتح بانهم من الدمويين، بان الاجراءات الامنية في الضفة «ستؤدي إلى نتائج عكسية».

وقال الزهار، «من الواضح أن الإجراءات الأمنية التي هدفت لقمع حماس ستؤدي إلى نتائج عكسية، وما فعلته أجهزة الأمن بالضفة ستدفع ثمنه كما دفعت ذلك أجهزة أمن غزة». القلق من ان حماس قادرة على شيء ما، يدفع قادة الاجهزة الامنية لوضع الخطط الدائمة لمواجهة حماس. وقالت صحيفة ايديعوت احرنوت الاسرائيلية «إن قادة الجيش الإسرائيلي حلوا ـ على مائدة إفطار في إحدى أمسيات صوم رمضان ـ ضيوفاً على قادة أجهزة عباس واستغلوا الحدث ليرسموا المسار المخطط له للقضاء على حماس، سواء في الضفة الغربية أم في قطاع غزة». ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المناسبة الاستثنائية دعي لها صحافيون إسرائيليون كبار. «ولهذا فواضح أنه اتخذ قرارا ليس فقط بالدفع إلى الأمام بالخطة المشتركة بل وأيضاً بإعطائها فرصة العلانية».

وقالت الصحيفة إن قيادات الأمن الفلسطيني بالضفة مفعمون بثقة عالية بالنفس بأن قواتهم ستنجح أيضاً في أن تعالج بنجاعة انتفاضة محتملة لـ«حماس» في الضفة والعودة إلى تنصيب حركة «فتح» كحاكم وحيد وناجع بل وإعادة النظام إلى نصابه في قطاع غزة. الا ان قيادات في فتح نفسها تقر بان الاجهزة الامنية غير قادرة على استعادة غزة بالقوة. وقال مفوض حركة فتح احمد قريع «ان حماس مسلحة بشكل جيد».