أوساط عسكرية في إسرائيل تنتقد إقامة قاعدة رادار أميركية في النقب

اعتبرت إنها ستكشف كل أسرار إسرائيل الأمنية وتضر بالعلاقات مع روسيا

TT

بعد أيام قليلة من «الاحتفالات» الاسرائيلية بنصب قاعدة رادارات أميركية حديثة في النقب، بدأت تظهر انتقادات في قيادة الجيش بدعوى ان هذه الرادارات تضر بمصالح اسرائيل وتكشف كل أسرارها أمام الاميركيين وتسيء الى علاقاتها بروسيا.

وكانت اسرائيل قد رحبت بالقرار الأميركي، التجاوب مع طلب حكومتها ونصب قاعدة الرادارات في النقب بسرعة فائقة. واعتبرتها مظاهرة دعم كبيرة لاسرائيل، تدل على عمق العلاقات بين البلدين وطابعها الاستراتيجي. ولهذا، فإن الانتقادات جاءت مفاجئة. وقالت هذه المصادر، خلال أحاديث صحافية مع مراسلي الصحف الأميركية في اسرائيل، ان الرادارات الأميركية ذات فوائد عدة لاسرائيل في دفاعها عن نفسها أمام التهديدات الايرانية، ولكنها في الوقت نفسه تكشف كل أسرار اسرائيل الأمنية. فهي قادرة على سماع كل محادثة تلفونية وعلى مشاهدة كل جسم في سماء اسرائيل حتى لو كانت نحلة أو ذبابة. وعندما سئل المصدر العسكري الاسرائيلي عن سبب قلقه من هذا، «فأنتم والولايات المتحدة حليفان مقربان»، فأجاب: «الزوج والزوجة يحتاجان الى الاحتفاظ ببعض الأمور أسرارا خاصة بهما». وحسب مجلة «تايم» الأميركية فإن المصادر العسكرية الاسرائيلية وصفت شبكة الرادارات الأميركية بأنها «أصفاد ذهبية»، تقيد حرية عمل القوات الاسرائيلية وفي بعض الأحيان تخرب عليها، حيث انها تطلق اشعاعات من شأنها أن تحدث أضرارا بيئية على المنطقة. وانتقدت هذه المصادر الاسرائيلية وزير دفاعها، ايهود باراك، الذي وقف وراء هذه الصفقة وتباهى بأنه كان قد استدعاها. وقالت ان باراك طلب نصب هذه الرادارات من وزير الدفاع، روبرت غيتس، عندما سمع ان واشنطن تقترح نصب شبكة مشابهة في كل من الأردن وتركيا، ولم يطرح الموضوع للبحث في المؤسسات العسكرية الاسرائيلية العليا، بل اكتفى بالتشاور مع رئيس أركان الجيش، جابي اشكنازي.

ومن النتائج السلبية الأخرى التي ذكرها منتقدو شبكة الرادارات انها تهدد بالتخريب على العلاقات الروسية الاسرائيلية ـ «فالأميركيون يستطيعون التصرف بحرية مطلقة في هذه القاعدة. والرادارات في حوزتهم قادرة على رصد تحركات القوات الروسية في جورجيا ودول البلقان وسائر المناطق الجنوبية. وهذا قد يغضب الروس على اسرائيل وقد يجعلهم يردون بخطوة عسكرية مزعجة لها، مثل تزويد سورية وايران بصواريخ أرض جو المتطورة من طراز «sa300»، التي طلبتها كل من طهران ودمشق ورفضت روسيا تزويدها حتى الآن».

من جهة اخرى ذكرت صحيفة «معاريف» أمس ان الجيش الاسرائيلي سينصب هوائيي رادار عملاقين في صحراء النقب (جنوب) في اطار الوسائل الدفاعية في مواجهة ايران. واوضحت ان ارتفاع الهوائيين، وهما «الاعلى في الشرق الاوسط»، سيبلغ 400 متر وسينصبان في منطقة المفاعل النووي القريب من مدينة ديمونا المحظورة على الطيران. واضافت «معاريف» ان الاعمال التي يفترض ان تبدأ في غضون اسبوعين ستنجز في ثلاثة اشهر وسيتم تثبيت الهوائيين بكابلات على الارض.